متابعة عادل شلبى أنا الألم، أنا نعمة السماء لكم ولست غضبًا من الله عليكم كما تعتقدون أنى عقاب من الله، وكأنكم عدتم إلى عصر أرسطو الذى اعتقد أنى رب الانتقام Poine، والذى أخذ الغرب من هذا الاسم: Pain! أى الألم! أنا جرس الإنذار الذى وضعنى الله فى داخلكم حتى أنبهكم لشىء خطير حتى تسارعوا بعلاج السبب قبل إعطاء مسكنات لإخفاء المرض! ماذا لو حدث التهاب بالزائدة الدودية أو حصوة بالكلى أو الحالب دون ألم؟! تنفجر الزائدة، وتفقد الكلى وظيفتها! هل صدقتم أنى نعمة ولست نقمة!.
أذكر سستر Preece فى إنجلترا، حين سألت كاتب هذه السطور، كيف أختفى تمامًا بحقن سائل يشبه الماء فى أى مكان، فلما شرح لها أن هذا السائل «البنج الموضعى» يمنع تبادل البوتاسيوم مع الصوديوم على جدران الخلايا، وبالتالى، لا تتولد الشحنة الكهربائية التى تنتقل عبر الأعصاب إلى النخاع الشوكى ومنه إلى المخ، فكان تعليق السستر: أشكر الله أنى ممرضة ولست طبيبة! أنتم يا معشر الأطباء تعقِّدون حياتنا!!.
منذ بضعة أيام زار الدكتور عبدالرحمن حمادة، أستاذ جراحة العظام، الدكتور وسيم السيسى، وأهداه كتابًا رائعًا عنى: وداعًا للألم من ١٧٧ صفحة، وذكر عنى كل ما يخطر على بالكم، حتى علاج الألم بالسمك الرعاد Eel Fish وكيف كانت مصر القديمة أول من استخدم العلاج بهذه السمكة الكهربائية فى الصداع النصفى وأمراض المفاصل، كما تحدث الدكتور عبدالرحمن عن بوابات الألم ١٩٧٦م، كما تحدث عن حالات نادرة لا وجود لى مع هذا المريض: Congenital Insenstivty فيموتون صغارًا لغيابى عنهم.
كما أذكر أن صاحبى كاتب هذه السطور قرأ عنى منذ بضع سنوات، وكيف أنه إخصائى أمراض نساء وتوليد، ابتكر طريقة للولادة دون ألم، لأن الولادة فى رأيه عملية فسيولوجية وليست مرضية، وأن سبب آلام الولادة الفكرة الموروثة: وأنت يا حواء بالآلام تحبلين وتلدين، كذلك غياب الحركة عن الأم الحامل، فكانت طريقته تدريبات رياضية منذ الشهر السادس، مع تدريبات على طريقة معينة للتنفس، هذه الطريقة اسمها: Accouchement Sans Doudleur أى الولادة دون ألم لصاحبها: فرناند لاميز: fernand Lamaze.
أنا الألم.. لى جرس مسموع النفير فى مكان العضو المريض، وبعيدًا عنه بكثير Referred، فأنا أسمِّع فى الذبحة الصدرية فى الذراع اليسرى، وفى حصوة الحالب فى الخصية، وفى المرارة فى الكتف اليمنى والقلب! نعم فى القلب ويطلقون عليه القلب المرارى، بالرغم من حلاوة طبع وقلب صاحبه أو صاحبته! أنا كده أسمّع فى العضو، ومكان آخر بعيد عنه لعل مريضى يفيق ويسارع بالذهاب للطبيب!.