كتب المهندس/ محمد القبانى هذه التقنية التى تسمي “التزييف العميق” ظهرت خلال السنوات الأخيرة والتى تعتمد كلياً على الذكاء الإصطناعى بشكل كبير كما أنها فرع من فروع التعلم الاّلى الذي يطبق محاكاة الشبكة العصبية على مجموعات البيانات الضخمة لإنشاء هذا التزييف، فقد حدثت تطورات هائلة من خلال تطبيق شبكات الخصومة التوليدية GANS لوضع خوارزميتين للذكاء الإصطناعى ضد بعضهما البعض، احدهما يخلق المزيف والاّخر يصنف جهوده حيث يعمل محرك التوليف على صنع عمليات تزوير بشكل عالى الكفاءة بإستخدام هذه الخوارزميات وبهذا يمكن إنتاج فيديوهات أو التعديل علي محتواها بشكل كامل لتظهر أشياء لم تكن موجودة من الأساس وبدقة عالية وهذه التقنية ليست فقط قادرة على التلاعب بالأحداث الحالية فقط وإنما يمكنها بهذا الشكل تشويه الماضي والتلاعب بالتراث والحقائق وزرع ذكريات زائفة وبالتالى ستتغير الطريقة التى نتذكر بها التاريخ، وهذه هي المخاوف الحالية أن نصل إلى مرحلة من التطور لن نتمكن فيها من تمييز ما إذا كان هذا المحتوى المرئي مزيفاً أم حقيقياً حيث إنها تقنية يصعب تقييدها ومنعها من الإستخدام وذلك بسبب أن طرق أكتشافها لا تزال غير موثوقة بشكل جيد كما أن مقاطع ال Deep fake الإحترافية تتحسن بشكل مستمر فأصبحت أيضاً مصدر قلق متزايد ففى عصر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة يمكن إستخدام هذه التقنية لإرباك المستخدمين وتضليلهم، ونلاحظ مؤخراً إستخدام الكثير من المستخدمين لهذه التقنية والتى تكمن فى أحد التطبيقات المتداول حالياً مثل تطبيق “My Hertage” والذي يطلق عليه هذا المُسمي “الحياه تدُب فى الموتى” أو إحياء القديم ومن هنا يتولد مُسمي اَخر وهو “الحنين العميق” فهناك أشخاص فقدناهم وتعود صورهم إلى الحياة من جديد وتتحرك وجوههم الثابتة وهذا ما فعلته هذه الأداه التى لاقت رواجاً كبيراً كما ان هذا التطبيق يضم أكثر من 60 مليون مستخدم حول العالم وللأسف يعتبرها البعض انها خدمة عاطفية وهذا ما يبدو لنا ولكن ماخفي كان أعظم، حيث انه يقوم بالإختبار البسيط لل DNA عن الخلقية الفريدة للعِرق ويطابقها مع الأقارب الذين عثر عليهم حديثاً وهذا تعمق كبير فى قاعدة بياناتنا الضخمة من السجلات العالمية والتى يحصل منها على كم هائل من البيانات الجينية، وسيشكل الزييف العميق جزءاً كبيراً من المشاكل القادمة التى سوف نحتاج للتعامل معها بحذر شديد، وبالتأكيد هذه التقنية مستقبلاً سوف تدخل فى مجال صناعة المحتوى وبكل قوة، ولكن كما نعرف جيداً إن التطور التكنولوجي هو سلاح ذو حدين وبالطبع مع إنتشار المحتوى المزيف يجب أن تظهر بعض التقنيات التى تحارب المحتوى المزيف، والتى بالفعل أعلنت مؤخراً شركة Microsoft عن أداة لتحديد وكشف المحتوى المصنوع من خلال تقنية التزييف العميق كخطوة أولى لمحاربة الأخبار الكاذبة، ولكن الحل الأمثل فى وقتنا هذا هو عدم إستخدام هذه التطبيقات ونشر التوعية بين المستخدمين حول خطورة هذه التقنية وعدم تصديق أى خبر نراه لتجنب إنتشار الشائعات والفيديوهات المفبركة والتحرى جيداً قبل أن نقوم بنشر أشياء تحوم حولها شكوك كبيرة.