بقلم ،:د.معتز صلاح الدين تحل اليوم 17 مارس الذكرى التاسعة لرحيل الرمز الوطنى المصرى الكبير أحد رموز مصر العظيمة قداسة البابا شنوده الثالث صاحب المواقف الوطنية التى لن ينساها الشعب المصرى ..وبرحيله فقدت مصر كلها بمسلميها واقباطها قبل 9 سنوات رمزا وطنيا عظيما كان وما زال وسوف يظل عنوانا للتسامح والمحبه والصدق وحب الوطن والفكر الصائب والثقافة الكبيرة وروح الدعابه المصرية الجميلة .. لقد كان نبأ وفاة قداسة البابا شنوده الثالث نبأ حزينا ابكانى شخصيا بكاء مرا ..بكيت بابا مصر وانا المسلم المتدين التدين الوسطى الذى ليس فيه اى تطرف ..نعم بكيته بقلبى وعقلى عقب ان أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يوم السبت 17 مارس 2012 وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً. وأضاف في بيان رسمي:
«المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع.»..وعقب إعلان النبأ عم الحزن انحاء البلاد لأن برحيله فقدت مصر رجلا من اعظم رجالاتها ..رجل دولة ودين بمعنى الكلمة ..لقد كان لقداسته مواقف عظيمة فى حب الوطن والتسامح ولا ننسى ابدا مقولته الباقية ” مصر ليس وطننا نعيش فيه لكنه وطن يعيش فينا ”
..لقد تشرفت كثيرا بلقاء قداسة البابا شنوده ..وقطعا لا انسى ابدا اول لقاء حيث قمت بعمل حوار صحفى مطول مع قداسته وكنت آنذاك رئيسا لتحرير جريدة حزبية وكان عمرى 25 عاما فاستقبلى بكل محبه وبدلا من ان يكون الحوار نصف ساعة اصبح ساعة ونصف بكل ترحاب من قداسة البابا شنوده واتسم حواره بكل شيىء جميل الثقافة والوطنيه والتسامح وروح الدعابه وحب الشباب واحترامهم فعلا لا قولا ..وقابلت قداسته بعدها كثيرا سواء كصحفى او خلال زيارات لقداسته فى مناسبات كثيرة منها تهانى بعيد الميلاد وعيد القيامه او تقديم العزاء وظل اول لقاء لى مع قداسته فى ذاكرتى حتى الآن لا يغيب عنها ولا انسى أبدا ما رواه لى من ذكريات وتجارب كثيرة بعضها ليس للنشر ..وقابلت قداسته فى اوائل يناير 2011 مع وفد من شخصيات سياسية رفيعه وكان عددنا لا يتجاوز 6 شخصيات وكانت المناسبة حادث كنيسة القديسين الاجرامي الذى وقع يوم 1 يناير 2011 واسفر عن مقتل 23 من اخواننا الاقباط اثناء الاحتفال بالعام الجديد واصابة العشرات ..واثناء الزيارة وتقديمنا واجب العزاء قال قداسته ان بعض اشلاء الضحايا التصقت بحائط الكنيسة من قوة التفجير الارهابى ..وعندما وجدنى قداسة البابا ادون هذه الجملة ..نظر لى قائلا: “من فضلك هذا ليس للنشر لان النشر لن يعيد من فقدناهم لكنه سوف يشعل فتنه اكبر ونحن نريد ان نطفىء نيران اى فتنه ” قالها لى بشكل حاسم وبحزن شديد أيضا ..فقلت فى نفسى كم انت عظيم يا قداسة البابا ..وبالطبع بعد فترة تكشفت حقائق عديدة عن هذا الحادث الإجرامي .
..إننى كمصرى مسلم اؤكد ان ذكرى رحيل قداسة البابا شنودة ليست شأنا قبطيا فقط لكنها شان مصرى وانا كمسلم افخر واعتز كثيرا بقداسة البابا شنوده وقداسة البابا تواضروس وايضا الانبا باخوميوس الذى قاد الفترة بعد رحيل البابا شنودة بكل حكمة هؤلاء من رموز بلدى افخر بهم واحترمهم واعتبرهم من الشخصيات القدوة لكل المصريين وليس لاخواننا الاقباط فقط .
ومن حسن الطالع ان قداسة البابا تواضروس الثانى هو من مدرسة قداسة البابا شنوده مدرسة الوطنية والتسامح وحب الوطن وهو يسير على دربه وعندما قامت يد الارهاب الجبان بحرق عشرات الكنائس فى مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013 التى قضت على حكم جماعة الإخوان الإرهابية …كان لقداسة البابا تواضروس مقولته الخالدة “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن”..وقد تذهلوا عندما اقول لكم اننى أكدت لثلاثة من اصدقائى الاقباط ان البابا الجديد سيكون البابا تواضروس وكان ذلك قبل اختياره بأيام من بين المرشحين وقد قالوا لى جميعا انه يتوقعون انه سيكون الانبا روفائيل لكننى قلت لهم ان الجميع عظماء لكن البابا القادم تواضروس وهو ما حدث وقد كنت متأكدا من ذلك باعتقاد بسيط داخلى وهو ان الانبا باخوميوس الذى تولى مؤقتا القيام باعمال البابا قد سار على درب البابا شنوده وان طيبته وبركته سوف تحل على تلميذه الانبا تواضروس ” البابا تواضروس الثانى حاليا” وهو حدث بالفعل كما انه قادم من البحيرة حيث دير وادى النطرون العريق وقد اتصل بى اصدقائى الاقباط بعد اختيار البابا تواضروس يشكرونى وقالوا لى اننى كانت لدى شفافيه كبيرة فقدمت لهم التهنئه وقلت لهم ان اختيار البابا ومنصب البابا هو شأن مصرى يهمنا جميعا كمصريين نعيش فى هذا الوطن العظيم وقد تشرفت بلقاء البابا تواضروس اكثر من مرة منذ ان تولى منصبه سواء للتهنئه او تقديم العزاء فى رحيل والدته وشعرت بالفخر انه من مدرسة الراحل العظيم قداسة البابا شنوده الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازه المرقسيه . حفظ الله مصرنا الغالية وجعلها فى رباط الى يوم الدين وباذن الله طالما فى العمر بقية لم ولن انسى ابدا كل عام ان اتذكر بكل اجلال وتقدير واحترام ذكرى قداسة البابا شنودة الثالث الذى احببته كثيرا واحبه كثير من المصريين اقباطا ومسلمين.