متابعة عادل شلبى صار العالم متعرفاً على مصطلح “الفضاء السيبراني”، بعدما صار جزءاً من حياتنا اليومية، ونسمعه، على الأقل، مرة، يومياً، في نشرات الأخبار في العالم. كذلك ظهرت أهميته مع وجود الإنترنت، مركز تجمع كافة البيانات والأرقام، حيث تشير الإحصاءات إلى وجود نحو 26,6 بليون جهاز، على مستوى العالم، متصل بالإنترنت، فأصبح لزاماً تأمين هذه المعلومات التي يتم تداولها، وهنا ظهر مصطلح “الأمن السيبراني” أو “الأمن الإلكتروني”، حيث ظهرت خطط لحماية وتأمين الشبكات والبرامج والبيانات، أطلق عليها “الحماية السيبرانية”.
لقد أصبحنا، في عالمنا المعاصر، نعتمد على التكنولوجيا، في حياتنا اليومية، وكافة معاملاتنا، من خلال الإنترنت والفضاء السيبراني، ومع ظهور المواقع، والأفراد، المعنيين بسرقة البيانات من المؤسسات العالمية، والأفراد من المشاهير، أو السياسيين، بهدف استغلال تلك البيانات ضدهم، مستغلين في ذلك خاصية الواي فاي، والاتصال اللاسلكي، الذي يسهل مهمتهم في قرصنة البيانات، من خلال اختراق جميع الأجهزة المتصلة به، سواء في المنزل أو المؤسسات المختلفة، ورغم وجود برامج الحماية إلا أنها لم تتمكن من حماية جميع الأجهزة والبرمجيات والأنظمة والتي لا تعرف أساساً من صمم هذه البرامج.
وفي الفترة السابقة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تعرضها لهجمات إلكترونية وقرصنة معلوماتية من خلال برنامج لإدارة الشبكات، من إنتاج شركة سولار ويندوز الأمريكية، حيث استهدفت مؤسسات حساسة أمريكية، منها المكتب الذي يدير الأسلحة النووية الأمريكية. ورغم طمأنة الحكومة الأمريكية بعدم تعرض أمن الترسانة النووية للخطر، إلا أنه قد حدث بالفعل، ولقد صرح وزير الخارجية الأمريكي، آنذاك، بأن روسيا تقف وراء هذه الاختراقات، التي تتعرض لها الشركات والمؤسسات الأمريكية.
وعلى اتجاه آخر أعلنت شركة الأمن السيبراني أنها استطاعت تحديد الاختراق الواسع لوكالات حكومية أمريكية والتي بلغ عددها خمسين مؤسسة. ومن هذا المنطلق تعهد الرئيس جو بايدن بأنه سيضع الأمن السيبراني على رأس أولوياته، وأعلن بوضوح أن أمريكا ستعمل على تعطيل قدرات روسيا، وردعها، عن شن هجمات إلكترونية عليها، وأعلنت وسائل الإعلام الأمريكية أن استخدام القرصنة الإلكترونية، على نطاق واسع مؤخراً، يرجع لرخص تكلفة السلاح السيبراني، مع إمكانية التنصل من التورط في استخدامه، ورغم ما تنفقه الولايات المتحدة من مليارات في الدفاع السيبراني، إلا أنه لم يمنع وقوع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، ضحية لهذه القرصنة الإلكترونية عام 2016. على أية حال، فإن الفضاء السيبراني سيصبح، في الفترة القادمة، ميدان الحرب الجديد بين أطراف القوى العظمي العالمية.