فى لقاء مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب عن المرأة ومكانتها (يَا أَيُّهَا النَّبِيى قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب 59]. لقد عرض القرآن الكثير من شئون المرأة فى أكثر من عشر سور منها سورتان عرفت إحداهما بسورة النساء الكبرى وهى سورة النساء والأخرى عرفت بسورة النساء الصغرى وهى سورة الطلاق. وعرض لهما فى سورة البقرة والمائدة والنور والأحزاب والمجادلة والممتحنة والتحريم. وقد دلت هذه العناية على المكانة التى ينبغى أن توضع فيها المرأة فى نظر الإسلام وأنها مكانة لم تحظ المرأة بها لا فى شرع سماوى سابق ولا فى قوانين بشرية تواضع عليها الناس فيما بينهم. إن الرسالة السماوية الخاتمة بقدوم الرسول – صلى الله عليه وسلم- حاملاً معه الى أمته جميع المبادئ الهامة هى المساواة بين الناس جميعاً لأن خالقهم يعاملهم هكذا وأيضاً أن يعطى كل ذى حقِ حقه وأحد الحقوق التى كانت مهدرة فى عصر الجاهلية وقبل الدين الإسلامى هى حقوق المرأة التى أعطاها الإسلام إياها كاملة. لذلك ظهرن المؤمنات بعبقرية والآن نذكر إحداهن:- فاخته بنت أبى طالب بن عبد المطلب الشهيرة بأم هاتئ الميلاد سنة 576 مكة المكرمة تاريخ الوفاة 50هـ بالمدينة المنورة الكنية أمّ هانئ الزوج هبيرة بن أبى وهب المخزومى أبناء جعدة بن هبيرة المخزومى عدد الأولاد 4 الأب أبو طالب بن عبد المطلب الأم فاطمة بنت أسد إخوة وأخوات جعفر بن أبى طالب وطالب بن أبى طالب وعقيل بن أبى طالب وعلى بن أبى طالب. وجمانة بنت أبى طالب وطليق بن أبى طالب، وأسماء بنت أبى طالب وإسمها فاختة بنت أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى. وقيل هى: هند بنت أبى طالب تعرف بكنيتها التى إشتهرت بها وهى: أم هانئ هى بنت عم رسول الله. أمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصى تزوجها هبيرة بن أبى وهب المخزومى ولدت له جعدة بن هبيرة وأطعمها رسول الله فى خيبر أربعين وسقا. وقد أسلمت أم هانئ يوم فتح مكة بينما فَرَّ زوجها هبيرة هارباً، وقال فى ذلك شعراً: لَعَمْرك ماولَّيْتُ ظهرى محمداً وأصحابه جبناً ولاخيفة القَتلِ ولكنى قَلَّبتُ أمرى فلم أجد لسيفى غناءً إن ضُربتُ ولانبِلى وَعَنْ أُمِّ هانِئٍ بِنْتِ أَبِى طَالِبٍ قَالَتْ : خَطَبَنِى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقُلْتُ : مَا بِى عَنْكَ رَغْبَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنْ لَا أُحِبُّ أَنْ أَتَزَوَّجَ وَبَنِىَّ صِغَارٌ. خطب رسول الله. أم هانئ فقالت: يا رسول الله لأنت أحب الى من سمعى وبصرى وحق الزوج عظيم فأخشى إن أقبلت على زوجى أن أضيع بعض شأنى وولدى وإن أقبلت على ولدى أن أضيع حق الزوج. فقال رسول الله : إن خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد فى صغره وأرعاه على بعل فى ذات يده سعد8/152 (صحيح مرسل) المعجم الكبير للطبرانى 18 / 173 (20502) كانت قبل إسلامها زوجة لهبيرة بن أبى وهب بن عمرو المخزومى، وأنجبتْ منه: جعدة ويوسف وعمرو. وقد تولى إبنها جعدة بن هبيرة ولاية خراسان فى عهد على بن أبى طالب. روى أنه لمّا عاد رسول الله من ثقيف (الطائف) وكان حزيناً لإعراض أهلها عن دين اللَّه، توجه لزيارتها، ثم بات عندها فكان ما كان من حادثة الإسراء والمعراج، فكانت أم هنئ تحدث بحديث الإسراء والمعراج، حتى قيل: ما ذكر الإسراء والمعراج الا وذكر معه إسم أم هانئ. قالت أم هانئ -رضى الله عنها-: عَنْ أُمّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِى طَالِبٍ رَضِىَ اللّهُ عَنْهَا، وَإسْمُهَا هِنْدٌ، فِى مَسْرَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهَا كَانَتْ تَقُولُ مَا أُسْرِىَ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّا وَهُوَ فِي بَيْتِى، نَامَ عِنْدِى تِلْكَ اللّيْلَةَ فِي بَيْتِى، فَصَلّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ثُمّ نَامَ وَنِمْنَا فَلَمّا كَانَ قُبَيْلَ الْفَجْرِ أَهَبّنَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَلَمّا صَلّى الصّبْحَ وَصَلّيْنَا مَعَهُ قَالَ يَا أُمّ هَانِئٍ لَقَدْ صَلّيْتُ مَعَكُمْ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ كَمَا رَأَيْتِ بِهَذَا الْوَادِى، ثُمّ جِئْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصَلّيْت فِيهِ ثُمّ قَدْ صَلّيْت صَلَاةَ الْغَدَاةِ مَعَكُمْ الْآنَ كَمَا تَرَيْنَ ثُمّ قَامَ لِيَخْرُجَ فَأَخَذْتُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ فَتَكَشّفَ عَنْ بَطْنِهِ كَأَنّهُ قُبْطِيّةٌ مَطْوِيّةٌ فَقُلْت لَهُ يَا نَبِىّ اللّهِ لَا تُحَدّثْ بِهَذَا النّاسَ فَيُكَذّبُوك وَيُؤْذُوك، قَالَ وَاَللّهِ لأحدثنهموه. قَالَتْ فَقُلْت لِجَارِيَةِ لِى حَبَشِيّةٍ وَيْحَك إتْبَعِى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى تَسْمَعِى مَا يَقُولُ لِلنّاسِ وَمَا يَقُولُونَ لَهُ. فَلَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الَى النّاسِ أَخْبَرَهُمْ فَعَجِبُوا وَقَالُوا : مَا آيَةُ ذَلِكَ يَا مُحَمّدُ ؟