أكدت مصادر إعلامية تنفيذ الولايات المتحدة لمجموعة من الضربات الجوية عبر قاذفات بي 52 والتي تعد سلاحا مكلفا ويحتاج العديد من التسهيلات اللوجستية لاستعماله من قبل واشنطن، من دون كشف وزارة الدفاع الاميركية عن أي تفاصيل.
تدخل عسكري بغطاء جوي، وصفه المراقبون بأنه يأتي في سياق الدعم الأميركي لقوات الحكومة الأفغانية، لكنهم شككوا في ديمومته واستمراره إذ أوضح ديفيد دي روش المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية في حديث خاص مع سكاي نيوز عربية، بأنه ليس من غير المعتاد أن تزود الولايات المتحدة الحكومة الأفغانية بالدعم الجوي، فهي تقعل ذلك منذ عقد من الزمن، مضيفا أنه من غير المعتاد أن يتم استخدام هذا النوع من القاذفات المكلفة للغاية والتي تعمل من قواعد محدودة في المنطقة، وهو نهج لا يمكن أن يستمر في الفترة المقبلة، ويطرح أسئلة حول الدعم الغربي طويل الأمد للحكومة الأفغانية.هذه التطورات ترافقت مع تحذيرات صارمة من قبل الخارجية الاميركية لرعاياها في أفغانستان بضرورة المغادرة على متن الرحلات التجارية المتاحة من كابول على وجه السرعة ومن دون أي تأخير.
أمر فسره آدم إيرلي المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية بالقول إن هذا التحذير من السفارة في كابول والخارجية الأميركية يشير إلى أن أي أميركي في أفغانستان يجب أن يعود للولايات المتحدة الآن، وهو تحذير شديد اللهجة، ويشير إلى أن الوضع أصبح خارج السيطرة وسيسوء في الفترة المقبلة بشكل أكبر، وعلى الأميركيين الخروج من البلاد لأنه لا يمكن حمايتهم.
أما متابعو الشأن الأفغاني في الولايات المتحدة فقد توقفوا عند عدم التفات حركة طالبان لدعوات واشنطن بالالتزام بالمسار السلمي والحوار الدبلوماسي مشيرين إلى أن التحركات العسكرية لطالبان تهدف للسيطرة على أكبر قدر ممكن من مساحات المناطق غير الحضرية في البلاد بالترافق مع تقدم بطيء للغاية عندما يتعلق الأمر بالمدن الأفغانية الكبرى.
إدارة الرئيس بايدن تصر على تحذير طالبان من الاستمرار في تبني النهج العسكري الأمر الذي سيحرم الحركة من أي شرعية دولية مستقبلية وتطالبها بالعودة الى طاولة الحوار، وهو ما يقول عنه مراقبون إنه لا يتماشى مع الحقائق على الأرض التي تؤكد أن مبدأ القوة وحده، هو ما سيحسم المشهد الأفغاني وصراعاته المعقدة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس بايدن لم تسمه، قوله، إنه وحتى بعد التقدم الذي تحرزه حركة طالبان في عدد من المناطق شمالي أفغانستان في الآونة الماضية وتحديدا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فإن بايدن ومستشاريه لن يقوموا بتغيير خططهم المتعلقة بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من هناك بنهاية الشهر الحالي.
وخلال الأسبوع الماضي تحرك مسلحو طالبان للسيطرة على عدة مدن أفغانية واغتيال عدد من المسؤولين الحكوميين بالإضافة إلى قتلهم لمدنيين لكن مسؤولي البيت الأبيض أكدوا علنا أن الحكومة الأفغانية تملك الموارد والقدرة على الانخراط في قتال مضاد بمواجهة طالبان بينما يبدو الاستمرار في محادثات السلام بين المكونات الأفغانية مستبعدا في الوقت الحالي.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قالت إن الرئيس بايدن جاهز للقيام بخيارات وصفتها بالصعبة كجزء من التزامه بفك الارتباط مع أفغانستان بعد عشرين عاما من الحرب هناك موضحة أن الحكومة الأفغانية لديها المعدات والأعداد وكذلك التدريب اللازم لهذا القتال.
صحيفة نيويورك تايمز أكدت أن وزارة الدفاع الأميركية تبقى جاهزة لتوفير أية موارد إن دعت الحاجة، لكنَّ الاستراتيجية الحالية تتركز في الاستمرار نحو مغادرة أفغانستان وترك مهمة استعادة المناطق التي تسقط بيد طالبان لقوات الحكومة الأفغانية.