كتب محمود فهمى
..أعلنت شبكة إعلام المرأة العربية أن لجنة التحكيم قد اختارت عددا من الفائزات ممن تقدمن إلى مسابقة الأم والجدة والطالبة المثالية لعام 2021 وأكدت الشبكة أنه يتم تباعا إعلان أسماء الفائزات حيث فازت فى مسابقة الأم المثالية خمس امهات مثاليات على مستوى العالم العربي وفازت طالبة واحدة فى مسابقة الطالبة المثالية وتم حجب جائزة الجده المثالية لضعف السير الذاتية المقدمه فى هذا الفرع من المسابقة وستقام إحتفالية بأحد الفنادق الكبرى فى الأسبوع الأخير من مارس الحالى لتسليم الأوسكار وشهادة تقدير لكل فائزة ..واعلنت اليوم شبكة إعلام المرأة العربية فوز السيدة: لواحظ لبيب محمود سالم من مصر وقال بيان صادر عن شبكة إعلام المرأة العربية أن السيدة : لواحظ لبيب محمود سالم
من مواليد محافظة المنوفيه عام 1943 وكان ترتيبها الاولي بين اربعة ابناء لاب فاضل يعمل معلما للاجيال و حصلت علي دبلوم المدارس الفنيه من شبين الكوم محافظة المنوفية عام 1960..بعد ذلك
وفى عام 1964 تزوجت السيدة :لواحظ لبيب من الاستاذ الفاضل حسن مصطفي موسي ليسانس التربيه جامعة عين شمس و كان يعمل مدرسا بمحافظة كفر الشيخ فانتقلت معه للاقامه هناك وبعد فترة
ترقي الزوج الى مدرس ثانوى وتم اعارته الي السودان عام 1967 ليستكمل رسالته الساميه في تعليم الاجيال و انتقلوا للاقامه بقويسنا محافظة المنوفية
و في عام 1968 رزقهم الله بأول مولود و كان اسمه احمد و نظرا لسوء الظروف الصحية بالسودان توفاه الله عن عمر عام واحد و تم دفنه بالسودان
و خلال تلك الفتره اصيب الزوج بمرض البلهارسيا و تليف الكبد فكان كثيرا ما يعالج بالمستشفيات في مصر خلال اجازتهم السنويه او بالسودان خلال تواجده للعمل هناك فى ظل ظروف معيشية صعبة و درجة حرارة مرتفعة و امكانيات طبية ضعيفة جدا .
ثم رزقهم الله بثاني ابنائهم (خالد) عام 1971 بالسودان ثم بالابن الثالث (محمد اشرف) في عام 1972بالسودان ايضا
وعقب ذلك بدأت رحلة المرض الشديد للزوج وبدأ ينتقل من مستشفي الي اخرى و تجرى زوجته معه بكامل طاقتها لتخفف عنه الام المرض العضال الذي يتمكن منه رويدا رويدا للاسف الشديد.
و في اجازة عام 1973 و خلال الاستعداد لشهر رمضان المبارك اشتد المرض علي الزوج ليدخل مستشفي شبين الكوم ليلقي وجه ربه صبيحة يوم 3 رمضان عام 1973 و كانت المفاجأه صادمه لكل العائله خاصة (والده ووالدته) و جميع افراد العائله
و اصبحت السيدة :لواحظ لبيب صاحبة الـ 30 عاما ارملة ولا تعمل حيث كانت ربة منزل ومعها ولدان الاكبر سنتان و عشر شهور و الثانى عشر شهور ومعاش صغير لايفي باحتياجات الاسرة
و اتخذت الام العظيمة السيدة :لواحظ لبيب قرارها الحاسم بأن تربية هذين الولدين الصغيرين هو هدفها الاسمى فى هذه الدنيا و لم تلتفت الي زواج آخر او الى أى متاع زائل من هذه الدنيا الفانية .
وهنا تتجلى معونة الله و تدبيره و المعدن الاصيل للسيدة لواحظ وعزيمتها التي لا تلين فبعد عدة اعوام قليلة يفتح لها الله باب رزق فى جامعه بنها تحت الانشاء و التابعه لجامعة الزقازيق فتلتحق بها و تسافر يوميا من قويسنا بمحافظة المنوفية الي الزقازيق بمحافظة الشرقية
وبعد افتتاح فرع بنها بمدينة بنها اصبحت تسافر يوميا من قويسنا الى بنها متحملة مصاعب و مشاق لا يتحملها الا الرجال ثم يلتحق اكبر الابناء (خالد) بالمدرسة الابتدائية في قويسنا .
وسعيا للاستقرار تنتقل الاسرة الي مدينة بنها و يلتحق الابناء خالد و اشرف بالمدارس فى مدينة بنها و تستمر رحلة الكفاح بين السعى علي الرزق فى عملها فى جامعة بنها و بين تربية ولدين صغيرين لا يعوا من امر الدنيا شيئا و لكنهم اعتادوا ان يكونوا رجالا .
تجرى الايام و نصل الي عام 1988 حيث يحصل الابن الاكبر (خالد) على الثانوية العامه بتفوق حيث كان ترتيبه الرابع علي محافظة القليوبية و الثاني علي مستوى مدرسته ليلتحق طبقا للتنسيق بكلية هندسة شبرا و يقدم اوراقه للقبول بالكليات العسكريه فيتم قبوله بالكليه الفنيه العسكرية نظرا لتفوقه
و في عام 1990 يحصل ثاني الابناء علي الثانوية العامة بتفوق كأخية فقد انزل الله بركته علي هذه الاسره المجاهده ليلتحق بكلية طب بنها و تستمر رحلة الكفاح بتوفيق من الله و كرمه فتربية شابين تخرجا من كليتين من كليات القمه امر مكلف و مرهق و لكنها معونة الله .
في عام 1993 يبدأ جنى الثمار بعد رحلة الكفاح حيث يتخرج اول الابناء (خالد) من الكلية الفنية العسكرية بتقدير امتياز و من اوائل دفعته و يلتحق كضابط مهندس بصفوف القوات المسلحه يخدم وطنه و يزود عن عرينه .
و هو حاليا عميد مهندس بالقوات المسلحه وهو الذى يكتب هذه القصة العظيمة عرفانا منه بفضل والدته المجاهده الصابره المحتسبه ما عند الله علي ما فى هذه الدنيا .
ثم يتخرج ثانى الابناء عام 1997 كطبيب شاب و يعمل بجد و اجتهاد و يحصل علي الماجستير و حاليا يحضر للحصول علي الدكتوراه في مجال التحاليل الطبيه و حاليا يعمل مديرا لمعمل سما للتحاليل الطبيه ببنها وتمر الايام
وتحال السيدة العظيمة لواحظ لبيب الى المعاش في شهر يوليو 2003بعد ان ادت رسالتها علي اكمل وجه كموظفه مجتهدة بقسم الدرسات العليا بكلية التربية جامعة بنها و تم تكريمها من عميد الكلية نظرا لتفانيها في اداء عملها .
و تجرى الايام و تستمر مسيرة العطاء بأشكال مختلفة ويتزوج ابنائها واحدا تلو الاخر ليستقر كل منهم و يكون اسره تجتمع عند الجدة الفاضلة معترفه بفضلها و عطائها النادر وايثار ما عند الله من فضل علي متاع هذه الدنيا .
ويقول العميد مهندس خالد ابن السيدة العظيمة لواحظ لبيب : والله ان هذا لملخص سريع لرحلة عطاء و ايثار نادر اتمني من الله ان اكون قد استطعت ان انقله لكم في نقاط محدده و لكنها قد تكون اهم محطات هذه الرحله ويضيف قائلا :
لقد بلغت والدتي سن 77 عاما وهذه السن به كثير من المعاناة من أمراض الشيخوخة و لعلها ترجع بذاكرتها الي ايام مضت فتحمد الله كثيرا علي فضله و معونته و توفيقه .
و لا يسعني الا ان اختم كلامي بدعائي الى الله بكرمه ان يديم عليها نعمة الصحه و العافية و الستر في سن الجلال و التكريم.