قناة السويس شريان دم للمصريين وحياة لإقتصاد العالم
خبر سار أخيراً بعد اسبوع عصيب من شحط سفينة الشحن evergreen تم تعويم السفينة الجانحة وانتظام حركه الملاحه بقناة السويس بعد نجاح رجال هيئة القناة في تعويم السفينه العملاقة
حادثة جنوح ” شحط ” أكبر سفينة شحن الحاويات العملاقة ” evergiven” ( المملوكة لشركة هولندية يابانية وترفع علم بنما في قناة السويس المصرية عند العلامة 151 بين السويس والإسماعيلية أغلقت الملاحة في القناة لأول مرة منذ 54 عاماً بعد نكسة يونيو 1967 في أول حادثة من نوعها داخل الممر الملاحي الدولي الهام في تاريخ قناة السويس المصرية الممتد أكثر منذ 153 عاماً بعد افتتاحها سنة 1869 تم تعمير مدن القناة الجديدة في بورسعيد مع بورفؤاد شمالاً الي الاسماعيلية ثم بورتوفيق والسويس جنوباً وكان أسوأ حادث في تاريخ قناة السويس، حين اصطدمت ناقلة نفط بكوبري الفردان الحديدي في نهاية عام 1954 الذي كان متعمدا ربما من بريطانيا لتعطيل الملاحة بعد ثورة يوليو 1952 عقاباً للزعيم جمال عبد الناصر علي طردهم من مصر وتحريرها من الاحتلال البريطاني
تعبر القناة سنوياً آلاف السفن بمختلف أحجامها وأنواعها سواء المدنية والعسكرية أيضاً من مدمرات وفرقاطات وحاملات طائرات وناقلات للغاز والبترول وسفن الركاب ونقل الحاويات والسلع المختلفة حتي الحيوانات الحية من الأغنام والمواشي هذه السفينة تحديداً دخلت التشغيل عام 2018 قبل أقل من ثلاث سنوات علي هذه الحادثة الغريبة المريبة من قبطان واحد لهذه السفينة الذي يحمل جنسية آسيوية والذي تبين من فيديو المتابعة الجوية لسير السفينة أنها كانت تترنح في طريقها البحري قبل وبعد دخولها قناة السويس رغم عبور هذه السفينة قناة السويس المصرية أكثر من ست مرات في طريقها المعتاد من موانيء الصين شرق آسيا وماليزيا ثم عبورها قناة السويس في طريقها الي ميناء روتردام بهولندا تكدست مئات السفن في اتجاهين القناة في انتظار نجاح المصريين في تعويم السفينة العملاقة ( طولها 400 متر وعرضها 60 متر ) حمولتها ربع مليون طن وهو ما تسبب في خسائر فادحة لمصر من ايرادات القناة اليومية 15 مليون دولار وتصل سنوياً الي ستة مليارات دولار هذا التأخير عرض بضائع السفن للتلف والأغنام المنقولة بحراً للأمراض وربما موتها ثم إلقاء الجثث النافقة منها في القناة وهو ما تسبب مشكلة بيئية كبيرة تقوم وزارة الزراعة المصرية بتوفير الأعلاف والخدمة البيطرية لهذه السفن كما فرض علينا التفكير في أسوأ الاحتمالات من ميل السفينة وانقلاب حمولتها في القناة في مشكلة أكبر صعبة الحل وهو ما كان يستوجب ضرورة تفريغ حمولتها ( 18 ألف حاوية كونتيانر) وهو ما كان سيحتاج عدة شهور تتعطل فيها الملاحة ويتأثر فيها الاقتصاد العالمي والإمدادات النفطية والبضائع أيضاً
نجحت الجهود المصرية لتحرير الممر الملاحي الأهم في العالم بعد مضيق هرمز في الخليج العربي والبوسفور في تركيا ومضيق ملقا وجبل طارق غرب المتوسط وباب المندب جنوب البحر الأحمر
بدأت فكرة إنشاء القناة عام 1798 مع الغزو الفرنسي على مصر، فكر نابليون بونابرت في شق القناة إلا أنه فشل في ذلك بعد تحرير مصر من الفرنسيين عام 1801 وفي عام 1854 استطاع الفرنسي فرديناند دي لسبس إقناع محمد سعيد باشا بالمشروع استغرق بناء القناة 10 سنوات (1859 – 1869)، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري مات منهم أكثر من 120 ألف مصري أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة ( السخرة ) وتم افتتاح القناة رسمياً عام 1869 في احتفال أسطوري حضره ملوك وأميرات أوروبا لكن تراكمت علينا الديون بسببها وكانت ذريعة للاحتلال الانجليزي عام 1882 بعد 13 سنة فقط من افتتاح القناة
قناة السويس المصرية يبلغ طولها 193 كم وتصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتنقسم طولياً إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضياً إلى ممرين في أغلب أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يوماً من الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح
قام المصريين بأموالهم وسواعدهم بحفر قناة جديدة موازية للقناة الأولي بطول 35 كم من الكيلو متر 61 إلى الكيلو متر 95 بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم ليصبح الطول الإجمالي للمشروع 72 كم من الكيلو متر 50 إلى الكيلو متر 122. وذلك لتلافي المشكلات القديمة لقناة السويس من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، ويسمح باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدم بتكلفة بلغت 4 مليارات دولار، مما ساهم في زيادة دخل القناة بنسبة 259%. تمت عمليات الحفر من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي استعانت بـ17 شركة وطنية مصرية مدنية عملت تحت إشرافها لحفر التفريعة السابعة للقناة المناطق المزدوجة من القناة بخلاف قناة السويس الجديدة والتي تسمح بالملاحة في الاتجاهين ويبلغ طولها 80.5 كم طبقاً للترقيم الكيلو متري لشمندورات البداية والنهاية بكل تفريعة. تفريعة البحيرات المرة بطول 11.8 كم وتفريعة البلاح بطول 8.9 كم تفريعة كبريت بطول 7.0كم وتم حفرهم عام 1955 تفريعة بورسعيد بطول 40.1 كم والتمساح بطول 4.3 كم مع تفريعة الدفرسوار بطول 8.4 كم وتم حفرهم عام 1980
كما توجد كباري ومعابر فوق القناة أكبرها كوبري السلام منذ عام 2001 وكوبري الفردان للسكك الحديدية منذ عام 1920 الذي تم تجديده للمرة الخامسة في عام 2001 الكباري العائمة كوبري النصر بمنطقة الرسوة في بورسعيد، وافتتح في 2016 كوبري الشهيد أحمد منسي بمنطقة نمرة 6 في الإسماعيلية مع كوبري الشهيد أبانوب صابر بمنطقة القنطرة، وتم افتتاحهم عام 2017 كوبري الشهيد اللواء طه زكي بجنوب الإسماعيلية، مع كوبري الشهيد أحمد عمر الشبراوي بمنطقة الشط في السويس وافتتح في 2019 غير الأنفاق التي تم حفرها تحت القناة أولها نفق الشهيد عقيد مهندس أحمد حمدي منذ عام 1983 بعد تحرير سيناء من الاسرائيليين والانفاق الجديدة ( تحيا مصر ) في بورسعيد والاسماعيلية تحت التشغيل حالياً
يتم تحصيل رسوم عبور قناة السويس بوحدة حقوق السحب الخاصة (بالإنجليزية: SDR – Special drawing rights) “سلة العملات” وليس بعملة واحدة لضمان استقرار عائدات القناة في حالة وجود أي تذبذب في أسعار العملة. أربعة عملات رئيسية يستحوذ الدولار الأمريكي فيها على نسبة 44,9% يليه اليورو الأوروبي بنسبة 37,4%، والين الياباني بنسبة 9,4%، ثم الجنيه الاسترليني بنسبة 11,3% كما تقوم شركات التامين البحرية بدفع غرامات التأخير للسفن العالقة وتعويضات مالية لمصر عن الأضرار التي لحقت بالقناة وتكاليف تعويم السفينة إتفاقية القسطنطينية ( اسطنبول ) في أكتوبر 1888 الخاصة بضمان حرية المرور في القناة وقعت عليها كل من (بريطانيا ، فرنسا، النمسا، المجر، إسبانيا، إيطاليا، هولندا، روسيا وتركيا العثمانية التي وقعت الاتفاقية (نيابة عن مصر). هي الميثاق الأساسي لحرية المرور الدولية في قناة السويس
في 26 يوليو 1956 قام الرئيس عبد الناصر بتأميم قناة السويس، والذي تسبب في إعلان بريطانيا وفرنسا بمشاركة إسرائيل الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي والذي انتهى بانسحابهم بعد بسالة المقاومة الشعبية للفدائيين المصريين وتحت الضغوط الدولية من روسيا وامريكا الفريق بحري أسامة ربيع هو الرئيس الحالي رقم #13 لهيئة قناة السويس المصرية كان نصفهم من الفرنسيين حتي تاميم القناة عام 1956 أولهم فرديناد ديليسبس (1855 – 1894). ثم جول جيشار – اوغست لويس- تشارلز جونار- لويس دى رواج (1927-1948) ثم الأخير فرانسوا شارل رو ( حتي يوليو 1956). ثم رؤساء الهيئة المصريين أولهم محمد حلمى بهجت ثم محمود يونس وتلاهم مشهور احمد مشهور ثم محمد عزت عادل وبعده الفريق احمد على فاضل ثم الفريق مهاب مميش (حتي 2019).
تسببت حرب 1967 في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، حتى قام الرئيس السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975 بعد نصر أكتوبر وهو ما حرم مصر من عائدات عبور القناة شهدت القناة بعد ذلك عدة مشاريع لتوسيع مجراها وتقليل وقت عبورها بدأت عام 1980 وكان آخرها في 6 أغسطس 2015 مع افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.
تعد قناة السويس المصرية إحدى أهم الممرات البحرية في العالم، حيث بلغت إيرادات القناة سنويا 100 مليار جنيه مصري ويمر عبر القناة ما بين 8% إلي 12% من حجم التجارة العالمية الدروس المستفادة من هذة الأزمة ضرورة تحديث قاطرات جرارات الهيئة بقوة جر اكبر تناسب حمولات السفن الكبري مع شراء أوناش متحركة قوية عالية لشحن وتفريع السفن العالقة وعدم السماح بدخول القناة للسفن المشبوهة أو المعادية لمصر ختاماً .. قناة السويس الاولي تحت حكم أبناء محمد علي خديوي مصر كانت سبباً مباشراً في احتلالها 🇪🇬 من الإنجليز لمدة 72 عاما حتي جلاءهم عن مصر عام 1954 بعد ثورة 1952 لكن القناة الثانية الجديدة بقوة وعزيمة أبناء النيل بقيادة الرئيس السيسي حررت قرار المصريين وفرضت سيادتهم وإرادتهم علي العالم كله بعد ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013