في لقاء مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب صار علم لغة الجسد وتحليل أعين ووجه وتحركات الأيدى وجسد المتحدث وربطها بما ينطق لبيان صدقه أصبحت لغة العصر. وإن كان هذا العلم ورد فى القرآن الكريم وبعرض بعض الآيات الكريمة نجد سابقة فى الإسلام لهذا العلم:- الآية 20 من سورة النور( يوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). يقول الله سبحانه تعالى يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ الْسِنَتُهُمْ: وذلك حين يجحد أحدهم ما إكتسب فى الدنيا من الذنوب، عند تقرير الله إياه بها فيختم الله على أفواههم وتشهد عليهم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وهذا يحاول من يحلل لغة الجسد الوصول اليه. عن أبى سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم: إذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ عُرِّفَ الكَافِرُ بعَمَلِه، فَجَحَدَ وَخَاصَمَ فَيُقُالُ لَهُ: هَؤُلاءِ جِيرَانُك يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ، فَيَقُولُ: كَذَبُوا، فَيَقُولُ: أهْلُكَ وعَشِيرتُكَ، فَيَقُولُ: كَذَبُوا، فَيَقُولُ: أتَحْلِفُونَ؟ فَيَحْلِفُون، ثُمَّ يُصْمِتُهُم اللهُ وتَشْهَدُ الْسِنَتُهُم ثُمَّ يُدْخلُهُم النَّارَ عن أنس بن مالك قال : كنا عند النبى صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال : أتدرون مم أضحك؟ قلنا الله ورسوله أعلم . قال : من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول : يا رب الم تجرنى من الظلم؟ فيقول : بلى . فيقول : لا أجيز على شاهداً الا من نفسى . فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام عليك شهوداً فيختم على فيه ويقال لأركانه : أنطقى فتنطق بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول : بعداً لكن وسحقاً ، فعنكن كنت أناضل. يوم تشهد عليهم السنتهم بما نطقت وتتكلم أيديهم وأرجلهم بما عملت. فكل جارحة تشهد عليهم بما عملته ينطقها الذى أنطق كل شئ فلا يمكنه الإنكار، ولقد عدل فى العباد من جعل شهودهم من أنفسهم. فالمراد بشهادة هذه الجوارح نطقها وإخبارها عما كانوا يعملونه والآية 20 من سورة فصلت( حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ). شهد عليهم سمعهم بما كانوا يصغون به فى الدنيا اليه ويسمعون له وأبصارهم بما كانوا ينظرون اليه فى الدنيا وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. هذه أبلغ لغة للجسد. والآية 65 من سورة يس ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ ) بما عملوا فى الدنيا من معاصى الله ( وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ ) قيل: إن الذى ينطق من أرجلهم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). الجسد ينطق ويدل ويثبت الأفعال. الآية 14 من سورة الإسراء(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً). حسبك اليوم نفسك عليك حاسباً يحسب عليك أعمالك فيحصيها عليك، لا نبتغى عليك شاهداً غيرها ولا نطلب عليك محصياً سواها. كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً. سبحان الله العظيم. وإذا كنتَ تخشَى صحيفةَ سوابِقِكَ التى أُثْبِتَتْ فى الدنيا وهى عُرْضَةٌ للمحوِ والزوَالِ فماذا تصنعُ فى صحيفةٍ كتَبْتٍها بِنفسِكَ وسطَّرْتَهَا بعملِك وشهودُها أعضاؤك ورقباؤها حفظةٌ كِرامٌ (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم:6 تلك هى لغة الجسد مبلغ العلم الحديث ولكن القرآن الكريم اوضحها بنطق الأعضاء التى تعبر عما بداخل النفس البشرية لنقول صدق الله العظيم. وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.