كتب / أشرف الجمال — الإنسان هو الركيزة الأساسية لصناعة الحضارات ومحور التنمية والنهوض بأى دولة؛ لذا أولت القيادة السياسية الرشيدة اهتماما كبيراً ببناء الإنسان وتنمية الشخصية المصرية ، وفى إطار محور بناء الإنسان للهيئة العامة للاستعلامات نظم مركز النيل للإعلام بالسويس اليوم الخميس الموافق 17 يونيه 2021 ندوة حول “الثقافة التربوية ودورها فى بناء الإنسان” .بالتعاون والتنسيق مع ادارة الخدمة العامة وادارة شئون المرأة بمديرية التضامن الإجتماعى بالسويس حاضر فيها دكتور ياسر قاسم دكتوراه الفلسفة كلية دار العلوم بالقاهرة ومدير العلاقات العامة بإدارة شمال التعليمية بالسويس — وقد عرف دكتور قاسم الثقافة التربوية بأنها : “المضامين الثقافية التي يتلقاها الفرد والجماعة من المصادر التربوية وتشكل معتقداتهم وتصوراتهم ومفاهيمهم وقيمهم التي تؤثر في تكوين سلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم وأنماط حياتهم وذكر مصادر الثقافة التربوية ومنها — اولا الأسرة : والإهتمام بالأسرة يعني الإهتمام بكل مجتمع ، فإذا أنشئت هذه الأسرة على أسس و قواعد ثابتة راسخة من القيم و الفضائل فإنها بذلك تبني المجتمعات بلبنات قوية متماسكة لا تؤثر فيها عواصف الزمن و لا متغيرات الأحداث . . — وثانيا المعلم : يعتبر المعلم محور العملية التعليمية إذ أن جميع العوامل الأخرى كالمنهج والكتاب والوسائل المساندة لا تستطيع التأثير أو تطوير مسيرة التعليم دون أن تمر من خلال المعلم ، فهو يقوم بصياغة تفكير الإنسان وتربيته وتطوير مهاراته فالمعلم هو القائد والمحرك للعملية التعليمية — وثالثا المكتبات التعليمية :مازالت المكتبات بصفة عامة و المكتبات في المؤسسات التعليمية بصفة خاصة مصدراً أساسياً من مصادر الثقافة التربوية للطلاب و الطالبات ، فهي مصدر علمي – وثقافى – يسند المقررات الدراسية والتدريبية حيث يجد فيه الطلاب و الطالبات مبتغاهم من المصادر والمراجع التي يحتاجونها — ورابعا جماعة الأصدقاء : يشكل الأصدقاء مصدراً للثقافة التربوية بالنسبة لزملائهم خاصة لأولئك الذين لا يجدون مصدراً للإجابة على تساؤلاتهم التربوية و الثقافية ، فقد أصبح “عالم” الأصدقاء بالنسبة لكثير من الفتيان و الفتيات موئلاً مهماً للإباحة لهم بمشكلاتهم ، و هو مهم ، خاصة و أنهم يجدون فيهم الثقة المناسبة و المقاربة في العمر و القدرة على التجاوب معهم دون تعنيف أو إساءة كما يحدث ـ أحياناً ـ من بعض الوالدين أو المعلمين ، و لذا يلجأ بعضهم إلى أصدقائهم — وخامسا المؤسسات المجتمعية : ومن أبرز مؤسسات المجتمع تأثيراً في الثقافة ، هي المؤسسات الدينية كالمساجد والمراكز الدعوية وهيئات الإفتاء ومن مؤسسات المجتمع المؤثرة ثقافياً المراكز والأندية الثقافية والأدبية والجمعيات الاجتماعية التي تنتشر ، إذ تشكل هذه المراكز والأندية مصدراً تثقيفياً لعامة أبناء المجتمع ولطلبة وطالبات المؤسسات التربوية والتعليمية من خلال البرامج الثقافية والأدبية كالمحاضرات والندوات والمؤتمرات وكذا نشر الكتب والدوريات والمجلات وغيرها من البرامج — كما أكد قاسم على أنه من خلال هذه المصادر يتم رسم القيم والسلوك الإنسانى ، فالثقافة هى المحرك الأساسى للعقل الانسانى ؛ ومن هنا فإن الثقافة التربوية تلعب دوراً جوهرياً فى بناء الإنسان وتطوير المجتمع ونهضته وتقدمه.