أعين عشاق الكواكب بما يدور في سماء مصر الخميس حيث تشهد ظاهرة فلكية مميزة باقتران القمر مع كوكب زحل وحلقاته في مشهد بديع وتجربة تستحق المتابعة كما يؤكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر.
ويقول القاضي : أعتبرها واحدة من أهم الظواهر الفلكية التي تحدث على مدار العام تحوي قيمة علمية كبيرة وفي الوقت نفسه تمنح المتعة لمحبي الفلك حيث يترائى لهم القمر وكوكب زحل في هيئة جسم واحد.
ويضيف رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية: تلك الظاهرة الفلكية بدأت مع غروب شمس اليوم وستبقى في سماء مصر حتى الساعة الثانية والنصف من فجر الغد وتأتي ضمن سلسلة من الأحداث الفلكية البارزة بشهر سبتمبر.
وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر أعلن عن وجود 9 ظواهر فلكية على مدار شهر سبتمبر الجاري بداية من ليلة 4 التي شهدت اقتران القمر مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان باتجاه الشرق وتنتهي في يوم 22 بالاعتدال الخريفي، حيث تكون الشمس عمودية على خط الاستواء لتتساوى ساعات الليل مع النهار على الكرة الأرضية.
ويتابع القاضي : أدعو الجميع لمراقبة ساعات الاقتران بين القمر وزحل من خلال نظارة معظمة او التلسكوبات لأنه لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ونسعى في المعهد إلى محاولة عمل بث مباشر حتى يمكن مشاركة الحدث مع الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويؤكد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر أنه لا توجد أي خطورة من مشاهدة الظواهر الفلكية المتعلقة بالقمر نافيا المفاهيم الخاطئة عند البعض، موضحا أن المخاوف تنطبق فقط على الأحداث الخاصة بالشمس لأنها قد تُسفر عن الإصابة بالعمى عند النظر بالعين المجردة.
ويوضح القاضي أن هناك فريق عمل من داخل المرصد يعمل على متابعة هذه الظاهرة الفلكية باهتمام بالغ نظرا لأهمية تلك الأحداث في عالم الكواكب وقيمتها العلمية الكبيرة، منوها بوجود خطة لتنفيذ فعاليات قريبا لمحبي الفلك لرؤية الاقتران عن طريق. ويسترسل رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: أبواب المعهد مفتوحة للزيارة أمام الجميع خلال ساعات العمل الرسمية وأحيانا نُعلن عن احتفالات خاصة بالظواهر الفلكية ونسعى للتواصل مع المزيد من الراغبين في دراسة الفلك لمنحهم المعلومات الكافية عن الكواكب.
تجدر الإشارة إلى أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية تابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، له تاريخ طويل من الرصد الفلكي منذ تأسيسه في عام 1839 كمرصد ملكي في بولاق قبل انتقاله إلى العباسية 1868 حتى وصل إلى موقعه الحالي في حلوان عام 1903 ليصبح أحد مواقع التراث العالمي في العلوم والتكنولوجيا وفقا للموقع الرسمي للمعهد.
ويذكر القاضي: نحن سعداء بتوافد أعداد كبيرة من الشباب على المعهد لإلقاء الاستفسارات وحضور الظواهر الفلكية والتعرف على الطرق الأمثل لمشاهدتها وكل ما يتعلق بما يدور في السماء لأننا نرغب في إعداد أجيال وكوادر جديدة تمتلك ثقافة وفهم تام للفلك.
ويختتم رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قائلا: بعد ظاهرة الليلة أتمنى أن يتابع الجمهور أيضا اقتران القمر مع كوكب المشترى في 18 سبتمبر المقبل وبعدها بـ 3 أيام اكتمال القمر حيث بلغ لمعانه بنسبة 99.8% وهو ما يعرف باسم (قمر الذرة)