اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب فيوليت غيبسون تنحدر من أسرة إنجليزية-أيرلندية ثرية فى دبلن التى أطلقت الرصاص على الزعيم الإيطالى موسولينى موسولينى حكم إيطاليا بين عامى 1922 و1943. فى السابع من أبريل/نيسان عام 1926، خرجت إمرأة أيرلندية من بين الجموع فى روما وأطلقت الرصاص على واحد من أبرز الحكام المستبدين فى القرن العشرين. خرجت الرصاصة فأصابت أنف الزعيم الإيطالى بينيتو موسولينى، لكنه نجا من محاولة الإغتيال هذه. ونسى التاريخ ما أقدمت عليه فيوليت غيبسون فى واحدة من بين كثير من المبادرات الفردية الشجاعة ضد الفاشية فى أوروبا فى القرن العشرين. وكانت محاولة غيبسون هذه هى الأقرب للنجاح من بين أربع محاولات لإستهداف حياة موسولينى. واليوم بعد حوالى قرن على هذه الواقعة، تنتشر الدعوات لوضع لوحة تذكارية فى دبلن تخلد ذكر هذه المرأة. وجاءت محاولة غيبسون إغتيال موسولينى بعد ثلاث سنوات من وصوله للحكم، أثناء إلقائه خطاب. وأطلقت بإتجاهه ثلاث رصاصات قبل أن يتعطل مسدسها وينقض عليها مؤيدو موسولينى ولم ينقذها من أيديهم سوى تدخل الشرطة والقبض عليها. ورُحّلت غيبسون الى إنجلترا بعد قضاء بعض الوقت فى سجن إيطالى، وهو ما رآه البعض تجنباً لحرج إجراء محاكمة علنية فى إيطاليا. وبقيت فى مستشفى سانت أندروز، وهو مصحة نفسية فى نورثهامبتون حتى وفاتها عام 1956. وبعد أيام من محاولة الإغتيال كتب رئيس المجلس التنفيذى لحركة التحرر الأيرلندية، دبليو تى كوسغريف خطاباً لى موسولينى يهنئه على النجاة. وقصة غيبسون غير معتادة بالنظر الى ظروف مولدها ونشأتها. فهي إبنة لأسرة أرستقراطية انجليزية-أيرلندية هى أسرة البارون آشبورن الحاكم العام لأيرلندا (وهو أعلى منصب فى البلاد آنذاك) وكانت وصيفة فى بلاط الملكة فيكتوريا. ووافق مجلس مدينة دبلن على تحرك يعطى الموافقة المبدئية على وضع لوحة تذكارية لغيبسون فى المدينة. وينص القرار على أن غيبسون المتفانية من أجل مقاومة الفاشية يجب أن يعرفها العامة وتأخذ مكانتها اللآئقة فى تاريخ النساء الأيرلنديات والأثرياء وتاريخ أيرلندا وشعبها. كما جاء فى القرار إن السلطات البريطانية وأسرتها آنذاك رأوا أن الأنسب هو إعتبارها مجنونة وليست سياسية. وقال مستشار مجلس مدينة دبلن، مانيكس فلين، وهو بلا إنتماء حزبى ومحرك الدعوة إن فيوليت غيبسون شخص تجاهلته المؤسستان الأيرلندية والبريطانية لسبب غير مفهوم. وأضاف لـ بى بى سى: وكحال أغلب الناس الذين يقومون بأعمال غير معتادة خاصة النساء يتم تهميشهم فى الخلفية. وتابع: وإذا نظرت لفترة الحربين العالميتين، ستجد النساء بجانب الرجال. واليوم نحاول فهم الأسباب التى أدت الى تهميشهن والوفاء بحقهن. لكنه أمر نادر. وأكمل: لأسباب غريبة أصبحت فيوليت غيبسون سبباً للحرج وأُبعدت وقالوا إنها مجنونة فى محاولة لإخفاء العار. وأكد فلين أن أسرة غيبسون تدعم التحرك نحو اللوحة التذكارية ويتوقع أن يُعرض الطلب على الإجتماع القادم لإحدى اللجان خلال الأسابيع المقبلة. ومن المرجح أن يكون موقع اللوحة على واجهة المنزل الذى قضت فيه غيبسون طفولتها فى منطقة ميدان ميريون فى دبلن لكن الأمر رهن موافقة مالك المبنى. وفى عام 2014 برزت قصة غيبسون من جديد فى وثائقى إذاعى، أنتجته سيوبان لينام وهو مأخوذ عن كتاب المرأة التى أطلقت الرصاص على موسولينى لـ فرانسيس ستونر-ساندرز. وكان الوثائقى الإذاعى نواة لفيلم “فيوليت غيبسون: الأيرلندية التى أطلقت الرصاص على موسولينى الذى أخرجه بارى دودال، زوج لينام ويُعرض حاليا فى مهرجانات الأفلام عالمياً. وتقول لينام: كان الناس يخططون بصعوبة لقتل موسولينى لكن امرأة خمسينية أطلقت عليه الرصاص من مدى بعيد. كما قال دودال إن إحدى النقاط الهامة هى أن غيبسون كتبت عدداً من الخطابات للمطالبة بإطلاق سراحها من مستشفى سانت آندروز وُجه بعضها للأميرة إليزابيث (الملكة الحالية) ووينستون تشرشل الذى يرجح أنه قضى بعض الوقت معها فى أيرلندا عندما كان طفلاً. أولوين فويرى لعبت دور فيوليت غيبسون فى فيلم الأيرلندية التى أطلقت الرصاص على موسولينى والذى يُعرض على التليفزيون الأيرلندى فى وقت لآحق هذا العام واطلعت لينام ودودال على الخطابات فى نورثهامبتون حيث بقيت ولم تُرسل الى من كُتبت اليهم. وتقول لينام إنه أُطلق سراح غيبسون من إيطاليا شريطة أن تظل حبيسة فى بريطانيا بقية حياتها. وبحث الزوجان فى الوثائق الإيطالية ليجدا أن الوثائق والمعلومات الموجودة عن غيبسون هى الأكثر بين كل من حاولوا إغتيال موسولينى. ويقول دودال: ربما إذا كان رجل أقدم على هذا الفعل لكنا رأينا له تمثالاً. لكنها عُزلت لأنها امرأة. ونحن سعداء للغاية لأننا تمكننا من عرض قصتها للعامة. ويرى أن اللوحة التذكارية فكرة جيدة لتخليد غيبسون وتساعد فى نشر قصتها لجمهور أكبر. ويخلص: فيوليت غيبسون كانت شخصاً شديد الشجاعة وعند المقارنة بينها وموسولينى وكل ما فعله تُرى من حقا المجنون؟.