كتب // وائل عباس من القاهرة قلب الحدث ومقصد الأحاديث تدار مباراة سد النهضة بمنتهى البراعة والحنكة المخابراتية والتى إن دلت على شىء فهى تدل على قدرة الأجهزة المخابراتية المصرية وجهوزيتها لأى نزال . ومقصد الحديث أثيوبيا وإن كانت ليست هى كل المباراة لكنها بالتأكيد جزء مهم وحيوى وأختبار حقيقى للدولة المصرية التى تواجه شرقا و غربا على عدة جبهات . قتال تحشد فيها أكثر من دولة أطماعها وتجرب فيها أسلحتها وأجهزتها . ومصر لا تعدو بالنسبة للعدو كدولة فحسب . بل هى صمام الأمان للعرب وحصن حصين للإسلام ومنبر حر لدول افريقيا وكثير من دول العالم الثالث . فإن هى كسرت . كسرت أيضا تلك الدول وهانت وانهارت . تلعب الأجهزة المخابراتية مباراة تدرس مستقبلا ولعدة عقود لكثيرا من دول العالم . فها هى بدأت بشعب التيجراى ليتمرد على ديكتاتور آثيوبيا آبى أحمد وتكشفه أمام العالم بصورته الحقيقية المجرده بعد أن حاز على نوبل للسلام فها هو يقطع الإمدادات الغذائية على شعب التيجراى ويمنع المساعدات الإنسانية والطبية ويقتل الصحفيين فيسقط عنه القناع . صفقت للعقلية المخابراتية المصرية على هذا الهدف الجميل . ثم يتغير الموقف السودانى رأس على عقب بعد أن كان حليفا لأثيوبيا فها هو يحارب أثيوبيا ويطالب بتحرير أرضه المحتلة منذ عقود من قبائل الأمهرة التى تدعم آبى أحمد ليصبح بين مطرقة الحرب من السودان وأنقلاب قبائل الأمهرة عليه بعد أن فقدت الأراضي السودانية التى كانت تحتلها . وهذا هو الهدف الثاني . ثم تنطلق أنباء لم تتأكد أو تنفى إلى الآن مفادها أن آبى أحمد أصيب على يد أحد حراسه الشخصيين . حتى لو لم يكن الخبر صحيحا فهى الحرب الأعلامية لتشويش العدو وأفقاده اتنزانه وزرع الشك في نفسه حتى من أقرب المقربين إليه . وأخيرا قد يأتي التحرك العسكري المصرى الذى مؤكدا سيكون سندا لتحركات الجيش السودانى لتحرير أراضيه وتدمير سد النهضة الذى يتطاولون به . من هنا يجب أن أؤكد للجميع أن المباراة تدار من القاهرة ولننتظر لنرى ما ستسفر عنه الأحداث حفظ الله الوطن رئيسا وجيشا وشعبا