د. وسيم السيسي
متابعة عادل شلبي
قال عنى وليم شكسبير: «العين هى مرآة الروح!». وهذا صحيح. تجدون فى كتاب آلان Pease لغة الجسد: Body Language، عيون البراءة Baby Eyes، وعيون الحب اللامعة Gleaming Eyes، وعيون الشر كالأفعى Snaky، وعيون لاعب البوكر غير المعبرة، وعيون النصاب التى تذهب يمينًا وشمالًا، Shifty-Eyes، وعليكم أن تفهموا نظراتى جيدًا، فنظرتى الجانبية والحاجب مرفوع هى نظرة إعجاب، أما إذا كان الحاجب إلى أسفل فهى نظرة كراهية وعداء!، أما إذا كنتِ يا فتاتى فى لقاء من أجل وظيفة، وكان صاحب العمل ينظر إليك فى مثلث قاعدته عيناك وقمته جبهتك فهذه نظرة عمل، أما إذا كانت قمة المثلث عند ذقنك، فهذه نظرة ودية، أما إذا كانت قمة المثلث صدرك، فقد نجحتِ وأخذتِ الوظيفة «آلان بييز»!.
لقد عبر عنى الفنان الموهوب محمد فوزى فى أغنيته: دارى العيون داريها.. عيون تبوح بالغرام وتقول لك اهوانى.. وعيون تقول لك حرام لو كنت تنسانى!.. دارى العيون داريها السحر كامن فيها.
هل تعلمون أنى العضو الوحيد الذى تستطيعون منه أن تروا المخ؟! إنه العصب البصرى الذى هو جزء من المخ، من هذا المخ تخرج طاقة عند بعض الناس قادرة على ثنى المعادن، وقد زار شاب من سنغافورة صاحب هذه الكلمات واستطاع ثنى الشوك والملاعق والعملات المعدنية، وهذه الظاهرة يسميها العلماء P.K وهى الحروف الأولى من «سيكو كيناتك»، أى «الطاقة النفس حركية».. صدّقوا إذا قلت لكم إن نظراتى قادرة على فلق الحجر! وذلك حين تنشط بعض المساحات الصامتة فى مخ هذا الإنسان!، رددوا معى:
داؤك منك ولا تشعر/ ودواؤك معك ولا تبصر
وتزعم أنك جرم صغير/ وفيك انطوى العالم الأكبر!
تقولون: «العين عليها حارس»، ويجب أن تقولوا: «العين عليها حورس»، ذلك لأن العم الشرير ست تنكر على هيئة خنزير أسود وفقأ عين حورس، ولكن ربة السماء نوت أعادت له عينه، ومنذ ذلك التاريخ حرَّمت مصر أكل لحم الخنزير، كما أصبح الأطباء فى مصر القديمة وحتى الآن يضعون رمزًا على هيئة عين حورس بمعنى وعد من الطبيب للمريض: سأعيد إليك صحتك كما عادت إلى حورس عينه!.. هذا الرمز RX يكون قبل كتابة أى دواء.
تقولون «دموع التماسيح»، وهى أسطورة قديمة عن تمساح التهم إنسانًا فبكى عليه! ربما الجفن الثالث اللامع عند التمساح يعطى هذا الانطباع.
أنا مرآة الروح، ولغة الجسد، كذلك أنا مرآة لحالتكم الصحية.. فمثلًا اصفرارى «مرض كبدى»، احمرارى «ضغط دم عال»، جحوظى «الغدة الدرقية»، الهالات البيضاء «كوليسترول»، اختلاف اتساع الحدقة فى العينين «نزيف المخ»، عتامة العدسة «مياه بيضاء».. وكان أجدادكم أول من أجرى هذه العملية الدقيقة، كما يعرف إخصائيو العيون الكثير عن حالة الكلى والسكر من فحص قاع العين، أما دموعى التى تنزل مدرارًا والتى قال عنها أحد شعرائكم:
يا عين قد صار الدمع منك سجية
تبكين فى فرح وأحزان!
أقول له: لا يا حبيبى، أنت تعانى من انسداد فى القناة الدمعية، وعليك بأحد الاستشاريين لتسليك قناتك الدمعية.
أخيرًا، كما أنا طيبة، فكذلك يمكننى أن أكون شريرة، بل قادرة على القتل!.. فها هو ذا جرير يشدو:
إِنَّ العُيونَ التى فى طَرفِها حَوَرٌ.. قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
الحَوَر هو شدة السواد فى شدة البياض