أشاد السفير الإيطالي في القاهرة بجهود أمين بداية من عمله مرشدًا سياحيًا للغة الأيطالية وكذلك تمثيله القنصلية الإيطالية في الأقصر جنوبي مصر مرورًا بتدريس اللغة الإيطالية في المعاهد والجامعات المصرية وصولًا إلى المساهمة في تنظيم الفعاليات والأنشطة الثقافية بين مصر وإيطاليا.
وأعرب أمين عن سعادته بهذا التكريم، متمنيًا أن تتحقق -في المجال الثقافي- المقولة التي تقول إن مصر وإيطاليا هما توأم البحر المتوسط لما لهما من علاقة قديمة وعميقة وممتدة إلى الآن إذ تحتل الجالية المصرية في إيطاليا مكانة مميزة كونها لا تثير المشكلات ويتبوأ أبناؤها مناصب مميزة.
ويضيف أمين في حديثه أن المصريين يذكرون أن الجالية الإيطالية في بداية القرن الماضي كانت تعد الجالية الأكبر تعدادًا بعد الجالية اليونانية في مصر.
يحكي فرنسيس أمين (60 عامًا) قصة ارتباطه بالثقافة الإيطالية منذ طفولته مشيرًا إلى التحاقه بمدارس الفرنسيسكان بمدينة الأقصر ودراسته اللغة الإيطالية منذ مراحل التعليم الأولى، كما أن والدته وشقيقته كانتا تجيدا اللغة الإيطالية مما ساعده على اتقانها في بواكير حياته.
ويتابع: البيئة التي كنت أعيش فيها أقرب للثقافة الإيطالية وعندما التحقت بمدارس اللغات في المرحلة الإعدادية اخترت اللغة الفرنسية لكن سرعان ما تراجعت وأكملت دراسة اللغة الإيطالية وفي مرحلة الجامعة طغى علي الانبهار بالحضارة الإيطالية وفن عصر النهضة فكنت دائم الزيارة لإيطاليا في هذا التوقيت.
وفي المرحلة الجامعية تخصص أمين في دراسة الآثار، وبفضل إجادته للإيطالية والفرنسية التحق بالعمل بمهنة الإرشاد السياحي في فبراير 1987 ليكون من أوائل المرشدين السياحيين في مصر الذين آتوا للمهنة من باب دراسة الآثار وليس تخصص الإرشاد السياحي.
ومن خلال العمل في مجال الإرشاد السياحي رافق أمين مئات الشخصيات الشهيرة منهم: رؤساء جمهوريات ووزارء ودبلوماسيين ورؤساء برلمانات وممثلين عالميين مما حقق له شهرة واسعة في مجال الإرشاد السياحي في مصر.
فرنسيس أمين الذي يعيش متنقلًا بين القاهرة والأقصر، ساهم في إنشاء جمعية المرشدين السياحيين ويعمل حاليًا نائب الرئيس بها كما شغل منصب وكيل نقابة المرشدين السياحيين في الأقصر.في عام 2010 ارتبط أمين بالسفارة الإيطالية في القاهرة بعدما اُختير ليكون ممثلًا للقنصلية الإيطالية في مدينة الأقصر السياحية ومنذ ذلك الحين دأب على تدشين العديد من الأنشطة الثقافية في مصر وإيطاليا.
ويقول فرنسيس أمين إنه ساهم في إقامة الكثير من الأنشطة الثقافية من بينها: إنشاء معرض ضخم لأول مصور إيطالي جاء إلى مصر وهو أنطونيو بياتو (1835 – 1905) الذي افتتاح ستوديو للتصوير في الأقصر عام 1862 لافتًا إلى إقامة نسختين من هذا المعرض واحدة في مصر والأخرى في إيطاليا بالاعتماد على صور أصلية ترجع لبياتو كانت تحتفظ بها إحدى مؤسسة ثقافية إيطالية.
ومن بين المصورين الإيطاليين إنريكو ليشتر الذي عاش هو الآخر في مدينة الأقصر حيث ساعد أمين في الكشف عن هذا المصور الذي لم يكن معروفًا على نطاق واسع وإقامة معرض ضخم لأعماله.
كما أسهم فرنسيس أمين أيضًا عام 2010 في تدشين معرض دولي في مدينة كرارا الإيطالية بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنقاذ معبد أبي سمبل وكرم أمين في هذا المعرض.
ويلفت أمين إلى إنشاء معارض للحرف التراثية حيث أقيم منذ عامين معرض أطلق عليه الأيام الإيطالية استضاف رؤساء المعارض التراثية في إيطاليا وقدموا ورشات للمصريين العاملين في المهن التراثية سافر بعض منهم إلى إيطاليا فيما بعد.
كما تضمنت فعاليات معرض الأيام الإيطالية تنشيط السياحة الثقافية في مصر. ويقول أمين إنه في أعقاب هذا المعرض أُلغي التحذير من زيارة الصعيد الذي كان يصدر للسائحين الإيطاليين عند زيارة مصر.
وفي ختام حديثه يقول فرنسيس أمين إن كل ما يشغله هو تنشيط السياحة الثقافية إلى مصر مشيرًا إلى أن معابد مصر تستحق زيارة ملايين من السائحين.