تُسابق السلطات المصرية الزمن للانتهاء من تجهيزات المتحف المصري الكبير تمهيدا لافتتاحه أمام الزوار في الربع الأخير من هذا العام إذ يعتبر المتحف هو الأكبر في مصر والعالم وتصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 5 مليون زائر في العام ويضم نحو 100 ألف قطعة أثرية.
من جانبه كشف اللواء عاطف مفتاح المُشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به تفاصيل تطورات المشروع السياحي الأهم وكذا كواليس عملية نقل مركبي الملك خوفو.
ويقول مفتاح إن الإنشاءات في مبنى المتحف الرئيسي انتهت في المتحف بنسبة 100 في المئة ووصول التشطيبات إلى 98 في المئة، لافتًا إلى أن جاهزية عرض القطع الأثرية تمت بالكامل في البهو العظيم والدرج العظيم.
ويضيف المشرف على المتحف المصري الكبير أن تجهيزات قاعة توت عنخ آمون انتهت بشكل كامل، لكن تتبقى عملية عرض مقتنيات الملك التي وصلت إلى 70 في المئة لافتا إلى أنه من المتوقع انتهاء هذه العملية خلال شهر سبتمبر المقبل لتكون القاعة جاهزة بالكامل حيث تضم نحو 5300 قطعة أثرية.
أمَّا قاعة العرض الرئيسية التي تغطي مساحة 22 ألف متر انتهت التجهيزات الهندسية بها بنسبة 95 في المئة ويجري حاليًا إتمام خطة العرض المتحفي للقاعة، إذ تضم هذه القاعة أكثر من 12 ألف قطعة أثرية. يلفت اللواء عاطف مفتاح إلى إنشاء متحف آخر بجوار المتحف الكبير هو متحف مراكب الملك خوفو، وسوف يضم مركب الملك خوفو الأولى والثانية التي وجهت القيادة السياسية بنقلها إلى المتحف الجديد، لافتًا إلى أن عملية النقل تخضع للدراسة والعمل الدؤوب منذ عام ونصف.
ويتابع: انتهينا من الدراسة العلمية لنقل المركب في عام، حتى نطمئن على نقل أكبر أثر عضوي متبقي في التاريخ ويصل طول مركب الملك خوفو الأولى حوالي 44 متر، وارتفاعها 8 متر وعرضها 6 متر، وسوف تنقل قطعة واحدة إلى المتحف الجديد في فاعلية هندسية أثرية ضخمة جدًا سوف تحدد القيادة السياسية موعدها قريبًا، بعد التنسيق مع الجهات التنفيذية.
وأضاف: أما المركب الثاني للملك خوفو فيجري استخراجه حاليًا من باطن الأرض إذ تعمل بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة منذ 14 عام على استخراجه، ويتبقى في مهمتها نحو 4 أعوام حتى يتم الاستخرج والترميم نظرًا لأنه في حالة سيئة على اعتبار أنه مدفون في باطن الأرض منذ آلاف السنين.وصنعت مركب الملك خوفو الأولى من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان وعثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو 41 كتلة من الحجر الجيري ومفككة إلى نحو 6500 جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها، ووضعت معها أيضًا المجاديف، والحبال وجوانب المقاصير والأساطين.
وتذهب الآراء إلى أن قدماء المصريين صنعوا هذه المركب ليستخدمها الملك في رحلتيه اليوميتين مع إله الشمس رع في سماء الدنيا نهارًا وسماء العالم الآخر ليلًا، بينما ذهبت آراء أخرى إلى أن المركب قد استخدمت لنقل جثمان الملك من ضفة النيل الشرقية إلى الضفة الغربية حيث دفن.في الوقت الذي يحوي المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية يعرض منها حوالي 20 ألف قطعة فقط، يبزغ التساؤل الهام أين توجد أين توجد بقية القطع؟
يجيب المشرف على المتحف قائلًا: لدينا مخازن مؤمنة على أحدث الطرز لحفظ الآثار الموجودة خارج العرض المتحفي.
ويردف: هذه الآثار لن تحفظ فقط، لكن المخازن مهيأة لتكون أشبه بقاعات البحث حيث يقوم الباحثون والدارسون بالعمل على هذه القطع المحفوظة يمكننا أن نقول إنها مخازن علمية وليست كالمخازن التقليدية التي تحفظ فيها القطع فقط.
ويشير اللواء عاطف مفتاح إلى أن المخازن مصنفة على أساس يراعي نوعية الآثار فعلى سبيل المثال هناك مخازن للقطع الأثرية من المواد العضوية كالأخشاب والجلود ومخازن أخرى للمعادن والحجارة.ويختتم المشرف العام على المتحف المصري بالإشارة إلى موعد الافتتاح الرسمي للمتحف والاحتفال المصاحب له، إذ يقول إن الغرض من هذا الافتتاح هو استعادة السياحة المصرية من جميع دول العالم مشيرًا إلى أن هذا الهدف سوف يتحقق بالتزامن مع انتهاء جائحة كورونا التي أحدثت اضطرابات في صناعة السياحة والسفر فموعد الافتتاح مرهون بانتهاء الأزمة.
وتوجه صباح أمس الاثنين الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار في جولة إلى المتحف المصري الكبير لتفقد وضع اللمسات النهائية للعرض المتحفي.
وشملت الجولة تفقد الواجهات الخارجية والداخلية لمبنى المتحف والبهو والسلالم الجانبية والدرج العظيم وقاعات العرض الخاصة بكنوز الملك توت عنخ آمون.وفي نهاية الجولة أشاد وزير السياحة والآثار بجميع العاملين بالمتحف لما يبذلوه من جهد للانتهاء من هذا الصرح العظيم في التوقيتات المحددة.
وأكد على أن ما رآه من تصميم ومستوى العرض المتحفي بقاعة الملك توت عنخ آمون سوف يضاهي قاعات كبرى المتاحف العالمية بل سيجعلها من أجمل قاعات العرض في العالم.