اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب عندما نتحدث بزهو وفخر عن المخابرات العامة المصرية الدرع الواقى لإستقرار مصر نبدأ بعملية هذا الجهاز المقنن بقانون ويعمل بشرعية وإخلاص وشريعة الحفاظ على مقدرات وطن.
تم إنشاء الجهاز بعد ثورة يوليو 1952 لكى ينهض بحال الإستخبارات المصرية حيث أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراراً رسمياً بإنشاء جهاز إستخبارى حمل اسم “المخابرات العامة” فى عام 1954 طبقاً للقانون العام لجهاز المخابرات العامة المصرية القانون 100 لعام 1971 فالمخابرات العامة هيئة مستقلة تتبع رئيس الجمهورية ويتكون الجهاز من رئيس بدرجة وزير ونائب رئيس بدرجة نائب وزير وعدد من الوكلاء الأول والوكلاء وعدد كافٍ من الأفراد، وأسند الى زكريا محيى الدين مهمة إنشائه بحيث يكون جهاز مخابرات قوى لديه القدرة على حماية الأمن القومى المصرى. المخابرات العامة المصرية أو جهاز المخابرات العامة هو جهاز الإستخبارات المصرى. طبقاً للقانون العام لجهاز المخابرات العامة المصرية القانون 100 لعام 1971 فالمخابرات العامة هيئة مستقلة تتبع رئيس الجمهورية ويتكون الجهاز من رئيس بدرجة وزير ونائب رئيس بدرجة نائب وزير وعدد من الوكلاء الأول والوكلاء وعدد كافٍ من الأفراد رغم جهود كل من زكريا محى الدين وخلفه المباشر على صبرى الا أن الإنطلاقة الحقيقية للجهاز كانت مع تولى صلاح نصر رئاسته عام 1957 حيث قام بتأسيس فعلى لمخابرات قوية وإعتمد على منهجه من جاء بعده، فقد قام بإنشاء مبنى منفصل للجهاز وإنشاء وحدات منفصلة للراديو والكمبيوتر والتزوير والخداع ولتغطية نفقات عمل الجهاز الباهظة قام صلاح نصر بإنشاء شركة النصر للإستيراد والتصدير لتكون ستاراً لأعمال المخابرات المصرية، بالإضافة الى الإستفادة منها فى تمويل عملياته، وبمرور الوقت تضخمت الشركة وإستقلت عن الجهاز وأصبحت ذات إدارة منفصلة. الجدير بالذكر أن المخابرات العامة المصرية تملك شركات أخرى داخل مصر أغلبها للسياحة والطيران والمقاولات. وتعود تبعية الجهاز لرئاسة الجمهورية بشكل مباشر.
المخابرات العامة المصرية هى هيئة المخابرات فى مصر. شعارها يتكون من عين حورس الشهيرة فى الأعلى و أسفلها مباشرة نسر قوى ينقض على أفعى سامة لينتزعها من الأرض، و غالباً يرمز الشعار لقوة الجهاز و صرامته فى مواجهة الأخطار والشرور التى تواجه الأمن القومى للبلاد.
عملية الحفار أو عملية الحج هى إحدى العمليات الناجحة لجهاز المخابرات العامة المصرية والقوات البحرية المصرية، حيث نجح فيها المصريون فى تفجير حفار بترول كنتينج الذى إشترته إسرائيل لكى تنقب به عن البترول فى خليج السويس، وتديره شركة اينى الإيطالية، وذلك أثناء توقفه فى أبيدجان عاصمة ساحل العاج أثناء رحلته من كندا الى إسرائيل، مانعة الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ خطتها الرامية لنهب الثروات البترولية وفرض سيادة أكبر على سيناء المحتلة آنذاك. تم تفجير الحفار فى 8 مارس 1970، بعد إعداد للعملية إستمر عاماً كاملاً. أشرف على هذه العملية مدير المخابرات العامة المصرية الأسبق أمين هويدي، بينما ترأس قيادة العملية ضابط المخابرات الشهير محمد نسيم وساعد فريق العملية السفير المصرى فى أبيدجان. وبيع خردة بعد ذلك فى ميناء تيمة بغانا فى ساحل العاج. الفريق محمد رفعت ابراهيم عثمان جهاز الأمن القومى المصرى وقائد عملية الثعلب، وكان له دور بارز فى زرع رافت الهجان فى قلب إسرائيل. إشتهر جبريل كثيراً بعملياته المخابراتيه. ومن أنجح العمليات التى قام بها جبريل، إعادة الجاسوسة المصرية هبة سليم التى جندتها إسرائيل من فرنسا الى القاهرة لمحاكمتها وإعدامها أما أخطر العمليات التى قام بها على الإطلاق، فهو نجاحه فى زرع أجهزة تنصت دقيقة داخل أحد المقار السرية للموساد بإحدى العواصم الأوروبية، وذلك لتسجيل جلسات التعاون بين مخابرات أوروبية وشرقية مع إسرائيل فى بداية السبعينيات. إخترقت المخابرات المصرية حصن الموساد فقدمت أبطالاً إستطاعوا تدمير سرية جهاز الدولة العبرية منهم” البطل الشهير ” رفعت على سليمان الجمال الشهير رأفت الهجان مصطفى حافظ الذى كان مسئولاً عن تدريب الفدائيين داخل الدولة العبرية، راعى الغنم السناوى صالح عطية الطفل الذى إخترق حصون جيش الكيان الغاصب وجمع المعلومات ووضع أجهزة تصنت بداخل غرف القيادة لجيش العدو. الذى أصبح ضابطاً بالمخابرات المصرية، عمرو مصطفى طلبة الشهير عمرو عطية طالب بكلية الهندسة وكان رمزه الكودة 1001 عام 1969 عقب مؤامرة 1967 تم زرعه كان الجيش العبرى وكان إسمه داخل اليهود موشى رافى وإستشهد لحظة العبور داخل حصون خط برليف. وقد تم إحضار جثمانه الطاهر الى مصر. أحمد محمد عبد الرحمن الهوان الشهير جمعة الشوان الذى منحه الموساد مبلغ خمسة آلاف جنيه إسترلينى شهرياً عن طريق جاسوسة تدعى جوجو إسلمت فيما بعد وعاشت بالقاهرة قام بتسليم المبالغ للرئيس جمال عبد الناصر. أصغر جهاز إرسال صعنته الدولة العبرية. هؤلاء أشخاص صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
بعد مؤامرة ومعارك 1967 وفى يوم 5 أغسطس 1968 بدأت قيادة القوات المسلحة فى تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة فى سيناء، بإسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والإستطلاع كمحاولة من القيادة لإستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلى بالأمن وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الإختيار على البطل إبراهيم الرفاعى لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور فى إختيار العناصر الصالحة.
كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عند ‘الشيخ زويد’ ثم نسف مخازن الذخيرة’ التى تركتها قواتنا عند إنسحابها من معارك 1967 وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذى يبذله فى قيادة المجموعة. مع الوقت كبرت المجموعة التى يقودها البطل وصار الإنضمام اليها شرفاً يسعى اليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء، فصار إختيار إسم لهذه المجموعة أمر ضرورى وبالفعل أُطلق على المجموعة إسم المجموعة 39 قتال، وذلك من يوم 25 يوليو 1969 وأختار الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى شعار رأس النمر كرمز للمجموعة وهو نفس الشعار الذى إتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948. كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق فى سيناء بعد نكسة 1967، وأصبحت عملياتها مصدراً للرعب والهول والدمار على العدو الإسرائيلى أفراداً ومعدات، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو سعيداً كالعصفور تواقاً لعملية جديدة يبث بها الرعب فى نفوس العدو. فقد نسف مع مجموعته قطاراً للجنود والضباط الاسرائليين عند منطقة الشيخ زويد.
وبعدها صدر قرار من القيادة المصرية بنسف مخازن الذخيرة التى خلفتها القوات المصرية إبان الإنسحاب.. وكان نجاح هذه العملية ضرباً من الخيال بل كان نوعاً من المستحيل.. ولكن الرفاعى ورجاله تمكنوا من الوصول اليها وتفجيرها حتى إن النيران ظلت مشتعلة فى تلك المخازن ثلاثة أيام كاملة. وفى مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض – أرض لإجهاض أى عملية بناء للقوات المصرية.. وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة فى إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع.. الا أن وحدات الإستطلاع كشفت العديد منها على طول خط المواجهة.
طلبت القوات المسلحة المصرية صاروخ من الذين نشرهم جيش الدو على الجبهة .. وتحول الرفاعى الى جمرة من اللهب.. فقد كان يعشق المخاطر ويهوى ركوب الأخطار.. ولم تمض سوى أيام قلائل لم ينم خلالها إبراهيم الرفاعى ورجاله.. فبالقدر الذى أحكموا به التخطيط أحكموا به التنفيذ.. فلم يكن الرفاعى يترك شيئاً للصدفة أو يسمح بمساحة للفشل. فكان النجاح المذهل فى العملية المدهشة فعبر برجاله قناة السويس وبأسلوب الرفاعى السريع الصاعق أستطاع أن يعود وليس بصاروخ واحد وإنما بثلاثة صواريخ.. وأحدثت هذه العملية دوياً هائلا ً فى الأوساط المصرية والإسرائيلية على حد سواء حتى تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلى المسئول عن قواعد الصواريخ. ووصفت القيادة هذه العملية (كانت من المهام الخطيرة فى الحروب.. ومن العمليات البارزة أيضاً التى إرتبطت بإسم الرفاعى عندما عبر خلف خطوط العدو فى جنح الليل.. ونجح فى أسر جندى إسرائيلى عاد به الى غرب القناة”. كان هذا الأسير هو الملازم دانى شمعون.. بطل الجيش الإسرائيلى فى المصارعة ولكن الرفاعى أخذه من أحضان جيشه الى قلب القاهرة دون خدش واحد.
وتتوالى عمليات الرفاعى الناجحة حتى أحدثت رأياً عاماً مصرياً مفاده أن فى قدرة القوات المصرية العبور وإحداث أضرار فى الجيش الإسرائيلى.. بل إنها دبت الرعب فى نفوس الإسرائليين حتى أطلقوا على الرفاعى ورجاله مجموعة الأشباح. وصبيحة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض طلب عبد الناصر القيام برد فعل سريع وقوى ومدوى حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصرى بإستشهاد قائده.. وأعد الرفاعى قواته وأمر بتسليحهم بطلقات خارقة حارقة والسلاح السونكى وأعد ستون مقاتلاً فعبر الرفاعى القناة وإحتل برجاله موقع المعدية 6.. الذى أطلقت منه القذائف الى كانت سبباً فى إستشهاد الفريق رياض.. وأباد كل من كان فى الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصراً إسرائيلياً.. وعادت القوة المصرية وأصيب مهندس بسلاح المهندسين أثناء تدميره مخزن السلاح بإصابات بسيطة برئ منها. حتى أن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت بإحتجاج الى مجلس الأمن فى 9 مارس 1969.. يفيد أن جنودهم تم قتلهم بوحشية.. ولم يكتف الرفاعى بذلك بل رفع العلم المصرى على حطام المعدية 6.. بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مره على القطاع المحتل منذ 67.. ويبقى مرفوعاً قرابة الثلاثة أشهر.
تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة، لم يكن عبوره هو الخبر أنما عودته دائما ما كانت المفاجأة، فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو واستغاثات جنوده، وفى إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم له ضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلئ بإستغاثات العدو وصرخات جنوده كالنساء. مع حلول أغسطس عام 1970 بدأت الأصوات ترتفع فى مناطق كثيرة من العالم منادية بالسلام بينما يضع الرفاعى برامج جديدة للتدريب ويرسم خططاً للهجوم كانوا يتحدثون عن السلام ويستعد هو برجاله للحرب، كان يؤكد أن الطريق الوحيد لإستعادة الأرض والكرامة هو القتال، كان على يقين بأن المعركة قادمة وعليه أعداد رجاله فى إنتظار المعركة المرتقبة.
صدق حدس الشهيد وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر إنطلقت كتيبة الصاعقة التى يقودها البطل وقبل الضربات الجوية الأولى ببضع ساعات دخل وفرقته لتدمير ما يطلق عليه مدافع أبو جاموس بعيون موسى ثم فى ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول فى منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الإستفادة منها وينجح الرجال فى تنفيذ المهمة.
وتتوالى عمليات المجموعة الناجحة ففى السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو الإسرائيلى بمنطقتى شرم الشيخ ورأس محمد وفى السابع من أكتوبر تنجح المجموعة فى الإغارة على مطار (الطور) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالإرتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل.
في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول الى منطقة (الدفرسوار) لتدمير المعبر الذى أقامه العدو لعبور قواته، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر فى نفس الوقت الذى تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم فى إتجاه طريق (‘الإسماعيلية / القاهرة). وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل فى التحرك بفرقته، فيصل الى منطقة (نفيشه) فى صباح اليوم التالى ثم جسر (المحسمة) حيث قسم قواته الى ثلاث مجموعات، إحتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر (المحسمة) الى قرية (نفيشه) لتحقيق الشق الدفاعى لمواقعها الجديدة. وما وصلت مدرعات العدو حتى أنهالت عليها قذائف الـ آر بي جي) لتثنيه عن التقدم، ويرفض بطلنا / إبراهيم الرفاعى هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر فى الأرواح والمعدات قام «الرفاعى» بتنفيذ 72 عملية إنتحارية خلف خطوط العدو الصهيونى من بين 67 1973 ودمر معبر الجيش الإسرائيلى على قناة الدفرسوار، وحصل على 12 وساماً تقديرياً لشجاعته وأخيراً إستشهد فى حرب أكتوبر فكان «إستشهاده أروع خاتمه لبطل عظيم»، بحسب ما وصفها الكاتب جمال الغيطانى، في كتابه «الرفاعى». على كل عربى ومصرى الفخر بجهازه المخابراتى وبقواته المسلحة المصرية.