سبع سنوات مرت على حكم الرئيس *عبد* الفتاح السيسي، أزالت آثار أعوام عجاف، وحولت مصر إلى قوة إقليمية تتحكم في رسم سياسات المنطقة وتحمي مصالحها في أي مكان
السنوات السبعة، التي قاد خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت فيها القيادة السياسية في إعادة بناء مؤسسات الدولة على مفاهيم وطنية تتوافق مع الرؤية الإستراتيجية لدولة إقليمية فاعلة في محيطها الإقليمي الأوسطي والإفريقي وامتدادها الشمالي في البحر المتوسط.
أثار العدوان الذي تعرضت له الدولة المصرية خلال عام حكم جماعة الإخوان، تكشف أمام القيادة السياسية بشكل كامل عقب ثورة «30 يونيو»، وهو ما دفع الرئيس للتأكيد أن مصر كانت عقب الثورة شبه دولة جراء حالة التجريف الذي تعرضت له.
وفي هذا السياق، قال رجل الأعمال والسياسي الحقوقي عمرو الزمر، إن ما حققته مصر خلال الأعوام السبعة من حكم الرئيس السيسي، يعتبر إنجازا وفقا لمفاهيم بناء الدول المصرية والحديثة والتي تتبنى مفاهيم استراتيجية واضحة.
وأوضح الزمر، أن أول ما سعى إليه الرئيس السيسي، إعادة هيكلة المؤسسات، ولاسيما المتصلة بسياسة مصر الخارجية والأجهزة المعلوماتية، منوها بأن الهدف من تلك الهيكلة الجديدة وضع رؤية مصرية متكاملة للتحرك عالميا وإقليما وفقا للمصلحة الإستراتيجية المصرية.
وأضاف «كانت الرؤية والإستراتيجية المصرية، التي تم وضعها قائمة على خطة واضحة ودراسات جادة وفقا لمفهوم الأمن القومي المصري والمجال الحيوي للدولة المصرية»، موضحا أن تلك الخطة أسست لتحرك مصري مدروس وواضح وليس وفقا لمفاهيم الهوى.
وأشار إلى أن إعادة الهيكلة لمؤسسات الدولة المصرية نتج عنها إعادة صياغة الرؤية الإستراتيجية المصرية وخلق مناطق ودوائر سياسية جديدة للتحرك على صعيد السياسية الخارجية المصرية، مشددا على أن تحركات السياسية الخارجية المصرية شملت مناطق لم تتحرك مصر فيها سياسيا من قبل.
وتابع الزمر : «على الصعيد الإقليمي نجحت مصر غربا في تأمين أمنها القومي؛ من خلال ما قامت به من التصدي للجماعات الإرهابية والمرتزقة، وهو ما أعلنته القاهرة بوضوح على لسان الرئيس السيسي، بالخط الأحمر في ليبيا خط «سرت – الجفرة».
وأكد أن هذا الخط أجبر جميع الأطراف الليبية على البحث والتوافق على مسار سياسي دعمه المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن التحرك المصري الجاد دفع المجتمع الدولي إلى العمل على دعم مسار العملية السياسية السلمية في ليبيا.
وقال الزمر: في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والخاص بمنطقة إقليم البحر المتوسط رسخت الدولة المصرية لمفهوم التعاون بين دول الإقليم، وكان للدور المصري أكبر الأثر في إلزام كافة الدولة للحث عن مسارات للتتعاون بديلا عن الصراع بعد أن أثبتت القاهرة أنها لن تسمح لأي طرف بالاعتداء على ثرواتها، والنيل من مكتسبات الشعب المصري.
وتابع: في الاتجاه الشمالي الشرقي وعلى صعيد القضيية الفلسطينية – قضية العرب الأولى – قامت مصر بدور محوري تمثل في جمع الفرقاء افلسطينيين ودعمهم للتوافق على أجندة وطنية، إلى جانب دور القاهرة في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أسابيع قليلة.
وتابع: «الدور المصري في القضية الفلسطينية شمل عدة محاور، كما وجه مجلس الأمن، رسالة شكر للقيادة السياسية المصرية برئاسة الرئيس السيسي، على دورها في وقف القتال»، مشيرا إلى أن مصر تسعى الآن للبناء على ذلك النجاح لإعادة القضية الفلسطينية لبؤرة الضوء العالمي.
وأكد أن مصر قامت بتحركات مكثفة في الاتجاه الجنوبي بدأ بدعم إرادة الشعب السوداني في ثورته، إلى جانب دعم المرحلة الانتقالية في السودان، بالإضافة إلى الدعم الإنساني الذي قدمته القاهرة للشعب السوداني.
واستطرد قائلا: «كما أن التحركات المصرية في هذا الاتجاه شملت أيضا دول القرن الإفريقي ودول حوض نهر النيل، وقامت بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية والاقتصاديات والعسكرية مع تلك الدول في مقدمتها كينيا وجيبوتي والصومال وتنزنيا والكنغو وغيرها.
وأشار إلى أن مصر قامت بصياغة علاقات استراتيجية ومتوازنة مع الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين وروسيا بعيدا عن مفهوم التباعية ووفقا لمفهوم الندية.
تلك الفترة من حكم الرئيس السيسي، نجحت فيها مصر في تحقيق الاستقرار داخليا واستعدة هويتها الوطنية ما مكنها من صياغة رؤية إقليمية حظت باحترام مختلف القوى الدولية.