كتب // وائل عباس
من حين لآخر تخرج إلينا الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أحد مسؤليها بتهديدات جوفاء أولها التهديد بقطع المعونة الأمريكية .
وفى العصر البائد كانت سياسة نظام مبارك تستغل الحدث كفزاعة للشعب المصري لتخويفة ؛ إذا ما اقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بقطعها ؛ ولإثبات مدى وطنية النظام ومخالفتة لسياسة أسيادة الأمريكان ؛ بالظبط كفزاعة القمح والمعونة الأمريكية منه ؛ فكان يتم تخويف الشعب وتهديده بقطع إمدادات القمح الأمريكى ؛ للسيطرة على الفقراء وانصياعهم للنظام بمنتهى الأستسلامية والانهزامية .
لكن يجب علينا أن نعرف اولا ماهية المعونة الأمريكية لمصر وحقيقة أمرها ؛
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية منح مصر وإسرائيل معونات عسكرية وأقتصادية ؛ ( ويكون التعبير الأصح والادق لها أنها منح لا ترد ) بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل سنة ١٩٧٨ . كطرف شريك وراعى دولى للأتفاقية . وكان هذا دور الزامى للولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأتفاقية ؛ لما كان للأتفاقية من نتائج عكسية وخسائر واقعة على الطرف المصرى ؛ نتيجة التوقيع على مثل هذه الاتفاقية حينئذ ؛ مثل قطع العلاقات الديبلوماسية من معظم الدول العربية كأجراء عقابى ضد مصر . وكان لابد من تحفيز الجانب المصري ومآزرته ؛ فقامت الولايات المتحدة الأمريكية بدفع منح بقيمة ٣ مليارات دولار لإسرائيل ؛ ومليار ومائتى مليون للجانب المصري ؛ وتم تخفيضها للجانب المصري حتى وصلت إلى مليار ومائتى مليون سنويا وتنقسم إلى جزئين العسكرى والأقتصادى منها ؛ يبلغ الجزء العسكري ٣٠٠ مليون دولار ؛ تشمل أسلحة ومعدات وقطع غيار عسكرية ؛ وفى المقابل تحصل الولايات المتحدة الأمريكية من الجانب المصري على تسهيلات عسكرية ؛ منها السماح لطائراتها العسكرية بالتحليق فى الأجواء المصرية ؛ ومنحها التصاريح لمئات البوارج الحربية لعبور قناة السويس ؛ والامدادات اللوجيستية للقطع العسكرية الأمريكية سواء فى الموانىء أو المطارات الحربية المصرية ؛ وهو ما يجعل المعونة الأمريكية ليست ذات جدوى للدولة المصرية ؛ إلا للحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية كدولة كبرى ؛ لكنها على جانب النفع والضرر لاتمثل لنا أى ضرر ؛ ومنفعتها قد لا تذكر ؛ وخاصة بعد تنويعنا لمصادر السلاح وصفقات التسليح الضخمة مع فرنسا وألمانيا والصين والشريك الأكبر وهو الدب الروسي ؛ مما أثار حفيظة الأمريكان وخاصة بعد صفقة السوخوى التى اوجعت الإدارة الأمريكية ؛ ودفعها لأتخاذ موقفا للحفاظ على هيئتها أمام شعبها ؛ ولكن شتان الفرق بين اليوم والامس ؛ فأمس كان نظام مبارك يخضع لأوامر الإدارة الأمريكية بمنتهى الإذلال والخضوع ؛ لتواطؤ مبارك وعمالته ضد وطنه منذ الاشتراك في اغتيال الزعيم / أنور السادات … مرورا بمساعدته على توطيد أركان نظامة ودعمه للبقاء طيلة ثلاثون عاما ؛ حتى تطاول عليهم وساومهم بتوريث نجله مقابل أمن إسرائيل ؛ وهنالك انقلب السحر على الساحر ؛
أما اليوم فمصر تحكمها قيادة سياسية وطنية مخلصة ؛ لا تلقى بالا إلا لوطنها وأبناء شعبها ؛ مصر اليوم لا تنتظر معونة ولا منح من أى دولة ؛ بل سنضع الأمور في نصابها الصحيح ؛ ونسمى الاشياء بمسمياتها الحقيقية ؛ وستدفع الولايات المتحدة الأمريكية الفاتورة الأكبر لو شئنا ذلك ؛ فأمن إسرائيل مهدد من جميع الجهات ؛ سواء من الشمال على الجبهة السورية واللبنانية من ميليشيات حزب الله الإيراني ؛ أو من الجنوب من عناصر المقاومة المأجورة سواء من الجانب الإيراني أو غيره ؛ وهم لا قبل لهم بمباركة مصر تلك الهجمات عليهم ؛ وتهديد أمنهم .
وأهتزت صورة الولايات المتحدة الأمريكية بعد أنسحابها المهين فى أفغانستان وبيعها لحلفائها ؛ وأضف لذاكرتك سحب الولايات المتحدة الأمريكية لقواعدها فى الخليج وفقدانها حلفاء أساسيين كالسعودية والإمارات ؛ كان لطالما يدعمون بالمال ومصادر الطاقة وسوق متسع لبيع الأسلحة الأمريكية ؛ من هنا نرى أن الحزب الديموقراطي الأمريكي يسعى بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الهاوية ؛ وأتوقع أن يكون بايدن هو جورباتشوف العصر الأمريكي الحديث ؛
ورقة حقوق الإنسان التى يتلاعبون بها مع مصر . أصبحت ورقة محروقة على مسرح الأحداث ونعرف جيدا كيف نتخذ الرد المناسب الموجع ضد الولايات المتحدة الأمريكية او اى دولة تطاول فمصر اليوم مصر العزة والكرامة .
حفظ الله مصر رئيسا وجيشا وشعبا