قال قائد قاعدة باغرام الأفغانية الجديد إن القوات الأمريكية غادرت القاعدة الليلة الفائتة من دون أن تبلغ الجانب الأفغانى. وصرح الجنرال عبد الله كوهستاني لبى بى سى بأن القوات الأمريكية غادرت قاعدة باغرام فى الساعة الثالثة من فجر الجمعة بالتوقيت المحلى، وعرف الجيش الأفغانى بذلك فى وقت لآحق.
وتحوى القاعدة العسكرية سجناً تفيد التقارير أن فيه 5 آلاف سجين من طالبان التى تتقدم بسرعة فى الأراضي الأفغانية منذ بدء الجيش الأمريكى عملية الإنسحاب.
وقال الجنرال كوهستانى الإثنين إن القوات الأفغانية تتوقع هجوماً لطالبان على باغرام. وأضاف فى حديث للصحفيين داخل القاعدة أن بحوزته تقارير عن تحركات لطالبان فى المناطق الريفية القريبة.
وقال تعلمون أنه ليس بإمكاننا أن نقارن أنفسنا بالأمريكيين هناك فوارق كبيرة. نحن نحاول أن نفعل أفضل ما بوسعنا لخدمة وتأمين الجميع. وقد أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها أخلت قاعدة باغرام منهية بذلك حملتها العسكرية فى أفغانستان قبل الموعد الذى أعلنه الرئيس جو بايدن وهو 11 سبتمبر/أيلول.
وقال الجنرال كوهستانى إن مخلفات الأمريكيين بلغت 3.5 مليون قطعة، بينها عشرات الآلاف من زجاجات المياه ومشروبات الطاقة والوجبات الغذائية الخاصة بالجيش. كما تركوا آلاف العربات المدنية من دون مفاتيح ومئات العربات العسكرية بحسب تقارير إعلامية. وأخذوا معهم الأسلحة الثقيلة وفجروا بعض مخازن الذخيرة لكنهم تركوا وراءهم بعض قطع الأسلحة الخفيفة مع ذخيرتها. وقد لف الظلام القاعدة العسكرية فور مغادرة القوات الأمريكية، حسب ما أفادت وكالة فرانس برس، وكان فى هذا إشارة للصوص الذين حطموا الحواجز عند مدخل القاعدة وإستولوا على أشياء باعوها لمتاجر الأدوات المستعملة.
وكانت قاعدة باغرام مقراً لعشرات آلاف العسكريين الأمريكيين إذ حولت من قاعدة عسكرية أفغانية بسيطة الى ما يشبه مدينة صغيرة تحوى مسابح ودور سينما وحمامات وفروعاً لمطاعم برغر كينغ وبيتزا هت.
وكان الأمريكيون قد بنوا القاعدة للأفغان فى خمسينيات القرن الماضى، ثم سيطر عليها السوفييت بعد الغزو السوفياتى لأفغانستان عام 1979، ومن ثم إنتقلت الى السلطات الأفغانية التى كانت على علاقة ودية مع الإتحاد السوفياتى قبل أن تنتقل الى سلطة طالبان فى منتصف تسعينيات القرن الماضى. وحين غزت القوات الأمريكية أفغانستان عام 2001 إستولت على القاعدة وحولتها الى منطلق لمعاركها مع طالبان. بعض ما تركه الأمريكيون فى محل للأدوات المستعملة فى مقر المعسكر
وقد إستلمت القوات الأفغانية القاعدة، بإمكانياتها العسكرية المتواضعة وسط حديث عن هجوم محتمل لطالبان التى حققت تقدماً فى الفترة الأخيرة فى أنحاء أفغانستان وإستولت على مناطق ريفية تحيط ببعض المدن.
وتدعى الحركة أنها بسطت سيطرتها على أكثر من 10 مقاطعات فى الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبالرغم من الوضع على الأرض، تجددت المحادثات بين ممثلى طالبان والحكومة الأفغانية فى العاصمة القطرية الدوحة. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث بإسم طالبان لبى بى سى إنهم سوف يقدمون خطة لوفد الحكومة الأفغانية وسوف يناقشونها.
وفى أمرة كوهستانى 3 آلاف عسكرى تحت إمرته أقل بكثير من الأمريكيين الذين كانوا فى القاعدة والذين كانوا يبلغون عشرات الآلاف. وقد فر حوالى الف عسكرى أفغانى كانوا يقاتلون طالبان فى الشمال عبر الحدود الى طاجيكستان الإثنين وفقاً لمسئولين مما يثير مخاوف من عدم إمكانية الجيش صد هجمات إضافية لطالبان.