كتب / وائل عباس جاء بعض الأعراب إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام يسئلونه عن أمور دينهم . فسئلوه ( أقريب ربك فنناجيه ام بعيد فنناديه ) وجاءت الإجابة من عند سدرة المنتهى من رب العزة جل شأنه وبدون مقدمة أو توجيه للإجابة كسائر الأسئلة السابقة المسبوق إجاباتها ب ( قل ) . وإذا سئلك عبادى عنى فأنى قريب اجيب دعوة الداعى إذا دعان . نعم يا بن آدم ربك قريب إليك بل أقرب مما تتخيل هو أقرب إليك من حبل الوريد يسمعك ويستشعر كل آلامك ويعلم ما يجول في صدرك وما يجعله ضيقا حرجا . وهو ارحم بك من أمك وأبيك وهو القادر على فك الكرب وجعل الصعب سهلا . ولا يعظم على قدرته شيئا . يجيب دعوة الداعى فى اى مكان ولم يشترط وجوده في مسجد أو دعاء فى صلاة أو عبادة . بل ادعوه ماشيا كنت أو راكبا أو على جنبك كنت . هو من بيده تغيير الحال وصنع المحال هو سبحانه رب القدرة كلها حتى وإن تأخرت الإجابة فهى لحكمة لا يعلمها إلا هو . ولا تقنط من الدعاء فإن الله يحب العبد اللحوح فى طلبه ولا تكون أستعانتك بغيره فالذين تدعون من دونه لا يملكون لإنفسهم ضرا ولا نفعا . اللهم إنا نسئلك بحق إسمك الأعظم وجاهك وسلطانك وكرمك ورحمتك وجودك ولطفك أن تردنا إليك ردا جميلا ونعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . وبحق حبيبك ونبيك ومصطفاك محمدا . أن لاتحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا وارحمنا واغفر لنا انت مولانا عليك توكلنا وإليك انبنا وإليك المصير .