سعى الرئيس التونسي قيس سعيد إلى تحقيق أهداف عديدة خلال زيارته إلى ليبيا اليوم الأربعاء أبرزها تأكيد احتكاره ملف السياسية الخارجية التي ظلت جماعة الإخوان في بلاده عبر ذراعها السياسي حزب النهضة تزاحمه عليه خصوصا فيما يتعلق بليبيا الذي عانت من تدخلاتها السلبية.
ويتفق الباحث السياسي الليبي الهادي عبدالكريم مع هذه الرؤية مشيرا إلى أن سعيد دخل في خلافات عديدة مع النهضة خلال الفترة الأخيرة بسبب عدم اتفاقه مع طريقتها مثمنا توقيت الزيارة في ظل المعطيات الجديدة في ليبيا.
كما لفت إلى أن تلك الزيارة الأولى لرئيس عربي إلى ليبيا منذ أن أطلقت المليشيات المدعومة إخوانيا في ليبيا عمليتها تحت اسم فجر ليبيا وكانت سببا في غياب الدولة منذ حينها قبل أن يتمكن الليبيون أخيرا من استعادة اتزانها بعد نجاح مسار الحوار السياسي الذي انتهى بسلطة موحدة للبلاد.
ويرى المحلل السياسي الليبي إسماعيل المحيشي أن الرئيس قيس سعيد سيظل على خلاف مع النهضة المسيطرة على مجلس النواب التونسي ولن يحسم الأمر إلا بعد عقد انتخابات مبكرة.
وعقب بالقول: لا توجد إمكانية لحل المشكلات مع النهضة الذي يشهد مرحلة من التعقيدات والتفكك باعتبار أن قياداته لم تستطع السير بتونس إلى الطريق الصحيح وهناك خلافات شديدة بين أفراده.
وثمن الزيارة لأثرها الإيجابي على توطيد مسار الحوار السياسي في ليبيا الذي انتهى بتمكين السلطة التنفيذية الجديدة مضيفا: هي رسالة قوية من تونس باعتبارها الدولة الجارة والمؤثرة في استقرار ليبيا.وفي نفس السياق يؤكد المحلل السياسي التونسي منذر ثابت أن الزيارة التي جاءت من أعلى مستوى في الدولة التونسية خطوة لاستعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين موضحا أن قيس سعيد يشغله مسألة نجاح المسار الانتقالي في ليبيا وملف تأمين الحدود المشتركة بين البلدين.
وكان الشارع التونسي شاهدا على المواجهة بين الرئيس قيس سعيد ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي حول ملف السياسة الخارجية وبالتحديد ما يتعلق بالصراع الليبي حين وقفت النهضة إلى صف المليشيات وحكومة السراج ثم أيدت التدخل التركي في الشأن الليبي وما أعقبه من ضخ الأسلحة والمرتزقة.
وهنا يوضح ثابت أن الدستور حدد صلاحيات الرئيس في تحديد بوصلة السياسات الخارجية للدولة معقبا: زيارة قيس سعيد إلى ليبيا تعطي رسائل واضحة بأنه لا تعامل مع أطراف غير رسمية، وهو ما يمكن أن يفهم من خلال تشكيل الوفد الذي اصطحبه وضم طاقم الرئاسة ووزير الخارجية فقط.
وأضاف أن سعيد يمهد الطريق لاتفاقات مهمة على الصعيد الأمني والتنموي ويريد أن يظهر نفسه بعيدا عن الأطراف التي لا تملك حق تشكيل تصور للعلاقات الخارجية لتونس مع الدول الأخرى كما أنه مهتم بملف محاربة الإرهاب والتطرف بالتعاون بين البلدين الجارين.
وختم بالقول: أعتقد أن قيس سعيد يريد التخلص من كل العناصر التي سممت العلاقات بين البلدين.