في المؤتمر الأول للجنة العليا لحقوق الإنسان ، والذي يحمل عنوان ( الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ) قال الرئيس نصاً الأتي : [ المجتمع على مدار ٩٠ أو ١٠٠ سنة بيتم صبغة بطريقة أو بفكر محدد ، بالمناسبة أنا مش مختلف مع دوول بشرط أنه يحترم مساري ولا يتقاطع معايا ولا يستهدفني .. هو فكره كده مش هاقولك بحترمه لكن هاقبل فكره ده لكن ما يفرضهوش عليا .. ما يضغطش عليا به .. ما يحاولش مسار فكره عليا .. مش المقصود بعليا شخصي لكن مصر والمجتمع ] . – استقبل الإخوان تلك الكلمات عبر قنواتهم الإعلامية بأن الرئيس يوجه دعوه للمصالحة مع الإخوان ، حيث قال المذيع بقناة الشرق نصاً [ في واحدة من المرات القليلة منذ ٨ سنوات ، أن السيسي يصرح بقبوله بوجود الإخوان بشروط ثلاثة : ١- يحترم مساري .. بإني انا الآن الرئيس الشرعي ، ٢- لا يتقاطع معايا ، أي لا ينازعني الحكم ، ٣- لا يستهدفني ، أي لا ينتقدني بأي حال من الأحوال . لأول مره نجد هذه المغازلة لجماعة الإخوان بعد ٨ سنوات من وضعها على قوائم الإرهاب ومحاربتها وتحميلها كافة الفساد والخراب في مصر ، الآن النغمة اتغيرت والاسلوب تغير والصيغة تغيرت والرسائل بترسل بشكل أخر .. ماذا جرى ؟ ماذا تم ؟ وراء هذا التغير ؟ هل هناك مستجدات أقليمية ؟ هل هناك ضغوط خارجية ؟ أم تصفية للمشاكل الداخلية ؟ وكيف سيستقبل الإخوان دعوة السيسي للمصالحة ] . – الحقيقة لم أجد في كلام السيد الرئيس ما يشير الى المصالحة من قريب أو بعيد ، فلم يكن الرئيس يتحدث عن نفسه ، بل كان يتحدث عن الدولة ، يتحدث عن مصر ، وقال هذا صراحة في نهاية حواره تأكيداً على هذه النقطة . استقبال الإخوان لكلام الرئيس بهذه الصورة الكاذبة ، لا تخرج عن كونها رسالة الي قواعد التنظيم المحبطة ليس إلا ، بأن الجماعة موجوده وقويه ( على خلاف الحقيقة ) وأن النظام المصري في أعلى سلطة يسعى الي المصالحة معها . لكن الأمر الذي يثير الانتباه أن رسالة الإخوان لم تجد قبول عند القواعد ” المضحوك ” عليها ، سواء داخل السجون أو خارجها ، حتى تصريح أبراهيم منير القائم بأعمال المرشد من موقعه في لندن في هذا الشأن ، لم يلق إهتمام القواعد والصف ، فلم تكن المرة الأولي التي يكذب فيها قادة التنظيم على قواعدهم ، وأن محاولات الإعلام الاخواني لكسب أي أرضية على الساحة التنظيمية أو الإعلامية محفوره بالفشل ، فالشروط التي تدعيها الجماعة وتسوق لها لا تعني الرئيس في شئ ، فوجود الرئيس في سده الحكم ليس متوقفا على أعتراف تنظيم إرهابي بشرعيته ، كما يحاول قادتهم تصوير ذلك لقواعدهم ، أو منازعته في الحكم ، فالتنظيم ليس له موقع أو مكانة جماهيرية لكي ينافسه في الحكم ، اما الشرط الثالث الا يهاجمه التنظيم ، فماذا فعلت قنوات الاخوان بمهاجمة الرئيس ، لقد ذادت شعبيته والتفاف الشعب حوله . – ما فهمته من كلام الرئيس هو الوضع الذي عليه قواعد التنظيم الآن ، التعايش في المجتمع في ضوء أحترام الدستور والقانون وعدم الخروج على الشرعية ، و خلاف هذا يطبق القانون ، ولن يسمح بوجود كيان اسمه الإخوان المسلمين أو نشر وفرض أفكارهم على المجتمع ، يعني كلام بالبلدي ومن الأخر ( حا تحترم نفسك حا تعيش آمن ، حا تقل بعقلك حتاخد على دماغك ) ، هو ده كلام الرئيس اللي انا فهمته . بالمناسبة عايز افكركم بكلامه السابق لما قال ( قبول عودة الإخوان قرار شعب مش قرار رئيس دوله ) ، وطبعا الشعب عمره ما حا ينسى اللي رفع السلاح عليه وقتل خيرة شبابه ، أظن كده وصلت رسالة الرئيس .