كتب // وائل عباس
فى واحدة من أروع مواقع الديبلوماسية المصرية تم تحقيق الهدف المنشود بحشد تأييد عربى ودولى مساند لموقف مصر والسودان تجاه سد النهضة الأثيوبي . بل وأكثر من ذلك . ألا وهو أجماع الدول العربية على قرار واحد بعد تفرقتهم الشبه دائمة وتشتتهم المتواصل . والتى استطاعت الديبلوماسية المصرية أن توحدهم وتصفهم فى الإتجاه الصحيح بل أثبت الوفد المصري أنه على ثقة وقوة ويسير بتوازن تجاه قضايا الدولة المصرية ومحيطه العربى
كان الحديث عن سد النهضة بقوة وحزم وحسم، الأمر الذي أربك أديس أبابا وأصاب الإدارة الإثيوبية التوتر والغضب، بينما كان الأمن والاطمئنان يتربع في قلوب المصريين مع كل كلمة تخرج من معالي الوزير سامح شكري وزير الخارجية، ثقة في الإدارة والقيادة السياسية المصرية.
هذا ما يُمكن أن نطلق عليه انتصارٌ سياسي دبلوماسي جديد لمصر مهما كان الأمر صعبًا، فلن يُجدي التعنت الأثيوبي التي تتعمد إثارة القلق والبلبلة في المنطقة، لكن الحكمة والاستراتيجية التي تتميز بها التحركات المصرية ستكون هي صاحب النصر .
وبعد أن كانت قطر تشكل جبهة معارضة وخصوصا للدولة المصرية . لا لشىء إلا لتضائلها وحبها التنافس مع الكبار . أصبحت مؤيدة وتسير كما اردناها أن تسير . وهذا فى حد ذاته يعتبر منتهى الحكمة والحنكة من القيادة السياسية المصرية . تشكيل تحالف دولى داعم للخطوات والمواقف المصرية شىء ليس بالهين أو البسيط . وجامعة الدول العربية تشكل جزء هام جدا على الساحة الدولية بما لهذه الدول وخاصة الخليجية منها من نفوذ عالمى . فى غاية الأهمية ونحن نقدم على عمل عسكرى ينتظره الأصدقاء من الدول الحليفة قبل الأعداء منها وأصحاب مواقف الضد وكارهى الوطن .
نحن نهىء الساحة الدولية لحدوث تغيرات فى السياسة العالمية . فسد النهضة وأثيوبيا ليست هى ما ستترتب عليه النتائج القائمة على العمل العسكري فحسب . بل أن النتائج ستكون شهادة ميلاد جديدة للدولة المصرية على المستوى العالمي من حيث قوتها العسكرية وقدرتها على تغيير مقدرات الأمور وفرض كلمتها فى الشرق الأوسط . فالعالم لا يخشى إلا القوى ولا يحسب حسابا إلا لذوى السطوة والنفوذ وأصحاب القرار . ستسفر الأحداث فى الأيام القادمة عن مفاجئات يفتخر بها كل أبناء الشعب المصري والعربى وستستعيد القاهرة ريادتها بل ستناطح أصحاب القوى وستعقد التحالفات الدولية وستكون موجودة بقوة على الطاولة الدولية .
أحمد الله اولا واخيرا على حفظه للوطن وأشكر السيد الرئيس على بطولاته فى كل المواقف التي يتعرض لها الوطن . وأشكر قيادات القوات المسلحة المصرية لتكاتفها على قلب رجل واحد . وأدعو جميع فئات الشعب المصري أن يكونوا مصطفين دائما خلف القيادة الوطنية المخلصة وليعلموا جيدا أن الخروج عن الصف فى ساعة الحرب . خيانة وعمالة ولا تعد معارضة ولا إبداء للرأى .
حفظ الله مصر رئيسا وجيشا وشعبا