( نصب تذكاري لضحايا الدفعة التاريخية)
لعل وصف السيد وزير التعليم لدفعة الثانوية العامة لهذا العام بالدفعة التاريخية هو المقولة الوحيدة التي تقبلها منه الشعب المصري فهي دفعة تاريخية بالفعل بدأت من مدتها الزمنية التي أكملت عام كامل.. دفعة تاريخية لأنها ولأول مرة لم تُطلق فيها زغاريد المصريين المعتادة إما حزناً علي المجاميع الضعيفة لأبنائهم أو حرصاً علي مشاعر زملاء أبنائهم الذين صدمتهم النتائج المخيبة لكل الظنون ومنهم إبنتي التي رغم نجاحها بحمد الله كمرحلة أولي وفقاً لمعايير الدفعة التاريخية إلا أنها لم تستطع الفرح بنجاحها حزناً علي رسوب أغلب زميلاتها الأكثر منها تفوقاً وبالتالي فلم يفرح في الدفعة التاريخية الراسبون ولا الناجحون..
دفعة تاريخية لأن الوزير ما زال مصراً علي نجاح تجربة مشوهة المعالم علي حساب جيل كامل ضاعت أحلامهم هباء في ظل نظام إمتحانات غريب ونماذج إجابات مطاطية أوصلت الطلبة للخروج من اللجان لا يعرفون صحة إجابتهم من عدمها وفقاً لنماذج الإجابات التي تعتمدها الوزارة وبالتالي أنتظر الطلبة النتائج بين حلمهم في أن يكون أسمائهم ضمن أوائل الجمهورية وفي نفس الوقت خوفاً من الرسوب!!! في مفارقة غريبة لم تحدث من قبل ربما لانها طبعا دفعة تاريخية!!!
كل هذا يهون وربما تأخذ الأهالي دوما فكرة الارتكان للسلامة مما حدث والتسليم بالأمر الواقع والقبول بأن الطلبة فاشلين بطبيعتهم ويحاولون الهجوم علي النظام الجديد لتبرير هذا الفشل لا ضير في ذلك..
ولن نتحدث أيضاً عن الغش الذي لم تخطئه العين عن طريق مختلف الوسائل التي جعلت الفشلة يحصلون علي أعلي الدرجات بوسائل غش لم تتمكن المنظومة الجديدة من التصدي لها ربما لأنها دفعة تاريخية!!!
ولكن ما يُوجع القلب ويُبكي العين هو صرخات نوابغ الطلبة وأهاليهم علي ضياع مستقبل أبنائهم دون أن يقدم لهم أحد الدليل علي صدق أبنائهم من عدمه للظلم الواقع عليهم في ظل نظام امتحانات ونماذج أجوبة لا يمكن الطعن عليها ولعل ذلك ما زاد إشتعال الناس غضباً بعد ما سمعوا عن حصول طلاب علي درجات في مواد قدموا إعتذار عن دخولها أصلاً وآخرين حصلوا علي نتائج مشرفة في مواد لم يدخلوها أو يمتحنوها مما جعل الناس فريسة سهلة أمام التشكيك في تلك النتائج وأن هناك تلاعب يمكن حدوثه في نتائج أبنائهم المتفوقين طوال دراستهم والراسبين فجأة في تلك الدفعة التاريخية بل وصل الأمر إلي الظن أن هناك من حصل عن طريق الفساد علي نتائج غيره من الطلاب المتفوقين.. مما جعل بعض أهل الشر يسكبون الزيت علي النار لتهيبج الناس ونشر فيديوهات تؤكد ذلك
ولعل ما حدث مع نجلي نائب الشرقية الذي حجبت نتائج أبنائه والحاصلين علي ما يقارب نسبة مائة بالمائة وهي درجات خياليه في دفعة تاريخية وحتي لو كانت جينات العبقرية متوارثة فلا يمكن أن تكون بتلك الصورة الغريبة خاصة أن هذا الأمر قد تم التكتيم عليه تماماً..
سيادة وزير التعليم المحترم ربما تكون منظومتك التعليمية للتطوير أفضل ما يمكن وربما تصبح أفضل وزير تعليم في تاريخ البلاد لكن عدم الرد أو الإهتمام بما يحدث داخل بيوت طلاب الضحايا من الدفعة التاريخية أمر محزن ويستدعي من سيادتكم بشكل عاجل توضيح ما يتم تداوله عن حصول طلاب علي درجات في مواد لم يدخلوها وإبلاغ النيابة عنهم حال عدم صحتها أو الإعتراف بوجود خطأ في المنظومة لأن الإعتراف بالخطأ أفضل من التمادي فيه لأن السكوت سيهدم المنظومة بالكامل ويجعل شكوك الناس في سرقة مجهود أبنائهم لصالح آخرين محل تأكيد وكذلك ضرورة الإعلان عن نتيجة التحقيق في واقعة نجلي نائب الشرقية لعل إجابتك تشفي صدر هؤلاء الطلبة وأهاليهم بدلاً من حالة سد الأذن والتعجيل بإغلاق ملف الدفعة التاريخية لأنك بذلك تغلق جرح علي صديد وسيكون الحرص علي إتقان تعلم وسائل الغش وليس السعي للتحصيل والتعلم والتفوق هو سيد الموقف في السنوات القادمة..
اللهم بلغت اللهم فاشهد