كتب // وائل عباس بسم الله الرحمن الرحيم ” قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا “
كلما تمر بى نوائب الدهر وصعابه وشدة الأبتلاءات وعظم المصائب ويحاول الشيطان أن يجتذبنى جذبا إلى عدم الرضا والضجر والرفض والاعتراض . أتذكر السيدة العذراء ” مريم البتول ” حين جائها الملك الكريم ” جبريل الروح الأمين ” عليه السلام . وهو يحمل التكليف بالأمر الآلهى . واتصاغر أمام شدة الابتلاء وعظم المهمة وثقل التكليف الذى كلفت به طفلة صغيرة يتيمة لا يتجاوز سنها السادسة عشر وقيل الثالثة عشر . تكليف صعب فى مجتمع يموج بالأفك والنفاق من حملة الدين من احبار اليهود وشراذمة أهل الباطل . تكليفا يمس السمعة والشرف . تكليف ليس بهين على أهل العزائم من الرسل والأتقياء . كيف ارتضت هذه الطفلة العابدة الناسكة هذا التكليف ولم تفر منه وتهرب . أو على الأقل لم تبتهل إلى الله لتغيير تكليفه بما هو أقل وطئة من هذا . كيف أخرج على أشر أهل الأرض وافسدهم بطفل صغير وانا أبنة الأتقياء . بماذا أرد على المتسائلين وكيف أثبت لأهل الباطل أننى أحمل الحق بين يدى . وأى حق . أنه روح الله وكلمته وفرقان أهل زمانه . منتهى القوة والثبات والإيمان واليقين بالله العلي العظيم . منتهى الأدب فى العبادة لله هو تحمل المصائب والأقدار . تحملها بمنتهى الرضا والطاعة واليقين بالله أنه قادر على رفع البلاء وتبديل الحال . يا أهل الصبر أنتم فى جانب الله . هو يرعاكم ويرد عنكم الظلم والكيد والقهر . هو الله الذى أختصكم بصعوبة الدنيا ليفرج عنكم صعوبات الأخرة وكربها . فأبشروا يا أهل الصبر بالفرج ” فإن مع العسر يسر إن مع العسر يسرا ” أبشروا بكرم الله فى الدنيا والآخرة . فأنتم لن ينصب لكم ميزانا للحساب ولا تسألون بعد صبركم ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ” أذكر نفسى وأياكم أن الدنيا ليست دار مقام وانما هى جنة خالدة أو عذاب مقيم . لا تغرنكم الدنيا فهى دار زوال . ونسئل الله التثبيت على ما يحبه ويرضاه . كل سنه وكل شعب مصر بخير وسعاده