اعتاد العالم العربي كله ومصر على الاحتفال كل عام وبالتحديد يوم الخامس والعشرين من شهر إبريل بالاحتفال بعيد تحرير أرض الفيروز سيناء الحبيبة، وسيناء لها أهمية كبيرة ليس لمصر فقط وإنما لكل العالم، في سيناء تتمتع بموقع إستراتيجي هام وهي مهد الحضارات أجمع، فقد شهدت قيام الحضارة الفرعونية بكل عراقتها على أراضيها.
كما تتميز بوجود طبيعة مختلفة عن أي بقعة أخرى من بقاع العالم، وقد تم استرداد سيناء بعد رحلة طويلة من المعاناة، وتم رفع العلم المصري عليها في عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين يرفرف في سماء الحرية والكرامة،
سيناء أرض الحضارة تعتبر سيناء من الشاهدين على الأحداث التاريخية الهامة قديماً، كما إنها شاهدة على ما يتم من إنجازات خالية وخاصةً في مجالات البنية الأساسية وقطاعات الإنتاج المختلفة، وشبه جزيرة سيناء لها مكانة غالية في قلوب المصريين، فهي مفتاح من مفاتيح أهمية مصر في العالم العربي وكل القارات، فهي حلقة الإتصال والمحور الرئيسي بين إفريقيا وآسيا.
كما أن شبه جزيرة سيناء تعتبر تربة ثرية بالعديد من رموز الجمال من جبال وشواطئ ساحرة ووديان خضراء وثروات مائية هائلة، وتنوع غير عادي في ثروات الأرض والتي تتمثل في المعادن والنفط وغيرها.
أهمية سيناء التاريخية سيناء الحبيبة هي معبر رئيسي للجيش الإسلامي لقارة أفريقيا، وكان أول جيش يقوده ” عمرو بن العاص “ عندما أتى لكي يفتح مصر، وقد توالت هجرات كثيرة إلى شبه جزيرة سيناء خلال العصر العباسي والأموي، وقد كانت سيناء هى طريق الحجاج قديماً، وكانت لها أهمية عسكرية كبيرة لذلك طمع فيها الصليبيين، عندما رأوها خلال طريقهم إلى الشام.
وقد استمرت هذه الأهمية لشبه جزيرة سيناء، لأنها هي حلقة الوصل بين قارتي أفريقيا وأسيا، وكانت لها أهمية كبيرة عسكرياً و تجارياً، وعندما بدأت الحقبة التاريخية من حكم محمد علي، قام بتأسيس محافظة العريش وقد ضم لها أي تجمع سكاني في سيناء.
وقد كانت سيناء قديماً تابعة للعريش وكان المحافظ القائم بالأعمال بالمحافظة يقوم بتأسيس قوة عسكرية كبيرة، حتى تدافع عن خدود المحافظة من كل الاتجاهات، وقد بارك الله أرض سيناء وذلك من خلال مرور كثير من أنبياءه على أرضها أو إقامتهم فيها.
الكفاح لاسترداد سيناء قامت مصر العظيمة بإستخدام الوسائل المختلفة من النضال، حيث نجدها استخدمت القوات المسلحة لتكافح بحرب الاستنزاف، والتي استمرت لستة سنوات على التوالي، وقد استطاعت مصر أن تحقق النصر في حرب أكتوبر من سنة ألف وتسعمائة ثلاثة وسبعون.
هذا النصر الذي جعل معايير الحروب العسكرية تنقلب لما حققته القوات المسلحة المصرية من معجزة بتحطيم ” خط بارليف “، وهكذا استطاعت مصر أن تسترد سيادتها الكاملة على قناة السويس وجزء من شبه جزيرة سيناء، وكانت هذه أولى مراحل النصر وتحرير سيناء.
ثم بدأت مرحلة ثانية من النضال، من خلال عقد مفاوضات سياسية وإصدار قرار 383 الذي يقر بأن يتم وقف كامل لكل المعارك العسكرية، وذلك في آخر شهر أكتوبر من نفس العام، وقد كانت الجهود الدبلوماسية التي قام بها الرئيس الراحل ” السادات ” حينما زار إسرائيل وألقى كلمته الشهيرة بـ ” الكنيست “ وعرض مبادرة السلام.
تكملة الكفاح لاسترداد سيناء الحبيبة ثم جاء عام ألف وتسعمائة وثمانية وسبعون حينما عقدت مصر اتفاق ثلاثي مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لعقد المؤتمر الشهير بـ كامب ديفيد الذي يقع مقره في أمريكا، وتم التوقيع على الاتفاقية الشهيرة ” كامب ديفيد “ بالبيت الأبيض، وفي عام 79 وقعت مصر بالفعل على المعاهدة الخاصة بالسلام، والتي الزمت إسرائيل أن تنسحب تماماً من شبه جزيرة سيناء.
ثم رفرف العلم المصري عالياً فوق أرض سيناء الحبيبة والتي تم تسليمها بالكامل في عام ألف وتسعمائة إثنان وثمانون في الخامس والعشرون من إبريل، وتم إعلان هذا اليوم العظيم عيد قومي مصري (عيد تحرير سيناء)، ثم بعد ذلك جاءت مشكلة جديدة وهى أزمة بين مصر وإسرائيل تخص ” طابا “، وقد أوضحت مصرنا الحبيبة موقفها الصريح وهو أنها لن تتنازل، ولن تفرط عن قطعة من أرض مصر