طالما إستمر الكيان الغاصب الإسرائيلى بأسلوب الإستعمار الإستيطانى سوف يستمر التوتر بالشرق الأوسط. والصراع يشتعل وتتوتر المنطقة جراء الغزو الإسرائيلى. فلا عقلية راجحة سياسية داخل الكيان توقف الحمق أو تسعى للحد من الإجراءات الأحادية. لذلك يندلع رد الفعل الفلسطينى تجاه الأسلوب القاصر الإسرائيلى. ويستمر التصعيد بين إسرائيل والكتائب الفلسطينية. وتلتجئ إسرائيل الى ترسانتها العسكرية من طيران ومدفعية بإعتقاد يخالف الواقع أن هذه الترسانة سوف تنهى هذا التوتر. لكن صواريخ حماس طالت إسرائيل وأقلقت أمن الجيش الإسرائيلى. وأزعجت العسكرية الإسرائيلية. وبددت أمن الرأى العام الإسرائيلى. الى الحد الذى مهد رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو الإسرائيليين الى صراع طويل. وطالب بعودة الهدوء والأمن لدولة إسرائيل. الموقف الآن يتشابه مع ما حدث عام 2014 حينما قامت مصر بوقف القتال وهدنة مستديمة. وفى الوقت الحالى تقوم إسرائيل بتصعيد الموقف.
لليوم السادس.. تواصل المعارك وإرتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين. استمرت العمليات القتالية بين الجيش الإسرائيلى والمسلحين الفلسطينيين فى قطاع غزة، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن عشرة من أفراد عائلة فلسطينية قتلوا جراء ضربة إسرائيلية. يأتى ذلك بعد يوم من الصدامات فى الضفة الغربية.
واصل المسلحون الفلسطينيون فى قطاع غزة هجماتهم الصاروخية على المدن الإسرائيلية يوم السبت (15 أيار/مايو 2021). وقال الجيش الإسرائيلى إن صافرات الإنذار دوت فى مدينة بئر السبع بجنوب إسرائيل وكذلك فى المناطق الحدودية بالقرب من غزة. وفى المقابل جدد الطيران الإسرائيلى غاراته الجوية على غزة فى ساعة مبكرة من صباح السبت. وقال مسعفون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 12 لقوا حتفهم خلال الليل فى غارات جوية عبر غزة. وقال مسئولو الصحة إن إمرأة وأطفالها الثلاثة كانوا من بين القتلى بعد إصابة منزلهم فى مخيم للآجئين. وقالت وزارة الشئون الدينية الفلسطينية إن الطيران الإسرائيلى دمر مسجداً. وقال متحدث عسكرى إن الجيش يتحرى عن صحة هذا النبأ. وفى وقت لآحق ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن عشرة من أفراد عائلة فلسطينية واحدة قتلوا جراء ضربة جوية إسرائيلية إستهدفت غرب غزة صباح السبت، وفق ما أفاد مسعفون فى القطاع الفلسطينى. وقتل ثمانية أطفال وإمرأتان جميعهم من عائلة أبو حطب جراء إنهيار مبنى من ثلاثة طوابق فى مخيم الشاطئ للآجئين بعد ضربة إسرائيلية وفق ما أفادت مصادر طبية. وفى السياق ذاته، قتل أربعة فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على أطراف بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الآخر من الحدود دوت أصوات صفارات الإنذار فى مناطق كثيرة بجنوب إسرائيل مما جعل السكان يهرعون بحثاً عن مأوى. وفى مدينتى بئر السبع وأشدود تعرضت أبنية للقصف بالصواريخ. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.
ومع عدم وجود علامة على إنتهاء القتال إمتدت الخسائر الى أماكن أبعد مع إعلان الفلسطينيين سقوط 11 قتيلاً فى الضفة الغربية المحتلة وسط إشتباكات بين محتجين وقوات الأمن الإسرائيلية. ويرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين منذ يوم الإثنين الى 137 من بينهم 31 طفلاً و20 سيدة، فضلاً عن 950 إصابة بجراح مختلفة فى أحدث حصيلة رسمية معلنة. عل الجانب الآخر قالت السلطات الإسرائيلية إن ثمانية إسرائيليين لقوا حتفهم فى جراء قصف البلدات الإسرائيلية من بينهم جندى. ووصل مبعوث الإدارة الأمريكية هادى عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون إسرائيل والفلسطينيين يوم الجمعة للمنطقة قبل جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولى يوم الأحد لمناقشة الوضع. وقالت السفارة الأمريكية فى إسرائيل إن هدف زيارته هو تعزيز الحاجة للعمل لتحقيق تهدئة قابلة للإستمرار. وتحتفل إسرائيل يوم السبت بذكرى تأسيس الدولة فيما يطلق الفلسطينيون والعرب على هذه الذكرى إسم النكبة وتأتى رياح الذكرى الـ 73 وسط صراع لم يخمد منذ ذلك الحين. فقبل أسابيع من حلول الذكرى تفجّرت الأوضاع فى الأراضي الفلسطينية كافة.
وتسببت الاجراءات الإسرائيلية فى مدينة القدس لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية فى حى الشيخ جراح بإندلاع أعمال إحتجاج واسعة النطاق قبل أن تتطور الأمور لتمتد أعمال العنف الى قطاع غزة والضفة الغربية.