ترحيب عربى ودولى بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بعد إنتهاء قتال دام 11 يوماً، والولايات المتحدة تقول إنه لديها التزام من الأطراف المعنية ومصر ستبعث وفدين أمنيين الى تل أبيب والأراضى الفلسطينية لتثبيت الهدنة. قالت المتحدثة الصحفية بإسم البيت الأبيض جين ساكى الجمعة (21 أيار/مايو) إن الولايات المتحدة لديها ضمانات قوية من الأطراف المعنية بالتزامها بوقف إطلاق النار بعد العنف بين إسرائيل وفصائل فلسطينية.
من جانبها قالت مصر فى بيان إن وزير الخارجية الإسرائيلى غابى أشكينازى قال لنظيره المصرى سامح شكرى إن إسرائيل حريصة على الحفاظ على الهدوء. وجاء ذلك فى مساء أول أيام وقف لإطلاق النار توسطت فيه مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وأعلنت كل من إسرائيل وحركة حماس النصر الجمعة بعد انتهاء قتال دام 11 يوماً لكن مسئولين فى مجال المساعدات الإنسانية حذروا من أن إصلاح الدمار الذى شهده قطاع غزة سيحتاج الى سنوات. وبدأ أن الهدنة جزء من إتفاق على مرحلتين بما يتضمن إرسال القاهرة لوفدين أمنيين الى تل أبيب والأراضى الفلسطينية لتثبيت الهدنة والإتفاق على إجراءات للحفاظ على الإستقرار.
وجاء فى البيان المصرى أن الوزيرين بحثا أيضاً “الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية إعادة إعمار غزة فى المرحلة القادمة. وأعلنت مصر يوم الثلاثاء أنها ستخصص 500 مليون دولار لجهود إعادة إعمار غزة. وقال البيان إن الوزيرين أكدا أهمية العمل بالتنسيق بين البلدين والسلطة الفلسطينية والشركاء الدوليين سواء فيما يتعلق بتأمين إستقرار الموقف أو بإستئناف عمل قنوات التواصل بهدف تحقيق السلام.
على صعيد متصل، أدان العاهل السعودى الملك سلمان ما وصفه بإعتداءات الإسرائيلية فى القدس وقطاع غزة خلال إتصال هاتفى اليوم مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس. وأضاف الملك أن بلاده ستواصل جهودها على كافة الأصعدة لوقف الإجراءات والإعتداءات الإسرائيلية على القدس من خلال التواصل مع الأطراف الفاعلة لممارسة الضغوط على حكومة الإحتلال الإسرائيلى.
وفى وقت سابق ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن بيان من وزارة الخارجية أن السعودية رحبت اليوم الجمعة بإعلان وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وقالت إنها تقدر الجهود المصرية والدولية فى هذا الشأن. وأعاد البيان التأكيد على إستمرار جهود المملكة مع الحلفاء للتوصل الى تسوية.
وفيما سكتت أصوات القنابل والمدافع والصواريخ فى قطاع غزة وإسرائيل فيما تمّ إنتشال خمس جثث وعشرة ناجين الجمعة من تحت أنقاض نفق فى منطقة خان يونس قصفه الطيران الاسرائيلى خلال المواجهات. وفى القدس الشرقية، إندلعت مواجهات مجدداً بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين فى باحة المسجد الأقصى، بعد أسبوعين على أحداث مشابهة كانت السبب فى تفجّر المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل.
وفى القطاع المحاصر، بدأ آلاف من الفلسطينيين يغادرون المدارس التى لجأوا اليها هرباً من القصف بحسب مسئول فى الأمم المتحدة بينما يواصل المسعفون وخدمات الإسعاف والدفاع المدنى البحث عن ناجين تحت الركام.
وقال نائب رئيس الدفاع المدنى فى قطاع غزة رائد الدهشان لفرانس برس إن الدفاع المدنى يعمل مع وزارة الأشغال العامة والبلديات على رفع الركام ونواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وأضاف أن هناك صعوبة كبيرة فى العمل لأننا لا نملك أى معدات ثقيلة للبحث، ولهذا السبب يموت بعض المصابين تحت الأنقاض بالرغم من أنه بالإمكان إنقاذ حياتهم. فى مدينة غزة قال نظمى الدحدوح (70 عاماً) الذى دمر منزله فى غارة جوية الإثنين لا نملك منزلاً آخر، أنا سأقيم خيمة فوق ركام المنزل الى حين إعادة بنائه، آمل أن يكون قريباً كيى لا نبقى مشردين.
وبدأ تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار الذى تمّ التوصل اليه بوساطة مصرية الساعة الثانية فجراً (23,00 ت غ الخميس). وبعد دقائق من بدء سريان الهدنة، عمّت الإحتفالات قطاع غزة وأُطلقت أعيرة نارية فى الهواء ابتهاجاً
وفق ما أفاد صحافيون فى وكالة فرانس برس. كما خرجت حشود فى الضفة الغربية والقدس الشرقية الى الشوارع لتعبر عن إبتهاجها. وحصلت مساع دبلوماسية كثيفة لإقرار وقف إطلاق النار الذى رحّب به الرئيس الأميركى جو بايدن. وقال من البيت الأبيض “أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأنا ملتزم بالعمل من أجل ذلك مشيداً بدور مصر فى التوسط فى الإتفاق. وأضاف أنا مقتنع بأنّ الفلسطينيين والإسرائيليين
يستحقّون على حدّ سواء العيش بأمان والتمتّع بنفس المستوى من الحرية والإزدهار والديموقراطية. وسيتوجه وزير الخارجية الاميركى أنتونى بلينكن الى المنطقة خلال الأيام المقبلة للقاء مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين وإقليميين ومناقشة جهود التعافى والعمل معاً لبناء مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين وفق ما أعلنت واشنطن.
وبعد أن إحتفلت حركتا حماس والجهاد الإسلامى الليلة الماضية بـنصر تاريخى تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو عن نجاح إستثنائى للعملية العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة.
وأشاد نتانياهو الجمعة بما وصفه بأنه نجاح إستثنائ للعملية العسكرية الإسرائيلية، مؤكدا لصحفيين فى تل أبيب حققنا أهدافنا فى العملية.
وقال لا يمكن لحماس الإختباء بعد الآن… قمنا بتصفية أكثر من 200 إرهابى بينهم 25 من الكوادر. لكن القيادى فى حركة حماس خليل الحية كان قال فى كلمة القاها أمام آلاف المتظاهرين فى غزة ليل الخميس الجمعة أقول لنتانياهو إن المجاهدين يتبخترون الآن فى الأنفاق.
ومن جانبه، أكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى كلمة متلفزة على “النصر العظيم الذى سجلته المقاومة الباسلة. وشكر هنية إيران أيضاً على دعمها المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح، مؤكداً أن طهران “لم تبخل عن مد المقاومة بالمال والسلاح والتقنيات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذى رحّب أيضاً بالإتفاق إن على إسرائيل والفلسطينيين الآن مسئولية إجراء حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع.
كما دعا المجتمع الدولى الى العمل مع الأمم المتحدة على حزمة قوية من الدعم لإعادة الإعمار والتعافى السريع والمستدام. ورحبت باريس وبكين وروسيا أيضاً بوقف النار، ودعتا الى إستئناف العملية السياسية.
ورغم الهدنة تبقى مخاوف من تجدّد التوترات بين اليهود والعرب فى الداخل الإسرائيلى حيث حصلت أعمال عنف هى الأولى بهذا الحجم منذ سنوات، وفى الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية حيث قتل 25 فلسطينياً فى مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
وإندلع النزاع الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ فى إتجاه الدولة العبرية فى العاشر من أيار/مايو تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين فى القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها فى حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.
وقتل فى القصف الجوى والمدفعي الإسرائيلى على قطاع غزة 243 شخصاً بينهم 66 طفلاً كما أصيب 1910 أشخاص بجروح وفق حصيلة جديدة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وبين القتلى مقاتلون من حماس وفصائل فلسطينية أخرى وتسببت الصواريخ التى أطلقتها حماس والفصائل من قطاع غزة بإتجاه الأراضى الإسرائيلية بمقتل 12 شخصاً، بينهم طفلان وجندى فيما أصيب 355 آخرون بجروح، وفق الشرطة الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلى إنّ أكثر من 4300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة فى إتجاه إسرائيل إعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 90 فى المائة منها. وتتهم إسرائيل حركة حماس بتخزين الأسلحة وإقامة مواقع عسكرية فى مناطق مكتظة بالسكان.