أيام قليلة مرت و أسدل الستار علي أطول ماراثون كروي في العالم بتتويج الزمالك بلقب بطل الدوري المصري. و برؤية سريعة علي أحداث هذا الموسم ظن البعض أن ملامح البريمرليج قد ألقت بظلالها علي الملاعب المصرية، نظرا لشراسة المنافسة علي إنتزاع القمة، أو الهروب من السقوط، حتي جائت الجولة قبل الأخيرة التي فككت شفرة الهبوط و أعلنت البطل و الوصيف.
و الحقيقة أن هناك فارق زمني و فني كبير بين البريمرليج و الدوري المصري. فالبريمرليج الذي إنطلق للمرة الأولي في ١٩٩٢، تنطلق مبارياته ف أغسطس و تنتهي في مايو من كل عام، و تلعب مبارياته يومي السبت و الأحد، و عدد قليل منها يلعب خلال أمسيات منتصف الأسبوع بإنتظام و بدون تأجيل، يتم كل ذلك من خلال الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم الذي تبني، مبدأ تكافؤ الفرص و المساواة بين جميع الأندية.، حتي في توزيع حصص تسويق البريمرليج.
البريمرليج هو الأفضل عالميا نظرا لتمتعه بالقدرة التنافسة منذ بدايته حتي الرمق الأخير، و لا تقل معركة الهبوط عن سباق القمة و الذي يتسع ليشمل٦ فرق، و ذلك عكس معظم دوريات العالم و التي تنحصر فيها المنافسة بين فريقين فقط. و مما يجعل البريمرليج اكثر إثارة هو قدرة أي نادي مهما كان محدود الإمكانيات علي هزيمة أي نادي كبير، كذلك الحضور الجماهيري الضخم و التغطية الإعلامية التي تنصف بالحياد و المهنية ، و عدد الدربيات المقامة خلال البطولة حيث تسعي الفرق الاقل حظا للفوز علي الأندية ذات الشعبية الكبيرة.
و برغم أن أشهر لاعبي العالم لا تطأ أقدامهم المستطيل الأخضر في البريمرليج إلا أن أهم ما يميز الفرق أن لديها معايير خاصة في إختيار اللاعبين الذين يتمتعون بالمهارة و القوة و التكتيك، لهذة الأسباب فجميع المباريات تتسم بقوة التنافس و المفاجآت، و هذا ما يعطي البريمرليج الأفضلية من حيث جودة اللعب و المنافسة و عدم إحتكار أندية بعينها للبطولات
إن الجماهير المصرية تتعطش الي رؤية البريمرليج في ملاعب مصر كلها، و أن تري تنافسا حقيقيا بين اكثر من ٥ فرق علي إنتزاع درع الدوري، و ذلك لن يحدث إلا إذا اتبع الإتحاد المصري لكرة القدم النهج الانجليزي في الإدارة، و التي تأسست علي مبدأي تكافؤ الفرص و المساواة. و لكن هذا لن يحدث في ظل إعلام رياضي لايري سوي لونين فقط، و غياب جماهيري، و عشوائية انتقائية تخل بمبدأي تكافؤ الفرص و المساواة. يكفي ان نعلم جميعا أن الدوري المصري كان فكرة الإعلامي المصري محمود بدرالدين، و إتخذها الملك فاروق لغرض سياسي للفت أنظار الناس عن خسارة حرب فلسطين!!.