في لبنان مرحلة جديدة مع تحذير نقابة مستوردي الأدوية من نفاد مخزون مئات العقاقير الدوائية واحتمال نفاد مئات أخرى خلال شهر يوليو الحالي في ظل تزايد التوقعات باحتمال رفع الدعم الحكومي عن قطاع الدواء في البلاد.
وفي حال لجأت الحكومة إلى رفع الدعم المعلن منذ أكتوبر 2019 عن استيراد الدواء من الخارج فإن الغلاء الذي أصاب كل السلع الأساسية في لبنان مع انهيار قيمة الليرة اللبنانية، سيخلف تأثيرا مدمرا على صحة شريحة كبيرة من المواطنين الذين يعانون الأمرّين بالفعل جراء أصعب أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد المعاصر.
وأعلنت نقابة مستوردي الأدوية أن عملية الاستيراد متوقفة بشكل شبه كامل منذ أكثر من شهر بسبب تراكم مستحقات الشركات المصدرة والتي فاقت قيمتها 600 مليون دولار، كما أن الشركات المستوردة لم تحصل على موافقات مسبقة لمعاودة الاستيراد كما يفرض قرار مصرف لبنان (البنك المركزي).
وحذرت النقابة من أن مخزون الشركات المستوردة نفد بالكامل من مئات الأدوية الأساسية التي تعالج أمراضا مزمنة ومستعصية كما أن مئات من الأدوية الأخرى سوف ينفد مخزونها خلال شهر يوليو الحالي إذا لم نعاود الاستيراد بأسرع وقت ممكن. وطالبت النقابة بسداد المستحقات المالية للشركات المصدرة في الخارج كي تعاود إمداد لبنان بالأدوية.
وفي ظل شح عملة الدولار، تجد السلطات اللبنانية صعوبة في فتح اعتمادات مالية لاستيراد العديد من السلع بما فيها الدواء. ومع قرار البنك المركزي دعم قطاع استيراد الدواء عام 2019 مع بداية المخاوف من انهيار الليرة، تهافت المواطنون على شراء كميات كبيرة من الأدوية خشية ارتفاع أسعارها فيما قام تجار كثيرون بتخزين الأدوية طمعا في بيعها بأسعار أعلى لاحقا ونشط المهربون للاستفادة من تدني سعر الدواء في لبنان لبيعه في الخارج.
صدر تحذير النقابة بعد ثلاثة أيام من إعلان رئاسة الجمهورية عن اتفاق مع رئاسة حكومة تصريف الأعمال والبنك المركزي ووزارة الصحة على الاستمرار في سياسة دعم الدواء وفق خطة ترشيد للدعم وهو مصطلح أوحى لكثيرين بأن الدعم لن يظل مفتوحا بلا قيود أو ضوابط.
ومع إعلان النائب عاصم عراجي رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب مؤخرا أن أكثر من 700 صيدلية أقفلت أبوابها في لبنان مع استمرار هجرة مئات الأطباء والممرضين فإن نفاد الأدوية أو ارتفاع أسعارها بشكل كبير سيشكل ضربة إضافية مؤلمة للمواطنين فيما حذر مرصد الأزمة التابع للجامعة الأميركية في بيروت مؤخرا من أن تكلفة فاتورة الدواء في لبنان تعتبر من بين الأعلى في العالم حيث أنها قدرت في عام 2018 بنحو 3.4 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي.
كما لفت (مرصد الأزمة) إلى أن لبنان يعتمد على استيراد الدواء من الخارج بنسبة 81 بالمائة ولا يوفر ما يكفي من الدعم لمصانع الدواء المحلية التي تؤمن 19 بالمائة فقط من احتياجات لبنان من الدواء. ودعا المرصد إلى رفع الدعم الحكومي عن الدواء.