( الدماء الزكية والتجميل القبيح )
مثل ملايين المصريين شاهدت بالأمس حلقة مسلسل الإختيار والتي رصدت معركة الواحات التي راح ضحيتها أكثر من عشرين من خيرة ابنائنا وشعرت بوجع القلب والدموع تنهمر من عيون كل من يشاهدون المعركة حولي وكأنها تحدث أمامهم حالاً ويتمنون لو إمتدت أياديهم لتنال من هؤلاء الأنجاس أصحاب الفكر المتعفن الذين إمتدت أياديهم القذرة لتحصد أرواح مجموعة من خير اجناد الأرض..
ولكن تمنيت أن تكون هناك جملة تأتي علي لسان القائد تفيد أنه لم يعمل حسابه جيداً بشأن دراسة قوة العدو والتسرع في التنفيذ دون وجود دعم جوي أو إستطلاع جوي لأرض المعركة وأن هناك عدم دراسة كافية قبل القيام بالعملية وأكبر دليل علي ذلك هو الإعتماد علي قصاص الأثر الذي كان واضحاً عدم جدواه في تلك المعركة علاوة علي إنقطاع الاتصال بين قيادة العملية وغرفة العمليات من أجل طلب الدعم أو الإبلاغ عما حدث..
إن الإعتراف بالخطأ لا يقلل من تضحيات هؤلاء الأبطال ولا ينقص من قيمة دمائهم الزكية التي سالت في سبيل حماية أبناء الوطن في أخطر فترة مرت علي الوطن وكادت تعصف بأمانه واستقراره لولا تضحيات هؤلاء الأبطال وأمثالهم ولا هي مبرر لخسة وندالة هؤلاء الأنجاس فيما فعلوه ولكن لأن هذا العمل الفني بمثابة وثيقة للتاريخ وليس عمل درامي عادي فكان يجب أن تصل الوثيقة للأجيال القادمة كاملة وشفافة نعلن فيها أن التعاون وعدم تقدير الموقف والاستعجال ربما يؤدي إلي إزهاق أرواح بريئة وإسالة دماء زكية وأن ما حدث لم يكن ضعفاً من أبنائنا أو قوة لدي هؤلاء الخونة ولكن نتيجة سوء تخطيط فقط.. وأن التخطيط السليم سيكون ناجحاً في الثأر لهؤلاء الأبطال وتحرير الضابط الأسير من تلك العملية خلال الحلقات القادمة إن شاء الله
فالتجميل في وثائق التاريخ لا يقل بشاعة عن تزييفه..
رحم الله شهداء الوطن..وحفظ مصرنا من كل سوء