أثار خبر اتمام تعاقد مصر مع فرنسا – بشراء عدد من طائرات الرافال الفرنسية- ردود فعل واسعة النطاق. كانت السلطات المصرية قد اعلنت عن نجاح شراء عدد 30 طائرة مقاتلة من النوع رافال الفرنسية الصنع عبر قرض تمويلي فرنسي، تصل مدته كحد أدنى 10 سنوات وتقدر قيمة الصفقة بنحو 3.75 مليار يورو 4.5 مليار دولار وتعد الرافال الفرنسية من طائرات الجيل الرابع المتقدمة اذ يصل مداها لنحو 3900 كم، اضافة لامتلاكها لمنظومة حرب الكترونية وقدرتها لتحديد 40 هدف في وقت واحد والتعامل مع 8 منها في نفس الوقت اضافه لقدرتها حمل 9.5 طن من الذخائر وتتميز ايضا بما يعرف بالتهديف الديناميكي حيث تتعامل مع الاهداف التي لم تكن محدده من قبل ويعد تزود الطائرة بالوقود جوا ميزة أخرى تضاف لسابقاتها، مما يجعل منها بالفعل احدى طائرات الجيل الرابع المتقدمة. هذا وتعتبر الصفقة اضافة لاخرى قد تمت بالفعل عام 2015 عندما اشترت مصر 24 طائرة من نفس النوع وتدخل الصفقة في اطار استراتيجية الردع في ظل التحديات القائمة ويدل نجاح اتمام الصفقة على عمق الشراكة بين القاهرة وباريس وفي كلمتها اعربت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي عن سعادتها لاتمام هذه الصفقة واكدت ان شراء مصر لطائرات الرافال المقاتلة يعزز بالفعل الشراكة الاستراتيجية والعسكرية بين فرنسا ومصر ووصفت التعاون العسكري بين البلدين بالحتمي؛ نظرا لما تواجهه الدولتان من متشابهات -من حيث مواجهة الارهاب اوحتى على صعيد العمل- على تثبيت الاستقرار في محيطيهما. والنجاح الذي حققته القوات المسلحة المصرية مع شركة داسو الفرنسية لم يكن الاول من نوعه -على صعيد العلاقات بين البلدين- حيث سبق لمصر شراء فرقاطات وطرادات فرنسية ناهيك عن حاملتي المروحيات من طراز ميسترال. كانت مصر قد اولت السلاح الفرنسي اهتماما منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحكم الذي اسس مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون شراكة استراتيجية حقيقية اذ تعد فرنسا من ابرز دول حلف شمال الاطلسي وشراكتها مع مصر تعد مكسبا كبيرا اذ يعد تسهيل امرار مثل هذه الصفقة وغيرها شهادة نجاح لمصر على المستوى الخارجي بل وشهادة ضمان لنجاح سياسات مصر المالية لان مثل هذه الصفقات الضخمة لا يمكن اقرارها الا اذا توافرت للدولة اشتراطات كثيرة نذكر منها مثلا: ثقة الطرف الاخر في اقتصاد الدولة واستقرارها السياسي ونظرة المؤسسات العالمية لهذه الدول، وتقديراتها المستقبلية لمسار النمو الخاص بها ونجاح الصفقة يعد بالفعل: شهادة نجاح للمفاوض المصري الذي بالفعل يكون قد ارسل رسالة قوية لاطراف كثيرة ارادت خلال ٣ سنوات افشال الصفقة . وقدر الله ان لا تنجح مساعيهم.. كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ديسمبر الماضي قد أكد انه لن يجعل بيع الاسلحة مع مصر مشروطا بحقوق الانسان حتى تتمكن من مواجهة الارهاب الذي تواجهه نيابة عن العالم كله. يذكر ان منظمة هيومن رايتس ووتش قد نددت بالصفقة، الا ان الرئيس ماكرون لم يعرها اهتماما؛ ايمانا منه بدور مصر الهام في مواجهة الارهاب. ومواجهة الهجرة الغير شرعية، والاضطرابات الكبيرة التي تموج بها منطقة الشرق الاوسط. وتعتبر مصر ان نجاح الصفقة يعد بالفعل هام للغاية؛ وذلك لمواجهة المخاطر التي تحيط بالبلاد من كل جانب، اضافة الي ضرورة اتمام سياسة الاحلال والتجديد بمعدات الجيش، والاهم من ذلك كله الحفاظ على مقدرات الدولة وثرواتها التي اصبحت بالفعل في حاجة ماسة لحمايتها في ظل ظروف اقليمية وعالمية مضطربة.