..أفزعنى و هالني ما إطلعت عليه من جريمة لا أخلاقية جديدة _ بعد جريمة متحرش المعادي _ ، الجريمة الجديدة انتهك فيها الجناة كل القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية والمجتمعية .. فنصَّب الجناة أنفسهم أوصياء على إمرأةٍ بصحبة أبنائها ،لرؤيتهم رجل غريب في بيتها … وإذ تسول لهم أنفسهم إقتحام بيتها ومسكنها الخاص ليمارسوا عليها وصايتهم الحمقاء الغبية وينهالوا عليها ضربا لتكن عبرةً .. إلى أن سقطت من الطابق السادس أو ألقيت منه .. لتلقى حتفها وتقابل رباً رحيماً وإلهاً عظيماً .. وأيا ماكان الأمر .. ستشكو له حماقة الآخرين .. ستشكو له مجتمع تذرع لاضفاء المشروعية على جريمته بوجود مناطق شعبية ، ستشكو من ملَّك نفسه سلطة إتهام وإصدار أحكام دون محاكمة بل وتنفيذها … ستشكو مسئولين حرصوا على تطبيق القانون دون تعليمه .. ستشكو من له حق الرقابة وتجاهل .. ستشكو كل من نسي أن يعلم الأخلاق ..كل من تجاهل أن حقوق الانسان في أخلاقه أولاً .. تحت أي بند أخلاقي أو إنساني تمت هذه المهزلة.. ونحن لن نشجب ولن نستنكر بل سندعم وندعو للإفاقة الأخلاقية .. إلى أن نتذكر الأخلاق ورقيها . _ كنا نلفظ الخطأ والإجرام بل والحرام بلفظ العيب .. والآن نأتي فعلة غير مهتمين بالعيب ولا الحرام ولا غير القانوني … إنه انعدام كامل للأخلاق . ويحضرني .. عندما دخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه على قوم يشربون ويوقدون في الأخصاص ،فقال نهيتكم عن معاقرة الشراب فعاقرتم ، وعن الإيقاد فأوقدتم وهمَّ بتأديبهم … فقالوا : نهاك الله عن التجسس فتجسست ونهاك عن الدخول بغير إذن فدخلت .. فقال : هاتان بهاتين وانصرف وهو يقول : كل الناس أفقه منك ياعمر. د.رحاب التحيوي