……واصل صالون الدكتور صديق عفيفي نشاطاته حيث انعقد وسط لفيف وحشد كبير من أساتذة الجامعات والمثقفين والإعلاميين والشخصيات العامة والخبراء . وتحدث في بداية الصالون د. محمد البنا أمين الصالون ، الذي قال إننا اليوم سيكون لقائنا مع الأستاذ الدكتور صديق عفيفي رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت ليتحدث للحاضرين تحت عنوان ( مفاتيح النجاح في الحياه ) واضاف الدكتور البنا أن الدكتور صديق عفيفي هو نموذج عظيم فى النجاحات ونموذج للعطاء وانه مثل النهر المتدفق ومن الصعب أن نجد كلمات تصف نجاحات الدكتور صديق عفيفي وشخصيته ، وأنه نموذج في التغلب على المصاعب واضاف :عن تجاربي معه ما من مشكلة تواجهه الا وتغلب عليها داعيا الله سبحانه وتعالى أن يحفظه ، وأشار أن الدكتور صديق عفيفي يتمتع بقدرة على العطاء. وما طلب منه أحدا شيئا الإ واجابه وهو منبع الحب ، ولم يكره احد ابدا ..عقب ذلك تحدث الأستاذ الدكتور صديق عفيفي للحاضرين عن مفاتيح النجاح في الحياه ، وأكد في بداية محاضرته أمام الحاضرين أن كلمة الحياة تشمل كل شيء العمل ، الحب ، كل شيء ، وقال أن النجاح هو رحلة حياة وليس محطة وصول ، واضاف قائلا : ان النجاح هو رحلة حياة مستمرة طوال الوقت طالما أنت لازلت تعيش فإنك تسعى حتى تنجح أكثر مؤكدا أن النجاح يستر عورات الناجحين وسيتذكرك الناس بما فعلته انت ولن ينشغل العالم عن احساسك بذاتك ، مؤكدا أن الثقة بالنفس مهمة .وأشار الدكتور صديق عفيفي أن بيل جيتس الذي يكسب سبعة مليون دولار في اليوم ابتدأ حياته من الصفر ، وله مقولات عديدة هامة منها : أن النجاح لايأتي للجالسين في مقاعدهم ، لذلك قم وقابل النجاح .واضاف الدكتور صديق عفيفي أنه لا ينبغى أن تعلق فشلك دائما على شماعة عدم العدالة وان الحياة لا توزع الفرص بعدالة هذه حقيقة موجودة لكن لابد أن تحاول وتحاول حتى تحقق النجاح ، وأشار أنه عندما تجد الفرصة لابد أن تستسلم لها ، وقدم العديد من النماذج التي قابلته في حياته ، والتي استطاع من خلالها أن ينتهز الفرصة بحيث يستفيد ويفيد أيضا بشكل متوازن ومنها عمله مستشار لامير دولة قطر فى التسعينات ..واكد الدكتور صديق عفيفي أن هناك العديد من الوصايا الخاصة بالنجاح منها : أن النجاح هو نتاج المثابرة وان النجاح نتاج الإستمرار بعد أن يكون الٱخرين قد إنصرفوا يأسيين ، مؤكدا أن النجاح لا يأتي بالصدفة ، لكن بالمثابرة والجهد كما أكد أن الشهادات لا تضمن النجاح ولكن المهم كيف توظف هذه الشهادات أو هذا التعليم بشكل جيد ، واضاف أن المنتصرين هم فقط المؤمنين بقدراتهم على النصر وعلى النجاح ضاربا المثل أننا لو دخلنا حرب أكتوبر ١٩٧٣ ونحن غير مؤمنين بقدرتنا على النصر لكانت تكررت نكسة ٦٧ ، لكن الرئيس الراحل أنور السادات كان لديه العديد من عناصر النجاح منها حتى كتمان يوم المعركة ، وأذكر أن السيدة الراحلة جيهان السادات كانت معنا في إحدى الندوات واكدت أن الزعيم الراحل أنور السادات لم يخبرها يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ أن هناك حرب وهذا يدلل على عبقرية إلرئيس السادات الذي كان لديه إيمان بالنصر ، وان هذا الإيمان هو أمر مهم جدا تحقيقه وكان السادات يجلس سته عشر ساعة للتخطيط لحرب أكتوبر ٧٣ ،واضاف د. صديق عفيفى قائلا : هناك أمثلة من عالمنا العربي فقد كانت أقصى أمنية تريدها أسرة الراحل العظيم الدكتور طه حسين أن يعمل مؤذنا في مسجد القرية ، لكن د. طه حسين بالإصرار والإيمان بالقدرة على النجاح رغم أنه كفيف وصل للكثير والكثير في مصر والعالم ، لأنه إجتهد ولم ييأس وهو كفيف ، وهذا هو نموذج مشرف ، أيضا داروين قالوا له انت لا تصلح لشئ لكنه نجح واديسون الذي لديه الف إختراع قالوا لوالده ابحث له عن عمل لأنه فاشل في الدراسة ، وجيمس وات أيضا الذي اكتشف الطاقة من البخار كان مضحكة زملائه فى المدرسة وانيشتاين كان طفلا بليدا يسقط في كل المواد الا الرياضيات ….أيضا أكد الدكتور صديق عفيفي على أن من يريد أن ينجح عليه أيضا أن يؤمن بمبدأ أنه إذا هزمت في معركة لا تخسر الحرب كلها ، وهذا شبيه بمباريات الكرة يعني إذا أنت انهزمت اثنين صفر مثلا في الشوط الأول يمكن أن تفوز في الشوط الثاني باربعة أهداف لهدفين وهكذا .وأكد الدكتور صديق عفيفي أيضا أن الإنتصار على النفس هو الإنتصار الحقيقي وان مهمتنا في الحياة ليس أن نسبق الأخرين لكن أن نحقق أرقامنا القياسية نحن واضاف إذا بدأت استمر حتى خط النهاية النتيجة تحسب بالنهاية وليست باللعبة الحلوة خطط نظم وتابع ، واضاف الدكتور صديق عفيفي أن متانة السفينة لاتضمن وصولها إلى بر الأمان فالضمان هو القيادة الماهرة مشيرا إلى أن الذين بنوا سفينة نوح هم هواة ومع ذلك وصلت إلى بر الأمان ، اما المحترفين فقد بنوا تيتانيك وهي أكبر وأعظم سفينة في التاريخ ولكنها مع ذلك غرقت لأن قادة السفينة لم يحسنوا قيادتها وأكد الدكتور صديق عفيفي أن هناك مبدأ هاما يحب أن أن نؤمن به جميعا : احلم بجرأة .. خطط بدقة ونفذ بإتقان ، ضاربا مثلا بالرئيس انور السادات الذى حلم أن نهزم إسرائيل في ٧٣ فخطط بدقة وظل السادات يخطط بدقة بشكل كبير فقد ظل يخطط لمدة ستة عشر ساعة يوميا مع المختصين كما قام أيضا بالتمويه ونفذ بإتقان واستطاع أن يحقق الحلم هو أن يهزم إسرائيل وهو حلم كان الكتيرون يعتقد أنه لن ينتصر ، وأنه ينتحر بذلك التفكير .. لذلك تلك صفات القائد الناجح والسادات له صفات كثيرة لكن اهم صفاته الكتمان في موعد الحرب حتى عن أقرب المقربين وأشار إلى نموذج الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء مستشهدا بقصة نجاحه مؤكدا أن هناك مقولة هامة له وهي : أن هناك شرطان للنهضة الرؤية والاراده.. الرؤية المستقبلية وهي تصورك للمستقبل والإرادة في تنفيذ ذلك ، أن تكون هناك جرأة وإرادة في أن تنفذ هذه الرؤية وان تطرق أبوابا جديدةوتحدث الدكتور صديق عفيفي عن العديد من قصص النجاح منها نجاحه في تنفيذ رسالة الماجستير في جامعة مانشستر عام ١٩٦٦ رغم أن الأستاذ المشرف على الرسالة قال إن الفكرة التي قدمها تحتاج إلى عشرين عاما لتنفيذها لكنه نفذها في وقت قصير ونال احترام أستاذه وحصل على الماجستير ثم بعدها على الدكتوراة وتطرق أيضا ٱلى قصة انشائه مدرسة في مدينة نصر عام ١٩٨٤ وكانت أول مدرسة يتم استخدام الكمبيوتر فيها داخل المدرسة وفي المكتبة وايضا اول برنامج تدريبي للمعلمين كان ايضا في المدرسة وكان عن بناء الشخصية وتحدث فيه عن الدكتور الراحل حسن رجب صاحب القرية الفرعونية وقد نجحت المدرسة نجاحا كبيرا ولكن مع زيادة النجاح وزيادة الإقبال قرر أن يذهب إلى منطقة أخرى وكان معه 48 شريكا وشريكة لكنهم جميعا رفضوا فكرته وتمسك هو بهذا الحلم وذهب إلى طريق مصر الاسماعيليه وحصل على مساحة أربعة عشر فدانا ثم حصل على تمويل من أحد البنوك الكبرى وحقق ما أراده والحمد لله تحققت نجاحات كبيرة للمدرسة وبها مساحات خضراء وملاعب تتسع لكافة أنشطةلللطلاب وهي مدارس طيبة المتكاملة الدولية ..و أشار على أنه أصر على. الحصول على هذه الأرض وحصل على موافقات من المحافظة ومن وزارة التعليم ومن الجيش حتى بدأ العمل في المدرسة ونجحت الحمدلله على مدى سنوات طويلة .وأشار الدكتور صديق عفيفى إلى أن طريق النجاح عاده ليس هو الطريق المطروق وقال ٱن أجرأ القرارات هي اكثرها أمانا وأضاف الدكتور صديق عفيفي أن الوقت دائما مناسب للبداية لا تنتظر حتى تتحسن الظروف ابدا فخالد ابن الوليد كان آخر الداخلين للإسلام ثم أصبح بعد ذلك في مقدمة المسلمين… لا عمر معين ولا وقت معين ولا مركز معين هو الأفضل إبدأ فورا اي عمر هو المناسب لبدء مسيرة النجاح وضرب مثلا بنجم الكرة العالمية كريستيانو رونالدو ٣٧ سنة ومازال يحقق الأرقام القياسية . وقال د. صديق عفيفى أن النجاح ليس ألا تخطىء ابدا إنما لا تكرر الخطأ فالخطأ وارد، وأشار أيضا إلى أنه ما خاب من إستشار.. لذلك إستمع للأخرين أنصت وتعلم ومن أسوأ الأمور انك لا تستطيع الإنصات إلى الأخرين أيضا (العدل) حاسب الناس بعدل وحزم وأيضا المصداقية وهي باب إلى كسب الاحترام، واضاف أيضا أن يجب أن تكون القدوة في المواعيد ، وفي امانة الكلمة ، وتنظيم الوقت أيضا لان الوقت سلاح هام لاتهدر الوقت ولا تضيع الوقت ..الوقت دائما كاف . أيضا العطاء إعطي ولا تنتظر الجزاء العطاء قد لا يكون مفيدا في المائة متر لكنه رائع في الماراثون أيضا العمل كفريق عمل..مثلا الرئيس الإمريكي الأسبق لينكولن بعد أن كسب كرسي الرئاسة دعا منافسيه إلى الإشتراك معه فى وزارته ، لا تلتفت إلى اعداء النجاح لانه دائما سيكون هناك على هامش الحياة من يقدفون الشجرة المثمرة ويقدفون الناجحين ودائما نقول إن الشجرة المثمرة هي التي تقدف بالحجارة وإذا طعنك الناس من الخلف إذا أنت في المقدمة ونجاحك هو الخطيئة الوحيدة التي لا يغفرها الزملاء . وضرب مثلا باللاعب المصري العالمي محمد صلاح وكيف كان يعاني فى المواصلات من قريته إلى الأندية كان يلعب بها حتى سعى بجهد وإصرار وجدية إلى تحقيق حلمه وأصبح من اللاعبين العالميين واضاف د. صديق عفيفى :اؤكد في نهاية المحاضرة ..إحلم بجرأة .. خطط بدقة ..نفذ بإتقان . تحدث بعد ذلك الدكتور مسعد عويس نقيب المهن الرياضية ومؤلف كتاب( الرياضه في مصر القديمة ) حيث أشاد بالدكتور صديق عفيفي وتاريخه الحافل ومحاضرته القيمه وقال د. مسعد عويس ان كتابه يؤكد أن الرياضة بدأت في مصر القديمة وعلينا أن نعلم أولادنا أن مصر القديمة كبيرة جدا وعظيمة جدا وان مصر هي التي اخترعت عدد كبير من اللعبات وقام بتوزيع نسخ من كتابه… وعقب ذلك قام الموسيقار د. مصطفى أحمد بتقديم العديد من الأغاني التي نالت إعجاب الحاضرين . وفي الختام إستمع الحاضرون إلى عازف الكمان عماد إسماعيل الذي قام بتقديم العديد من المقطوعات الموسيقية .