الحسد والحاسدين المنافقين
…. بقلم : محمد عتابي
يعتبر الحسد من الآفات النفسية البالغة التي قد تصيب الإنسان، ويعد من السلوكيات الخاطئة التي حرمتها الشرائع السماوية على الإطلاق لما لهما من آثار سلبية للغاية وأضرار كبير على الفرد والمجتمع.
ويعبر الحسد عما في القلوب من ضغائن وحقد وغل شديد،
بالإضافة إلى أنه يشير للنفوس الخبيثة التي تتمنى زوال النعمة من أصحابها، أو استكتار الخير على بعض الأفراد المقربين لهم ودائمًا ما يشعرون بالسخط.
وقام العلماء بتعريف الحسد على أنه تمني الحاسد زوال النعمة أو الخير من يد الآخرين والمقربين، وقد يسعى الحاسد لإزالة تلك النعمة ودفعها عن صاحبها، فقد ورد لفظ الحسد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في مواضع عدة، ومنها قول الله عز وجل: “ومن شر حاسد إذا حسد”.
كما جاء لفظ الحسد في السنة النبوية الشريفة لتحذير النبي محمد -صل الله عليه وسلم- من الحسد نظرًا لآثاره السلبية على النفس البشرية، حيث قال رسول الله -صلوات الله عليه-: ” لا تباغضوا ولا تحاسدو “.
تعريف الحسد
هو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها. أنواعه
١- كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم.
٢- أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه وهذا الغبطة.
حكم الحسد حرام؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث » رواه مسلم.
الأسباب التي تؤدي إلى الحسد
يمكن تقسيم الأسباب إلى أسباب من الحاسد أو من المحسود أو قد يشترك فيها الإثنان.
١- العدواة والبغضاء والحقد (هذا السبب من الحاسد).
٢- التعزز والترفع (هذا السبب من الحاسد).
٣- حب الرئاسة وطلب الجاه لنفسه (هذا السبب من الحاسد).
٤- ظهور الفضل والنعمة على المحسود.
٥- حب الدنيا (هذا السبب من الحاسد).
٦- الكبر (هذا السبب من المحسود).
٧- شدة البغي وكثرة التطاول على العباد (هذا السبب من المحسود).
قال صلى الله عليه وسلم: « دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء ». مظهر قبح الحسد أنه داء وقع فيه جميع الأمم من قبلنا.
أثر الحسد على الفرد والمجتمع.
من المعروف أن الحسد صفة اليهود كما جاء في القرآن الكريم، فقد حسدوا النبي محمد -صل الله عليه وسلم- على ما آتاه الله من النبوة وعلى منزلته العظيمة،
على الرغم من كفرهم به رغم علمهم بصدقه، كما حصدوا أمة محمد بن عبد الله على الهداية والإيمان، وجاء ذلك
في قوله تعالى: ” ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فأعفوا وأصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير “.
ومن آثار الحسد على الفرد،
أنه يورث البغضاء بين الناسس لأن الحاس بشكل عام يقوم ببغض المحسود ما يتنافى مع واجب الأخوة بين المؤمنين،
ونهى النبي محمد -صل الله عليه وسلم- عن ذلك فقال : “لا تحاسدوا ولاتناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانًا “.
وأثر الحسد على المجتمع، أنه قد يدفع الأفراد لإرتكاب الجرائم لمنع الخير عن الحاسد.
كفانا وكفاكم شر الحاسدين والمنافقين