متابعة عادل شلبى هو عنوان كتاب الراحلة العظيمة “جيهان صفوت رؤوف”، أو “جيهان السادات”، حرم الرئيس البطل الراحل محمد أنور السادات، تلك السيدة التي مست قلوب المصريين جميعاً، بما لمسوه فيها من نموذج، يحتذى به، للمرأة المصرية في مساندة زوجها، في أصعب الظروف التي مرت بها مصر حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر 73 المجيدة.
لقد لعبت الراحلة العظيمة دوراً عظيماً في حرب أكتوبر، حيث تولت رئاسة جمعية الهلال الأحمر، وجمعية بنك الدم، ولم تكن رئاستها شرفية، بل، ومن اليوم الأول للحرب، وهي تنتقل بين المستشفيات لمتابعة جرحى الحرب، وبعد انتهاء الحرب، أشرفت على متابعة علاج جميع المصابين ويشهد مركز العجوزة للعلاج الطبيعي للقوات المسلحة على وجودها يومياً به. ولما كان المركز لا يسع لجميع المصابين من الجنود والضباط، قامت بتأسيس جمعية الوفاء والأمل، ذلك الصرح العظيم، الذي استوعب جميع أعداد جرحى ومصابي الحرب. ويقول اللواء طبيب رضا عوض أنها قامت بإنشاء أول وأكبر مصنع للأجهزة التعويضية في مصر، والشرق الأوسط، كما أدخلت أول جهاز للأشعة المقطعية CT في مصر لجمعية الوفاء والأمل.
كما أسست الراحلة قرية الأطفال SOS، ولها ينسب الفضل في تعديل قوانين الأحوال الشخصية في مصر، بمرسوم 1979، الذي ألزم الزوج بإبلاغ زوجته عن تسجيل الطلاق، وحق الزوجة في تحريك دعوة قضائية للمطالبة بالنفقة، وإطالة مدة حضانة الطفل لدى الأم. وكانت أول من نادت بحق الأم المصرية في أن يتمتع أبناءها بالجنسية المصرية في حالة زواجها بأجنبي، خاصة بعد طلاقها، وهو ما كان له عظيم الفضل في تحقيق الكثير من الاستقرار للأسرة المصرية.
ولقد كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنحها وسام الكمال، وهو الوسام الذي مُنح، من قبل، للملكة إليزابيث والأميرة ديانا، كما أمر الرئيس السيسي بتشييع الراحلة إلى مثواها الأخير، في جنازة عسكرية، تقدمها سيادته، تقديراً لدورها العظيم، فكانت أول جنازة عسكرية تقام لسيدة مصرية. كما أصدر السيد الرئيس قراره بإطلاق اسم الراحلة على محور الفردوس، وعندما سألت عن سبب الاختيار، علمت أن قرار السيد الرئيس يرجع لأن محور الفردوس يمر أمام مدينة الوفاء والأمل التي أسستها العظيمة جيهان السادات.
هذه هي مصر، بلد الأصالة والكرم، التي لا تنسى جهد أبناءها المخلصين … رحم الله هذه السيدة العظيمة، التي بذلت الكثير لأجل مصر، فاستحقت التكريم والحب والتقدير والاحترام.