حمل توقيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم جملة من الدلالات المهمة لا سيما أنها جاءت بالتزامن مع تطورات مهمة وملفات مشتعلة ليس أولها فقط أزمة سد النهضة التي تصدرت مباحثات الرئيس المصري في السودان ذلك أن جملة من الملفات المتوازية فرضت نفسها على الطاولة مها تشهده الحدود السودانية الإثيوبية من تطورات فضلاً عن ملف العلاقات الثنائية بين البلدين وغيرها من الملفات ذات الأولوية.
تمتعت الزيارة وهي الأولى للرئيس المصري إلى الخرطوم منذ سقوط نظام الرئيس عمر البشير بأهمية خاصة لا سيما في ضوء العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتناولت العلاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية وقضية سد النهضة والأمن في البحر الاحمر وتطورات الأوضاع على الحدود السودانية وتم خلالها التأكيد على رفض البلدين للأمر الواقع في قضية سد النهضة.
سبق الزيارة عدة لقاءات متتالية بين مسؤولين بالبلدين وحراك دبلوماسي وعسكري وسياسي واسع بين القاهرة والخرطوم فقد اختُتمت قبل أيام أعمال الاجتماع السابع للجنة العسكرية المصرية السودانية المشتركة برئاسة رئيسي الأركان لكلا البلدين بالعاصمة السودانية، كما زارت وزيرة خارجية السودان مصر أخيراً.عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، سفير مصر الأسبق بالسودان السفير محمد الشاذلي قال إن الزيارة جاءت في توقيت مهم جداً، نرى فيه التعنت الإثيوبي والإصرار على القرارات الأحادية بالنسبة لسد النهضة والبدء في ملء الخزان دون تنسيق مع مصر والسودان، ويضاف إلى ذلك الانتهاك الفج للأراضي السودانية بواسطة القوات الإثيوبية والهجمات المتكررة على السودان وبالتالي فمن ضمن أهداف هذه الزيارة أن نعطي رسالة واضحة لإثيوبيا بأن مصر تقف إلى جانب السودان.
ولفت إلى أن الزيارة سبقتها عدة لقاءات مهمة من بينها اجتماع اللجنة العسكرية المصرية السودانية المشتركة وكذا زيارة وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي إلى القاهرة، وجميعها رسائل مصرية سودانية مهمة في هذه المرحلة.
وأردف الدبلوماسي المصري السابق قائلاً: “الزيارة ليست مقتصرة على الموقف الموحد القوي ضد إثيوبيا لأن هناك الكثير من الملفات المهمة جداً بين مصر والسودان لا سيما ملفات التعاون الثنائي وبشكل خاص في مجالات البنية التحتية وغيرها.. مصر لديها الكثير من التجارب الناجحة والمهمة التي يمكن للسودان الاستفادة منها مختتماً تصريحاته بالتأكيد على أن توقيت الزيارة هو أبرز شيء والرسالة هي التنويه على أن البلدين في جبهة موحدة.
وأكد بيان صدر عن الرئاسة المصرية السبت اتفاق الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان على أن المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة، تتطلب أعلى درجات التنسيق بين مصر والسودان.
وشدد البيان على أن مصر تدعم المقترح السوداني لتشكيل رباعية دولية تشمل رئاسة الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، للتوسط في ملف سد النهضة.