كتب /أيمن بحر
صمود بعد حرب شرسة. حيث المجتمع الدولى يفتح أقدم صراعات الشرق الأوسط للأجندة الدولية. الهدنة دخلت حيز التنفيذ. إخطلت الساسة بالوضع الراهن.
بعد صمت المدافع.. ما أجندة جولة بلينكن الشرق أوسطية؟. توجه وزير الخارجية الأميركى أنتوني بلينكن الى الشرق الأوسط فى جولة تشمل إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن، وذلك لـ تدعيم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. هل حل الدولتين على جدول أعمال بلينكن؟.
بدأ وزير الخارجية الأميركى أنتونى بلينكن يوم (الإثنين 24 مايو/ أيار 2021) جولة فى الشرق الأوسط من أجل تدعيم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس وتقتصر أهداف الزيارة على الحد الأدنى، بعيداً من الزخم الدبلوماسى الذى
يتطلّبه إحياء حل (إقامة) دولتين الذى يؤيده الرئيس الأميركى جو بايدن. وغادر بلينكن الإثنين واشنطن فى جولة ستقوده بداية الى القدس للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، ثم الى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس. وبعد هاتين المحطّتين يتوجّه بلينكن الى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أدى دوراً أساسياً على صعيد التوصل الى هدنة دخلت الجمعة حيّز التنفيذ بعد نزاع دام وإستمر أحد عشر يوماً بين إسرائيل وحماس التى تسيطر على قطاع غزة.
وفى المحطة الأخيرة من جولته يزور بلينكن قبل عودته الخميس الى الولايات المتحدة، الأردن الذى يقيم منذ زمن وعلى غرار مصر علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية. وأعرب وزير الخارجية الأميركى فى تغريدة أطلقها الإثنين عن رغبته بـلقاء الفرقاء بهدف دعم جهودهم لتدعيم وقف إطلاق النار.
ويسعى بايدن الذى تعرض لإنتقادات من داخل معسكره الديموقراطى على خلفية تأخره بالإنخراط فى جهود حل النزاع وإعتماده نهجاً شديد الليونة مع إسرائيل كما تعرّض لإنتقادات من قبل المعارضة الجمهورية التى إتّهمته بأنه متحفّظ للغاية فى دعم الدولة العبرية الى إظهار مدى انخراطه فى جهود حل النزاع بتحديده شخصياً مهمة وزير خارجيته.
وجاء فى بيان للرئيس الأميركى أن وزير الخارجية بلينكن سيلتقى القادة الإسرائيليين لإبداء دعمنا الراسخ لأمن إسرائيل. وهو سيواصل جهود حكومتنا لإعادة بناء العلاقات مع الفلسطينيين وقادتهم كما ودعمنا لهم بعد سنوات من الإهمال. وبالتالى فإن الأهداف المحددة لهذه الجولة محدودة للغاية.
وفى خضم جهود التوصل الى وقف لإطلاق النار جدد كل من بايدن وبلينكن دعمهما حل (إقامة) دولتين إسرائيلية
وفلسطينية الذى يدعمه المجتمع الدولى والذى كانت إدارة الرئيس الأميركى السابق دونالد ترامب قد نبذته فيما لم تحدد الإدارة الجديدة جدولاً للدفع بإتجاهه قبل أزمة الأسابيع الأخيرة. والجمعة شدد بايدن على أن إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية هى الحل الوحيد وذلك غداة إعتباره وقف إطلاق النار فرصة حقيقية لتحقيق تقدم.
وأوحت هذه التصريحات بأن إدارة بايدن التى كانت قد أعلنت بوضوح فى بداية عهدها أنها لا تعتزم الإنخراط فى عملية سلام غير قائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفرص إحيائها ضئيلة، لتعود وتجعل من ذلك أولوية لها.
لكن خارطة الطريق التى يحملها بلينكن توحى بالعكس إذ لا يتضّمن بياناً وزارة الخارجية والبيت الأبيض أى إشارة الى حل (إقامة) دولتين.
وقبيل إنطلاق وزير الخارجية فى جولته صرّح مسئول أميركى رفيع للصحفيين أن أولويتنا هى فى الحقيقة وقبل أى شئ آخر الحرص على صمود وقف إطلاق النار معتبراً أن كل تطلّع الى ما هو أبعد من ذلك سابق لأوانه. وتابع المسئول نريد تدابير ملموسة لتحسين نوعية حياة الناس، وتحسين حرياتهم وتحسين أمنهم وتحسين ازدهارهم.
وأضاف نعتقد فى الوقت الراهن، أن هذا هو ما يمكن تحقيقه وهذا هو المهم الا أن هذه الإستراتيجية المقتصرة على خطوات واقعية ليست خالية من العقبات.
فمن أجل تحسين حياة الفلسطينيين وطى صفحة عهد ترامب الذى إنقطعت إبانه المساعدات الأميركية تعد واشنطن بالمساهمة فى مساعدة غزة وبالتشجيع على ذلك.
ويرزح القطاع الفلسطينى منذ 15 عاماً تحت وطأة حصار إسرائيلى، وهو تعرّض فى النزاع الأخير لدمار كبير. وقد شدد بايدن على أن المساعدات يجب “أن تصب فى مصلحة السكان وليس حماس.
وأكد المسئول الأميركى أن التحدى برمته يكمن فى هذا الأمر.
وأوضح المسئول أن المساعدات يجب أن تمر عبر الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية. وهو شدد على أن إعطاء السلطة الفلسطينية دوراً أساسياً فى إعادة الإعمار من شأنه أن يمكنها من إعادة دمج غزة بطريقة ما، وهو ما نأمل أن يسهم فى تهيئة الظروف من أجل المضى قدما نحو وضع أكثر إستقرارا. وتعتبر الولايات المتحدة حركة حماس منظمة إرهابية وبالتالى سيتعذّر على بلينكن زيارة القطاع لتفقّد الدمار اللآحق به.