نشأ الأستاذ أحمد المنتصر في بيت عِلم وتقوى، فقد كان والده الراحل أحمد حسين محمد عوض (وشهرته محمد أبوحسين الحوارم)، واحداً من رجالات التربية والتعليم الأوائل في مدينة الوقف، وقد اهتم بأن يحفّظ أبناءه القرآن الكريم، ووصل الطفل منتصر في الحفظ حتى ربع يس.
كان الفتى أحمد مشغوفاً بالقراءة والاطلاع، وعشق كتابات د. محمد حسين هيكل، ومن أبرزها “في مهبط الوحي” و”حياة محمد” وغيرهما، كما قرأ معظم أعمال نجيب محفوظ، وعلى رأسها “الثلاثية”، مما كان له أكبر الأثر في حبّه حتى الآن للروايات قراءةً وكتابةً، وله فيها محاولات عديدة مازال يحتفظ بها لنفسه.
وُلد أحمد المنتصر، الذي أتمّ عامه الـ 63 أول يناير الجاري، بناحية الدندراوية بالوقف عام ١٩٥٧، وتأثر كثيراً بأستاذه في المرحلة الابتدائية، حسين خليل (يرحمه الله)، وفي المرحلة الإعدادية ازداد عشقه للغة العربية من طريقة تدريس أستاذها الراحل حسين درويش (خربوش)، أما أكثر من تأثّر بهم في المرحلة الثانوية، فكان الأستاذ عبدالرحيم مطاوع (من قرية أبومناع)، وكان ذلك بـ “ثانوية نجع حمادي”.
كان الشاب أحمد يتمنى الالتحاق بكلية الإعلام، لكنّ القدر كانت له كلمته، حيث التحق بكلية التجارة بجامعة أسيوط، وكان لعميد الكلية د. كمال نجاتي أكبر الأثر في عشقه لمادة المحاسبة.
تخرّج المحاسب أحمد في كلية التجارة جامعة أسيوط عام ١٩٧٩، وعيّن بجهاز تعمير مدينة السادات، وما لبث أن انتقل منه إلى شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي عام 1981، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا من جامعة أسيوط عام ١٩٩٣، وانغمس في عمله مُخلصاً، فحاز ثقة رؤسائه واحترام زملائه، وبدأ يصعد سلّم الترقيات سريعاً، حيث رُقيّ إلى وظيفة مدير إدارة المراجعة عام ٢٠٠١، ثم أصبح المدير العام للمراقبة الداخلية عام ٢٠١٠.
في عام ٢٠١١حصل على دبلوم مركز إعداد القادة، فرُقّي إلى وظيفة المدير العام للمراجعة عام ٢٠١٢، فرئيس قطاع المراجعة والمراقبة الداخلية عام ٢٠١٣، فنائباً لرئيس مجلس إدارة نادى الألومنيوم عام ٢٠١٤، ثم انتدب رئيساً للقطاعات الإدارية والخدمات عام ٢٠١٦م.
مثّل (كبيرُ المحاسبين) الشركة في العديد من الدورات التدريبية واللجان والمؤتمرات، وتميّز خلال مدة خدمته بالصدق والأمانة، وعرف عنه الثقة بالنفس والدقة والإخلاص في العمل والتواضع وحُسن المعاملة.
أحيل الرجل على المعاش عام ٢٠١٧م، وأقامت له شركة مصر للألومنيوم حفلاً لائقاً تكريماً له.
علاقاته الاجتماعية طيبة جداً، ويشارك أهله وعائلته وأحبته كل المناسبات، ولا يتأخر عن نداء الواجب أينما كان.
ما زال أحمد المنتصر عاشقاً للروايات، وينهل من مَعين الشعر والقصة وفنون الأدب، لكنّه لا يُحبّ السياسة ودهاليزها ولا الأحزاب وتلافيفها، وذلك على النقيض من أخيه الأصغر المحاسب أحمد الغزالي (مدير إدارة الحسابات بشركة مختار إبراهيم)، الذي انغمس في العمل السياسي والانتخابات والمجالس المحلية، وغيرها.
أكرم الله المحاسب أحمد المنتصر بثلاثة أبناء، محمد (كلية العلوم الطبية التطبيقية)، ومحمود (كلية الآداب بقنا)، وبسملة (الثانوية العامة).