كونه يعبر عن كنه وفحوى الزيارة البابوية للعراق وما تحمله من رسالات ومعان روحية نبيلة وعميقة وضع شعار الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلى بلاد ما بين النهرين من قبل الفاتيكان بشكل عابق بالدلالات الرمزية الداعية للسلام والتعدد والتسامح والتآخي.
حيث صمم الشعار فوق خلفية بيضاء ناصعة كناية عن النقاء والسلام ويظهر البابا فرنسيس فيه ملوحا بيده، لتحية العراق برموزه العريقة: خارطة البلاد نهري دجلة والفرات وشجرة النخيل فيما ترفرف حمامة السلام البيضاء فوق علمي الفاتيكان وجمهورية العراق وفي فمها غصن زيتون رمزاً للسلام المبتغى.
وكتب على الشعار من أعلاه على شكل نصف دائري، جملة: أنتم جميعًا إخوة باللغات العربية والكلدانية والكردية تعبيرا عن التعددية والتنوع القومي والديني في بلاد الرافدين.
ويأتي هذا الشعار المستوحى معنى ومبنى، من وثيقة الأخوة الإنسانية كامتداد لها والتي وقعها قداسة البابا فرنسيس شراكة مع شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب في العاصمة الإماراتية أبو ظبي عام 2019، برعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وفضلا عن تخصيصه قسما خاصا من زيارته العراقية لإقليم كردستان العراق فإن الحرص على تضمين اللغة الكردية في شعار الزيارة البابوية مؤشر آخر إضافي إلى الأهمية التي يوليها الفاتيكان وقداسة البابا للأكراد، كونهم فضلا عن دورهم المحوري في العراق فإن لهم امتدادا كبيرا في كل من تركيا وإيران وسوريا، خاصة وأن القوات الكردية إن في سوريا أو العراق وحتى في تركيا كانت في الخندق الأول في الحرب على المتطرفين من الدواعش وغيرهم من جماعات مشابهة ممن استهدفوا المسيحيين بوحشية ودون هوادة طيلة الأعوام القليلة الماضية خاصة في العراق وسوريا .يقول أستاذ اللغة الكردية في كلية اللغات بجامعة السليمانية زينو عبد الله : صحيح أن اللغة الكردية هي لغة رسمية في العراق لكن تضمينها في بيانات وشعارات الزيارة البابوية للعراق وإقليم كردستان العراق، هو محط شكرنا وامتنانا.
وأضاف أن هذا الأمر يشكل حدثا تاريخيا كون هذه اللغة العريقة والتي يتحدث بها عشرات ملايين الأكراد في المنطقة كانت حتى قبل سنوات قلال، ولحد الآن أيضا هنا وهناك في بعض الدول المقتسمة لكردستان كتركيا مثلا ممنوعة ويحظر التكلم بها، لدرجة أن التحدث باللغة الكردية في أماكن عامة كان يعرضك للمساءلة والتوقيف والحبس.
ويضيف أستاذ اللغة الكردية: اللغة الكردية تحلق الآن في فضاء الحرية والتحقق، بينما العنصريون والمتطرفون فلا زالوا أسرى عقدهم الاستعلائية الدونية وحبيسي أفكارهم المتعصبة المنقرضة.