رصدت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في لبنان الخميس إقدام أحد المزارعين في بلدة حوش الحريمي في البقاع الأوسط، على ري حقول الملفوف بمياه نهر الليطاني الملوثة.
موضوع تلوث مياه الري في البقاع موضوع يتجدد باستمرار وسط غياب رقابة الدولة من جهة، والمشاكل التي تشغل الرأي العام في البلاد من جهة أخرى.
وأعلنت المصلحة الموجهة بالاهتمام بنهر الليطاني وسلامته ونظافته الخميس أنها كانت قد وجهت كتابين إلى كل من محافظ البقاع ومحافظ بعلبك الهرمل طلبت بموجبهما منع ري المزروعات من مياه نهر الليطاني وروافده في نطاق محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل وضرورة تأمين مقتضيات الأمن الصحي.
وتذرع عدد كبير من المزارعين باستخدام مياه النهر الملوثة لري محاصيل الذرة العلفية لكن تبين أنها تخصص للاستهلاك البشري.
وأشارت أن مياه نهر الليطاني لا تزال غير مطابقة للمعايير الجرثومية لاستخدامها لري المزروعات بحسب معايير منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.وتعود مشكلة تلوث مياه نهر الليطاني في الحوض الأعلى إلى استمرار مشكلة تدفق مياه الصرف الصحي إلى نهر الليطاني وروافده بشكل غزير يصل سنويا بحدود 47 مليون متر مكعب.
وأدى ذلك إلى رفع نسبة التلوث الى مستويات خطيرة وانتشار مرض السرطان ووفاة العديد من أبناء البقاع والمناطق المحيطة.تعليقا على مدى خطورة الموضوع أكد المدير العام ورئيس مجلس الإدارة في مصلحة الليطاني الدكتور سامي علويه أن مياه بحيرة القرعون ونهر الليطاني هي مياه غير صالحة للري منذ ما قبل العام 2015، لذلك توقفت مصلحة الليطاني التي تدير مشروع ري البقاع الجنوبي عن تشغيل مشروع الري.
وقال علويه: فوجئنا في عام 2018 بهذا الواقع حيث كانت تنتشر محطات الضخ بكميات هائلة فوق نهر الليطاني، يومها أجرينا التحاليل قبل عامين وأكدنا أن هذه المياه غير صالحة للري .
واستغرب كيف أن الإجراءات الفعلية لضبط المخالفات لم تتخذ، موضحا بالقول: يقتصر دورنا على تبليغ وزارة الزراعة وأمن الدولة وقد رصدنا أيضا ري نبات الحشيشة المخدر لا بل كشفنا صراعات بين المزارعين على كيفية سرقة أنبوب الصرف الصحي لتحويله إلى ري الأراضي الزراعية.
بدوره استغرب رئيس الهيئة الوطنية الصحية الدكتور إسماعيل سكرية عدم اكتراث بعض المزارعين لخطورة الوضع وقال : قمنا في عامي 2015 و 2016 بدراسة علاقة تلوث حوض الليطاني بأمراض السرطان المتزايدة بين سكان الحوض وجاءت النتائج مرعبة بأربعة وخمسة أضعاف النسبة العامة للإصابات الوطنية ولم تحرك الدراسة المسؤولين.
ورأى خبير البيئة المائية الدكتور كمال سليم أن الروافد السبعة لنهر الليطاني جميعها ملوثة وبمستوى عال جدا لا سيما أن بعض المصانع لم تلتزم بإنشاء محطات تكرير ذاتية.
وتوقع سليم أن يتغاضى بعض المزارعين عن شراء مياه نظيفة بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة التي تدفعهم الى الري بالماء الملوث قليل الكلف