6 أيام كانت فيها دعوات المصريين حاضرة أمنيات بفك الغُمّة وذهاب السفينة العالقة لحال سبيلها غير أنّ الدعوات ترتفع وتزداد في عدد من البيوت التي تركها أصحابها الفنيين والمهندسين المشاركين في تعويم السفينة الجانحة.
المهمة التي تراها سعاد أحمد زوجة أحد المهندسين الذين قاموا بتحرير السفينة العالقة بـ التاريخية والتي كانت تستحق جهد جميع العاملين في المجال لإنقاذ مصر خاصة مع ارتفاع نبرة الشامتين وأنّ الأمر مستحيل تحقيقه مهما حدث حسبما أكدت
وتابعت بنبرة الفخر: كنّا يوميًا نتحدث مع زوجي نشدّ من أزره وندعوا الله أن يوفقه هو وجميع العاملين في القناة كان يشتكي أحيانًا من أحاديث المواقع الاجتماعية وجزم الجميع بأن الأمر مستحيل ولكننا كنّا نؤكد له أن المهندسين والعاملين المصريين ذات كفاءة عالمية ويستطيعون أن يبنوا المجد.
وكانت سفينة الحاويات البنمية EVER GIVEN التي يبلغ طولها حوالي 4 ملاعب كرة قدم 400 متر وعرض 59 مترًا بحمولة 224 ألف طن قد جنحت صباح الثلاثاء الماضي ليسفر الحادث عن توقف قناة السويس على مدار تلك الفترة مع انتظار للعديد من السفن التي كانت تترقب انتهاء الأمر للعبور.
وتتابع أحمد: كانوا لا ينامون بالأيام فعلى مدار الأيام الستة لم ينم سوى ساعات معدودة، كانوا دومًا في اجتماعات للحديث عن كل السبل المتاحة لتحرير السفينة وكانت الاتصالات بيننا في مواعيد محددة نطمئن على صحته وما يدور من أحداث وكان دومًا يتحدث بأن ما يحدث سيغير معالم الاقتصاد العالمي، وسيزيد من صلابة واهتمام الجميع بالقناة.
وعن اللحظات التي تلت تحرير السفينة قالت : صوته كان جليًّا مليئا بالحيوية والنشاط، وكأنه استيقظ من نوم عميق كان الجميع بجواره يهلّلون ويسعدون بما استطاعوا تحقيقه من إنجاز كنّا ولا زلنا فخورين به وبزملائه الذين تحمّلوا الصعاب من أجل أن تعود حركة الملاحة لطبيعتها مرة آخرى كانت لحظات لن تنسى من ذاكرتنا.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد خلال تفقده مركز التدريب البحري التابع لهيئة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية أنّه كان يتابع موقف السفينة الجانحة بشكل دائم مؤكدًا “كنت مطمئنا أن الأمور ستمر بسلام.
وتابع الرئيس السيسي خلال جولته: الأزمة شاورت ونبّهت على الدور الكبير والأهمية الكبيرة لقناة السويس وترسّخت في أذهان التجارة العالمية لأنها مرفق عالمي تنقل 13 في المئة من حجم التجارة العالمية القناة قادرة وباقية ومنافسة.وبنبرة الانتصار قالت زوجة علي العوامي، صاحب الصورة الأشهر بعد تحرير السفينة: كانوا حاملين همّ العالم أجمع الجميع كانوا ينتظرون لحظة الانتصار والإنجاز التاريخية، لم يكن ينام تقريبًا من كثرة الأعمال والتفكير في كيفية الحل هو زوملائه ومديرينه. وتابعت أنّ أول سؤال كنا نسأله دومًا المركب هتطلع امتى؟ نتمنى أن يرتاح ويهدى باله هو وزملاؤه العاملين في القناة خاصة وأنه كان يشعر أن عليه مسؤولية لا تقل عن المحارب الذي جُنّد للدفاع عن بلده.
وأكدت الزوجة: كنا نستقبل كلامه برهبة وخوف وندعو الله أن تنفك الغمة ونؤكد له أنه مهما حدث من فشل فالنجاح في النهاية أكيد لا محالة وكان يستقبل كلامنا بمزيد من الحماس والتشجيع ويتركنا لاستكمال عمله وهو محمّل بطاقة محبة وقوة تكفيه لاستكمال عمله.
وعن اللحظات التي لا تنسى أكدت الزوجة: استقبلنا مكالمة في الثالثة فجرًا كنّا نائمين ولفرحته بالانتصار استيقظنا كانت كلماته ترجّ الآذان من فرحته (انتصرنا.. طلّعنا المركب)، ليتغير صوتي بالسعادة والفرحة، وأرسل له رسالات الحب والاطمئنان والفخر بما تم إنجازه وبأن التاريخ لن ينسى دوره في تلك الملحمة.
وكان الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس قد أكد في مؤتمر صحفي أنّه لأول مرة في العالم تحدث عملية إنقاذ لسفينة حاويات جانحة دون أن يتم تفريغ الحمولة وبدون أي إصابات أو تسريب للزيوت أو المواد البترولية.
وتحكي زوجة أحد الأبطال الذين شاركوا في تعويم السفينة أسامة دندر، أنها كانت قلقة على مدار أسبوع تقريبًا وهي المدة التي ظلّ زوجها برفقة زملائه يَعملون طوال الليل والنهار في أجواء شديدة البرودة في محاولة لتحريك السفينة قائلة لم أتوقف عن الدعاء له بأن يحميه الله وينجيه وينجح هو وزملاؤه لأنه حدث عالمي كان يتابعه الجميع ولم تنقطع اتصالاتي به للاطمئنان عليه طوال الليل لكونهم كانوا يعملون بشكل متواصل.
وعن لحظة الفرحة عندما أخبرها زوجها بأنهم نجحوا وتحرّرت السفينة حكت الزوجة: غمرتنا السعادة بمجرد أن تحركت السفينة نحن والأهل والأقارب والجيران على الرغم من الإجهاد الذي كان مسيطرًا على الجميع من حيث المتابعة الدائمة إلا أن تلك اللحظة وما بها من فرحة لا توصف وستبقى في الأذهان كثيرًا.
وتوضح الزوجة، أن الكثير من الجيران كانوا يتابعون معها حال زوجها وحال السفينة ولم يتوقف هاتفها عن الاتصال والمباركات من الجميع بعد تحرك السفينة وامتداح ما قام به زوجها وزملاؤه مؤكدة: أشعر بالفخر الشديد تجاه زوجي بكونه أحد الأبطال المشاركين في تلك المهمة القومية، قد شاركته كل ما حدث لحظة بلحظة ولم أتوقف عن الدعم والدعاء له ولمصر بأن تنتهي الأزمة.بعد اليوم الثالث من توقف السفينة كان أحمد سليمان يتجه نحو السفينة الجانحة بعد تكليف بتواجده بجانب المشاركين في تحريك إيفر غرين ليذهب محملًا بدعوات والدته بالنصر والحفظ الآلهي: كنت دائمًا أصلي وأدعي له أن يعود سالمًا غانمًا بالنصر هكذا أكدت والدته.وتابعت الأم بصوت تملؤه السعادة: مصر جميعها كانت تتابع الأمر وكنا نستقبل تساؤلات الجيران والأهل على مدار الساعة عن الوضع هناك وندعي لهم أن تتيسر الأمور فعلى مدار الأيام المتبقية كان والدي تقريبًا لا ينام هو وزملاؤه لشعورهم بالمسؤولية الملقاه على عاتقهم.
وأضافت والدة سليمان. أنها ظلت قلقة طوال تلك الفترة بسبب عمل ابنها وزملائه المتواصل من أجل تحريك السفينة ولم تتوقف عن الدعاء كنت أصلي الفجر واستمر في الدعاء له حتى الصباح وأنا أشعر بالفخر الشديد أن ابني أحد المشاركين في تلك الملحمة التاريخية.
وحول لحظة الانتصار المرتقبة حكتّ الأم: كانت لحظة تاريخية غلبتني الدموع بعد سماعي أن أولادي جميعهم استطاعت أياديهم تحريك السفينة التي كانت محور حديث العالم وبعد ساعات شاهدت حفيدي يجري مسرعًا لكي يخبرني أن صورة والده انتشرت بشدة مع دعوات جميع المصريين بالحفظ وشعورهم بالشكر والامتنان