( نفسنا نفهم يمكن نرتاح )
طبعاً نحن لا نشكك في إجراءات الدولة في الحفاظ علي عدم إنتشار فيروس كورونا اللعين خاصة ونحن علي أعتاب موجه رابعة يتوقع لها الكثيرون انها ستكون أشد انتشاراً من الموجات السابقة
ولعل الغرامات التي توقعها الدولة علي غير الملتزمين بتلك الإجراءات خاصة في الأماكن والمواصلات العامة وغلق المساجد لفترات ماضية ثم إعادة فتحها مع استمرار غلق دورات المياه ومنع صلاة الجنائز داخل المساجد وغلق دور المناسبات لإقامة سرادقات العزاء أمور ربما رأها البعض تشدداً زائد ولكن لم يمانع البعض الآخر من العقلاء وحسني النوايا في قبول تلك الإجراءات باعتبار أن الدولة لا تدخر جهداً في المحافظة علي صحة كافة طوائف الشعب ومواجهة هذا الفيروس الخطير وتعمل جاهدة علي تطبيق التباعد الإجتماعي قدر المستطاع وتُوقع الغرامات لمن لا يلتزم بذلك..لكن بعد إنتشار ما يسمي بحفلات الساحل وتجمع عشرات الآلاف لحضور تلك الحفلات وما يراه الناس مخالف لكل ما تنادي به الدولة من الإلتزام بالاجراءات الإحترازية جعل بعض أصحاب الأفكار المريضة يحاولون الإيحاء للطبقة البسيطة أن الدولة تحارب الدين بغلق المساجد ودورات المياه بها بينما تشجع العري والإنحلال بالسماح للتجمعات البشرية بكثافة في تلك الحفلات دون توقيع غرامة ولو حتي خمسون جنيها علي منظم تلك الإحتفالات من باب المساواة مع ركاب المواصلات العامة المخالفين الغلابة التي تري الدولة فيهم مصدر العدوي الاساسي..
بل علي العكس دفعت الدولة بمجموعات أمنية لتنظيم هذه الحفلات وترتيب الدخول فيها وحماية روادها وعدم الفوضي..
ولنا هنا أن نتسائل إذا كان الغرض من تلك الحفلات هو تنشيط السياحة وعدم الإغلاق الكامل لعدم الإضرار بالاقتصاد القومي فمن أين جاءت الدولة بهذا اليقين بأن المساجد ودورات المياه بها هي مصدر العدوي وعملت علي تطبيق الإجراءات الإحترازية عليها بينما ناقضت نفسها وتركت كل تلك الآلاف لتتجمع في مكان واحد دون إتخاذ أي إجراء ضد أصحابها أو حتي غرامة خمسين جنيهاً علي منظم الحفل تُبرد بها نار الحقد من أمثالنا علي أهل الصفوة من رواد الساحل الذين لا تري الدولة في تجمعاتهم أي مصدر للعدوي أو الخطر علي الشعب فهل الفيروس من الفيروسات الروحية لذلك أغلقوا مصادر إنتشاره وتركوا الساحل وأهله لضمان يفعلوا ما يحلو لهم وضمان عدم انتشاره هناك؟؟؟
يا سادة إن من خصائص القاعدة القانونية هي العمومية والتجريد بحيث تطبق علي الجميع أما ما يحدث الآن فهو قمة التهريج والتسيب في التشديد علي فئة والسماح والتغاضي عن فئات أخري لتفعل ما تشاء دون الأخذ في الاعتبار أنها تعرض حياة الجميع للخطر بحفلات لا مبرر لها حالياً ولا جدوي منها في أيام وباء منتشر ويزداد يوماً بعد آخر..
إن بعض الناس قد شعرت بالكثير من الإستياء نتيجة الكيل بمكيالين في هذا الأمر فإن كانت الدولة قد سمحت لرواد الساحل والشواطئ بالتنزه والإصطياف فهو فضل من الله فما هو الداعي لتلك الحفلات والتجمعات الخطيرة وإذا كان هناك تفاؤل بإنحسار الفيروس فلتترك الأمور مفتوحة للجميع بدلاً من حالة التشكيك والإحباط وترك الأرض الخصبة لبث عوامل الفتنة والتفرقة بين الناس والشعور أن المصريين ليسوا شعبا واحد خاضع لقانون واحد بل أصبح عشرات الشعوب ولكل فئة أو شعب قانونه الخاص الذي يطبق عليه..
وأعلموا يا ساده إن ما تفعلوه يضرب وحدة الشعب وتماسكه وهي الضمانة الأساسية التي تراهن عليها القيادة السياسية وتأكد عليها دوماً كضمانة أساسية لمواجهة. كافة المخاطر التي تواجه البلاد..
فاستقيموا يرحمكم الله
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء