كتب /ايمن بحر
في إطار برنامجه الشامل لإصلاح المناهج الدراسية أقدم المغرب على إدراج تراث وتاريخ اليهود المغاربة ضمن المناهج التعليمية للموسم الدراسي الحالي، وذلك قبل الإعلان عن عودة العلاقات بين الرباط وإسرائيل.
وقد أدخل المكون الثقافي اليهودي المغربي ضمن الطبعة الجديدة للمقرر الدراسي خاص بمادة الاجتماعيات التي تشمل التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية في المرحلة الأساسية من التعليم.
وتتضمن الطبعة الجديدة التي اطلعت درسا خاص بالحقبة العلوية في المغرب وتتطرق إلى الوجود التاريخي لليهود في مدينة الصويرة كنموذج لمدينة مغربية للتعايش والسلام بين مختلف الأديان والطوائف في المغرب.
ومن بين ما يعرف به الدرس بيت الذاكرة الفضاء الثقافي اليهودي الذي دشنه العاهل المغربي الملك محمد السادس في يناير الماضي بمدينة الصويرة إلى جانب تعريفه كذلك بالمتحف اليهودي بالدار البيضاء.وعن الربط بين عودة العلاقة الثنائية بين المغرب وإسرائيل وإدراج الثقافة اليهودية ضمن المقررات الدراسية يوضح المتحدث أنه تم طرح تلك المقررات خلال شهر شتنبر الماضي وتم إعدادها قبل ذلك بحوالي ستة أشهر، نافيا أي يكون لذك علاقة بالتطورات الاخيرة التي شهدتها العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
ومن جانبه يقول المختص في الشأن التربوي والاجتماعي حميد أحمد، على أنه لا يجب إخراج قرار تدريس جزء من الثقافة اليهودية في المغرب عن سياقه الطبيعي وإعطائه أبعاد غير أبعاده المرتبطة بالمكون العبري ضمن الثقافية المغربية المتعدد المشارب.
ويدعو حميد أحمد إلى ضرورة الابتعاد عن الخلفية السياسية في التعاطي مع هذا الموضوع. مؤكدا أن إدراج الثقافة اليهودية المغربية ضمن المقرر الدراسي يعد أمرا بديهيا ينسجم مع قيم التسامح بين الأديان والحضارات والدفاع عن حقوق الأقليات.
للإشارة فإن المغرب يضم عدد كبير من اليهود الذي فضلوا الاستقرار في المملكة ورفضوا الهجرة نحو إسرائيل أو أوروبا أو كندا أو الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن عددهم غير محدد بشكل رسمي فيما تشير أرقام فدرالية اليهود المغاربة في واشنطن إلى وجود أزيد من مليون يهودي مغربي في إسرائيل.