نفذ فريق الطوارئ الهولندي الذي جرت الاستعانة به لتعويم السفينة الضخمة التي تسد قناة السويس بعض عمليات الانتشال المثيرة بما في ذلك رفع الغواصة النووية الروسية كورسك من قاع بحر بارنتس لكنه يقول إن هذه المهمة واحدة من أشد المهام صعوبة.
والسفينة إيفر غيفن. التي يبلغ وزنها 200 ألف طن من دون حمولة، هي أثقل سفينة تتعاقد على إنقاذها شركة سميت سالفدج التابعة لشركة الخدمات البحرية الهولندية (بوسكاليس) في تاريخها الذي يمتد لنحو 180 عاما.
وتملك شركة سميت سالفدج طواقم استجابة للحالات الطارئة في جميع أنحاء العالم وساعدت في انتشال أو إنقاذ عشرات من حطام السفن وتحرير سفن شحن وعبارات وناقلات عالقة.
وفي حين أن احتمالات حدوث خسائر بشرية مستبعدة هذه المرة، إلا أن المصالح الاقتصادية الهائلة في أحد أشد الممرات الملاحية ازدحاما في العالم تجعل الوقت عنصرا هاما للغاية.وسيتعين على بيتر بردوفسكي الرئيس التنفيذي لبوسكاليس، الذي شبه العملية بإنقاذ حوت جنح على الشاطئ أن يقترح خطة تقبلها الشركة مالكة السفينة وشركات التأمين وهيئة قناة السويس المصرية المملوكة للدولة.
وعلقت السفينة من المقدمة والذيل وأظهرت المحاولات الأولى لتحريكها بقاطرات السحب أنها لن تتزحزح بسهولة من مكانها، حيث انحشرت بالعرض في منطقة ضيقة.
وقال إنه لغز صعب لأن السفينة تتعرض حاليا لضغوط من قوى غير طبيعية. لا نريدها أن تميل أو تنقسم إلى نصفين أثناء عملية الإنقاذ.
وقال كليمنس شابلر من منصة الخدمات اللوجستية العالمية ترانسبوريون : أعتقد أن الاحتمال الأرجح هو إعادة التعويم يوم الأحد أو الاثنين. لكن السيناريو الأسوأ (أن تظل عالقة لأسابيع) احتمال حقيقي.
تجمع هيئة قناة السويس جرافات لإزالة الرمل تحت الماء أو أي مادة أخرى أسفل مقدمة السفينة وعند نهايتها. وستكون صلابة تلك المادة والقدرة على وضع الجرافات العامل المحدد لسرعة العملية.
صعد فريق من هولندا على متن السفينة أمس وجمع قراءات أولية ويعمل على حساب أفضل الخيارات.
وقال مسؤولون يشاركون في العملية لرويترز إن الخطوة الأولى الواضحة هي إزالة كميات كبيرة من الوقود والبالست المستخدم في الحفاظ على توازن السفينة لتخفيف الوزن جنبا إلى جنب مع جرف الرمال ثم محاولة سحبها وتعويمها.
وإذا فشلت هذه التدابير الأولية وبقيت السفينة عالقة فستكون هناك حاجة لتفريغ حمولتها البالغة عدة آلاف من حاويات الشحن في مهمة يحذر مسؤولون من أنها قد تستغرق أسابيع.
وفي 2012، قامت سميت وشركة تيتو نيري الإيطالية بسحب الوقود من السفينة السياحية كوستا كونكورديا التي كانت تقل أكثر من 4000 من الركاب وأفراد الطاقم عندما اصطدمت بصخرة وواجهت صعوبات في الاستقرار أثناء مرورها بجزيرة جيجليو في توسكانا.
وقال بردوفسكي الرئيس التنفيذى لبوسكاليس: الوقت هو العامل الحاسم هنا. السفينة نفسها لم تلحق بها أضرار لكن هناك أضرارا هائلة بسبب توقف الحركة الملاحية.
وأضاف: من النادر جدا أن يكون عنصر الوقت على هذه الدرجة من الأهمية كما هو الحال الآن مع إيفر غيفن.