أصدر الكاتب الصحفى والمستشار الإعلامى د. معتز صلاح الدين رئيس حركة صوت مصر فى الخارج البيان التالى : فقدت مصر اليوم رجلا وطنيا عظيما خدم بلاده بكل إخلاص وصدق على مدى سنوات طويلة وكان مثالا للشرف والأمانة وحسن الإدارة وكان شخصية اقتصادية من طراز فريد مصريا ودوليا واضاف البيان : رحم الله الراحل العظيم الدكتور كمال الجنزوري الذى خدم وطنه بإخلاص ونزاهة وتجرد وهناك أربع مواقف عشتها بخصوص هذا الرجل العظيم وسوف أذكرها لأول مرة :الموقف الاول عام 1996كنت وقتها عضوا فى المجلس الأعلى للصحافة ورئيس تحرير جريدة الوطن العربي وسافرت إلى ليبيا مع وفد من رؤساء ومديرى تحرير الصحف للتضامن مع ليبيا ضد الحصار الذى كان مفروضا عليها ٱنذاك وكان السفر برا لوجود هذا الحصار على ليبيا وقتها وفى نهاية اليوم الرابع لرحلتنا التضامنية مع الشقيقة ليبيا انتقلنا إلى مدينة سرت لتغطية زيارة الرئيس الأسبق حسني مبارك لليبيا وهناك التقيت انا وزملائي مع الدكتور العظيم كمال الجنزوري دون ترتيب فى بهو الفندق ..كان جالسا وتحدثنا مع سيادته بدون بروتوكول كان نزيها وصريحا ووطنيا وشامخا وكان هذا أول لقاء مباشر مع سيادته وطبعا لغة الأرقام كانت حاضرة مع سيادته وقد كان متمكنا فى هذا الأمر …ومرت الايام وعصفت بمصر ظروفا صعبة جدا وفى توقيت تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة بقيادة العظيم المشير محمد حسين طنطاوي …وقعت البلاد فى أزمة التوصل إلى رئيس وزراء توافقى وكان ذلك فى نوفمبر 2011 وعشت هذه الأحداث لحظة بلحظة وفى الكواليس حيث قام الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد وقد كنت وقتها مستشارا إعلاميا لرئيس وحزب الوفد باقتراح ثلاثة أسماء لتولى رئاسة الوزراء وكنا وقتها فى مطار القاهرة الدولي فى طريقنا ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية برئاسة الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد فى طريقنا الى السودان ..وبدأ أحد قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى الاتصال بالمرشحين الثلاثة مرة واحدة للحصول على موافقتهم ومن ثم اختيار أحدهم لرئاسة الوزراء وكان منهم استاذ دكتور سياسى ومفكر اسلامى وسبق أن قاد اقوى تنظيم شبابى فى تاريخ مصر وكان المرشح أيضا سياسى ودبلوماسي كبير له تاريخ عريق بالإضافة الى معالى الدكتور كمال الجنزوري ..وركبنا الطائرة وذهبنا الى السودان ومجرد هبوطنا جاء اتصال للدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن اثنين من المرشحين تخوفا من الظرف الاستثنائي الذي تمر به مصر واعتذرا وهنا تضمن الحوار التأكيد أن الدكتور كمال الجنزوري لن يرفض ابدا خدمة مصر فى هذا الظرف الاستثنائي خاصة أن له مصداقية وتاريخ عظيم وبالفعل هذا ما حدث وافق الدكتور العظيم كمال الجنزوري فورا على تولى رئاسة الوزراء فى هذا الظرف الاستثنائي العصيب بل ودون اى مقابل وذلك فى نوفمبر 2011وانقذ مصر من أزمة كبيرة وقاد مجلس الوزراء بكل حنكة ونزاهة حتى جاء حكم الاخوان اللعين فى أواخر يونيو 2012وبعدها بوقت قصير لم يستكمل الرجل مهمته بعد ممارسات ومظاهرات إخوانية حقيرة من جماعة الإخوان الإرهابية وبالفعل انتهت فترة رئاسته للوزراء فى يوليو 2012 وعقب ذلك بفترة مرض الدكتور كمال الجنزوري فقررت أن أذهب إلى منزله فى شارع الحرية بمصر الجديدة ببوكيه ورد ورسالة تمنى شفاؤه ولحسن حظى قابلته وهو ذاهب لركوب سيارته ففرحت جدا أنه تماثل للشفاء وقد استقبلنى افضل استقبال وكانت فرحتى أنه بخير و قابلنى بكل ود مع أنها كانت المرة الثانية فى حياتى التى أرى سيادته فيها وللاسف الشديد المرة الأخيرة …وأضاف البيان :أما المرة الرابعة التى أتذكر فيها جيدا وبكل شموخ الدكتور العظيم كمال الجنزوري فهى عندما كانت حكومة الإخوان الإرهابية برئاسة المدعو هشام قنديل تطلب قرضا من صندوق النقد الدولي بقيمة 4مليار و800مليون دولار ووقتها زار وفد رفيع المستوى حزب الوفد وكان حزب الوفد ٱنذاك من أبرز قيادات جبهة الإنقاذ لإسقاط حكم الإخوان وكانت اجتماعات الجبهة تنعقد فى مقر حزب الوفد وخلال زيارة الوفد رفيع المستوى من صندوق النقد الدولى كنت حاضرا هذا اللقاء المغلق مع رئيس حزب الوفد وعدد قليل من قيادات الحزب و استمر اللقاء حوالى اربع ساعات فى نقاشات حول القرض وهنا اثناء النقاشات قال رئيس وفد صندوق النقد الدولي “لقد سبق أن منحنا مصر قروضا عديدة وبمبالغ كبيرة بل إننا فى عام 1996منحنا مصر قرضا ولاول مرة بفترة سماح قبل السداد وبتعهد وتدخل من شخصية نثق بها جدا وهو الدكتور كمال الجنزوري وكان تعامله معنا مميزا وهو شخصية لها مصداقية لدينا لكننا حاليا لا نريد إعطاء قرض أو حتى فترة سماح لعدم ثقتنا فى حكومة هشام قنديل وفى ظل حكم الإخوان ولو كان الدكتور كمال الجنزوري هو رئيس الوزراء واعطانا حتى تعهد شفوى لنفذنا فورا لاننا نثق فى قدراته الاقتصادية والإدارية ونزاهته وحفاظه على الكلمة وهو ما سبق أن جربناه ” انتهى كلام رئيس وفد صندوق النقد الدولي ….وقتها شعرت بالفخر والإعتزاز الكبير أن هناك شخصية مصرية وعربية عظيمة مثل الدكتور كمال الجنزوري تحظى بتلك المكانة الكبيرة لدى مؤسسة دولية رفيعة مثل صندوق النقد الدولي… أخيرا اقسم بالله أن كل ما ذكرته فى هذا البيان حدث وكنت شاهدا عليه والٱن هذا الرجل العظيم بين يدى الله ولابد أن أذكر تلك المواقف. العظيمة …رحم الله الدكتور العظيم كمال الجنزوري بقدر ما أعطى وأخلص لوطنه الحبيب مصر …