“*عناصر السلم و السلام وعلاقتهما الجدلية بالمجتمع*”
لا توجد علاقة تبدأ بالصدق وتنتهي بالفشل، فإن فشلت فهناك طرفا كاذبا، وبما أن السلام يرفع راية السلم اعتمادا على المبادئ الثقافية أمام إشهار سلاح العنصرية و الكراهية، وباعتباره ممارسة لا يمكن تفعيلها إلا في مجتمع معقم يسوده السلم، وبما أنه يمثل التوازن للحصانة من شبح مخاطر الصراعات المفتعلة، يبقى هو لغة التفاوض من أجل الهدنة والمنفذ الرئيس كهندسة: – للاستقرار في إطار الوئام واستمرارية الحضارات و ضمان العيش الكريم. -للنمو المجتمعي من أجل الأمن و الأمان وتطوير القيم وإنجاح العلاقات الإنسانية. -للثقافة من غرض الإبداع عن طريق النهوض بأسس ومبادئ و جودة التعليم. -للتنمية الاقتصادية من أجل الرفع من وتيرة المعاملات وسد حاجيات الشعوب. ولتحقيق السلم والسلام داخل المجتمع، لابد من اجتياز بعض المراحل، أهمها: -احترام حرية التعبير لهدم حاجز القمع والتحرر من الخوف وإصلاح القضاء. -احترام حرية العقائد الدينية تجنبا للاصطدام العرقي -احترام الإنسان وعدم تهميشه وتكريمه من خيرات وطنه (التحرر من الفقر و المجاعة). -احترام البيئة و تعبئة المجتمع المدني من أجل الاعتناء بها تجنبا للأخطار المستقبلية. ورغم التجارب و الجهود الجبارة التي قامت بها جميع الفئات المثقفة بالعالم من أجل سيادة السلم والسلام، لا زالت تعاني في صمت من الحرب الضروس التي تشنها جيوب المقاومة الفاسدة من: -أباطرة المخدرات -علماء الأنظمة -أصحاب القرار السياسي -القوى الاستعمارية -تجار الأسلحة -مختبرات تحضير الفيروسات وصناعة الأدوية -عملاء الاستعمار الذين لم يرتقوا إلى مستوى التحلي بالأخلاق و النضج الفكري و لم يقروا بمبادئ السلم والسلام، لأنهما يشكلان خطرا حقيقيا على مصالحهم الشخصية، التي يطمحون من ورائها إلى نشر الأمية والجهل وتسهيل استيطان الفقر بين الشعوب واستفحال الأمراض و الأوبئة المصنعة مخبريا والمجاعة ونشر الحروب من أجل بقائهم على هرم السلطة والاستفادة من ثروات بلدانهم باتفاق مع الغرب. لهذه الأسباب نشأت هياكلا من المجتمع المدني كبديل لمناهضة هاته الممارسات اللا إنسانية التي لا تمت للأخلاق بصلة، وأسست اتحادات و أكاديميات وجامعات ومنتديات تحمل شعار السلم والسلام، من باب نشر الوعي الاجتماعي والثقافي، من غرض القضاء التدريجي على أخطبوط الفساد.