كتبت نجوى نصر الدين
إن مصر مليئة بالعظماء فى كل المجالات وبالشخصيات التى اثرت الحياة ببصمات رائعة ولم تكن أهدافهم شهرة أو مجدا أو مالا كان هدفهم رفع راية الوطن محلقة عالية لم يهتموا بجمع المال والعيش فى قصور والتنزه فى البلاد الأوروبية لكنهم تساموا وارتقوا عن هذه الأمور الدنيوية التى لم تكن تشغلهم أو تهمهم
وقد وجدت أن من حق هذه الأجيال الجديدة المظلومةمن الشباب و التى لاتعرف سوى شخصيات الفن والراقصات التى أساءت لبلدنا الحبيب مصر وللاسف سار على نهجهم شباب كثير واعتبروهم قدوتهم وقلدوهم فى كل شيء
وجدت أنه لابد من تقديم شخصيات العظماء لهذا الجيل ليتأسوا بهم ففكرت فى عمل سلسلة خاصة بعظماء مصر يتم فيها تعريف هذا الجيل بإحدى الشخصيات العظيمة التى كان لها أثر فى الحياة
وسأبدأ اليوم بأحد الشخصيات العظيمة وهو أحد المهندسين المصريين وهو الذى قام بتصميم الحرم المكي ورفض الملايين مقابل عمله وقد صممه بهذا الشكل البديع والمآذن البيضاء والتصميم الفريد بكل أناقته وجماله انه الدكتور المهندس المعماري المصري والبعيد عن الأضواء والمجهول لدى الكثيرين الدكتور المهندس” محمد كمال اسماعيل” من مواليد ميت غمر بمحافظة الدقهلية وهو أول مهندس مصرى فى تاريخ مصر وقد قدم إلى المكتبة العربية والعالمية موسوعة مساجد مصر فى اربع مجلدات عرض فيها تصميمات المساجد المصرية وطرازاتها وسماتها المعمارية التي تعبر عن كل مرحلة من مراحل التاريخ
وقد طبعت هذه الموسوعة بعد ذلك فى أوروبا ونفذت فلم يعد منها اى نسخ سوى الموجودة بالمكتبات الكبرى وقد كانت تلك الموسوعة سببا فى حصول الدكتور المهندس “محمد كمال اسماعيل” على البكوية من الملك فاروق تقديرا لجهوده المتميزة في تقديم الموسوعة
وقد كان المهندس” محمد كمال” عبقريا حيث كان اصغر من تخرج بكلية الهندسة واصغر مهندس يحصل على الدكتوراه فى العمارة ويحل محل ا لمهندسين الأجانب وهو أصغر من حصل على
وشاح النيل
وقد قام على تخطيط وتنفيذ توسعة الحرمين اكبر توسعة فى تاريخ الاسلام على امتداد 14 قرنا وقد رفض أخذ الملايين مقابل التصميم الهندسي والإشراف المعمارى رغم محاولات الملك فهد معه لأخذ المال لكنه رفض
وكان دقيقا جدا فى التصميم
وعلى الجانب الآخر من حياته فهو لم يتزوج الا فى الرابعة والأربعين وانجب ولدا واحدا ثم رحلت زوجته وعاش وحيدا متفرغا للعبادة وتوفى عام 2008
وعمره تجاوز المائة عام قضاها بعيدا عن الشهرة والأضواء والإعلام
آن الأوان أن نقدم وجبة دسمة من الشخصيات المتميزة والجديرة بالاحترام لهذا الجيل لتكون نبراسا يتبعونه ويتعلمون التضحية فى سبيل رفعة الوطن وأهلا راية مصر عالية خفاقة
انتهى مقالى وأعدكم بتناول شخصيات أخرى لعظماء مصر
تحياتي
نجوى نصر الدين