(كونوا رجالاً في مواجهة أخطر قضايانا)
بقلم:مجدي فتح الله
بعد تعنت إثيوبيا الغريب في التفاوض حول سد النهضة وتمسكها بفرض الأمر الواقع علي مصر والسودان أصبح لا مجال الآن للشك في وجود قوة إقليمية وأخري خارجية تساعدها وتدعمها في هذا التعنت وتغذي داخلها الإقتناع المُسبق بأن الأمطار التي تسقط علي أراضيها هي حق لها مثل البترول المستخرج من دول الخليج خلافاً لكل الاعراف والقوانين الدولية التي تنظم الإستفادة من مياه الأنهار الممتدة عبر أكثر من دولة بل أصبحت إثيوبيا مقتنعة تماماً ان لها الحق في أن تبيع مياهها كما يبيع العرب بترولهم .. وأصبحت هذا الكيان الداعم لإثيوبيا تسعي لمصلحتها في شراء مياه النيل الذي فشلت في الوصول إليه أو الإستفادة من مياهه حتي الآن فتوجهت باساليبها القذرة لتحقيق أغراض دنيئة نشأت واستمرت عليها منذ وجودها كالسرطان في الجسد العربي..
والآن أصبح علي الجميع الإصطفاف خلف القيادة المصرية لدعمها في إتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالحفاظ علي حق الشعب المصري التاريخي في مياه النيل فليس هذا وقت للشماتة أو الجدل حول من منع ومن تسبب فإذا كان الحياد وقت الحرب خيانة للوطن فإن الشماتة في الوطن لم تتوافر لها صفة حتي الآن في من يفعلها لعدم تخيل وجوده أصلاً كما أن الجميع لا يملكون سوي هذا النهر ليرويهم هو وأبنائهم ومن لديه نهر آخر فليدلنا عليه لنطمئن علي بلادنا..
كما أن الباب قد أًغلق أمام جنرالات المقاهي وخبراء العسكرية الفيسبوكية في وضع التصورات للعملية العسكرية حال حدوثها لضرب السد أو المطالبة باذاعتها علي الهواء فالأمر أصبح خطير بما يكفي بأن نترك للقيادات العسكرية اتخاذ ما تراه في ظل أمور معقدة وحسابات أشد تعقيدا ودراسة متأنية لكل خطوة ودراسة أبعادها ونتائجها في ظل دعم قوة خارجية لإثيوبيا في تلك المعركة والحرص علي جر مصر لحرب خارجية فشلوا فيها قبل ذلك سواء في سوريا أو ليبيا لتدمير الجيش المصري باعتباره عمود الخيمة العربية الآن والهدف الأخير لهم
ولا نملك الآن سوي الدعم الكامل للقيادة السياسية والثقة فيما تتخذه من إجراءات في ظل خلفيات لا نعلمها بالطبع وليس متاح مناقشتها علي الملأ بالتأكيد..
والتخلي عن خيبة الشماتة أو الطعن في القيادة والتأكد أن الأمر أكبر من الحسابات السطحية التي يراها البعض ويرسم ويقترح الخطط العسكرية اللازمة لها..
فالكارثة خاصة بالوطن ومقدراته وليس بوجود الأشخاص ومبرراته..اللهم أحفظ مصر من كيد الكائدين وخيانة الخائنين لها في الداخل والخارج..
وألهم ولاة أمرها في إتخاذ ما يحفظها ويحمي أمنها ومقدرات شعبها.. اللهم امين